محاكمة سعودية جمعت بين زوجين
بقلم/ العربية نت
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 30 يوماً
الأحد 19 أغسطس-آب 2007 08:43 ص

تنظر محكمة الرياض الكبرى، للمرة الأولى، قضية شرعية خاصة بزواج المسيار، اتهمت فيها امرأة سعودية بالجمع بين زوجين فلجآ إلى القضاء رغم أنهما مازالا في حالة الصدمة والذهول. كما تنظر المحكمة الاتهامات الموجهة إلى مأذون أنكحة سعودي وعدد من الموظفين المتورطين في استخراج عقود الأنكحة.

وكانت السيدة تقسم أيام الأسبوع بين الزوجين بدون علمهما فأحدهما وهو مقيم في أبها له الأربعاء والخميس والجمعة والآخر له بقية أيام الأسبوع لكن الصدفة وحدها كشفت "الخدعة الكبرى", وذلك بح سب ما جاء في التحقيق الذي أعدته الصحفية ابتسام القحطاني ونشرته جريدة "شمس" السعودية.

وقال أحد الزوجين (ح ظ) لجريدة "شمس" إنه تزوج مسيارا قبل ستة أشهر من هذه السيدة المقيمة بالرياض، وحدد لزيارتها في منزلها أيام الأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع ليغادر بعدها إلى أبها، حيث تقيم زوجته الأولى وأولادها،.

وأضاف: "اتفقت معها على هذا الأساس، فكنت أسافر من مدينة أبها كل أربعاء إلى الرياض وأعود يوم الجمعة، وفي سفرتي الأخيرة إليها خرجت من المنزل وقت صلاة العشاء وذهبت إلى المطار لكن القدر شاء أن تتأخر الرحلة خمس ساعات، فاضطررت إلى العودة إلى زوجتي في المنزل لقضاء عدد من الساعات معها، ففوجئت بوجود سيارة خارج المنزل وبرجل يرتدي لباس المنزل ويجلس بجانب زوجتي وكانا يتبادلان الأحاديث والضحك وهما يتابعان التلفزيون، حاولت أن أسيطر على نفسي، لكني وجدته يحاول الهجوم علي والدفاع بقوة عنها وعن نفسه!

ولم يكن أمام الزوجة إلا الصراخ والاعتراف بأننا زوجاها!". ويواصل (ح ظ): "كان الأمر مثل صاعقة شلت جسدي وأنا أسمعها وهي تقول إنها تزوجتنا مسيارا، والتقطت أنفاسي وأخرجنا الأوراق الثبوتية، وعقود الأنكحة واتضح أن المرأة في عصمة رجلين وليس رجلا واحدا، وأنها استغلت زواجنا (المسيار) حيلة لعدم كشف أمرها، فقد كانت تقضي أيام الأسبوع مع زوجها الثاني، أما عطلة الأسبوع فتكون معي". وأشار (ح ظ) إلى أن عقود الأنكحة سليمة ونظامية.

من جهة أخرى, قال الزوج الثاني (م م) لـ"شمس": "حتى هذه اللحظة لا أصدق ما حدث من تلك المرأة وجرأتها في الاعتراف بزواجها من رجلين، إن جمعها بين زوجين جريمة لا تغتفر؛ ما جعلنا نضطر إلى اللجوء إلى المحكمة الشرعية لتنال عقابها، كذلك لجأنا إلى رفع قضية لديوان المظالم ضد الموظفين المتسببين في استخراج عقد النكاح والتحقيق معهم في أسباب حصول الزوجة على عقدي نكاح، إضافة إلى مأذون النكاح الذي وقع وأتم عقد الزواج للزوجين.

الطريف أن الزوجين الغريمين لجأ إلى المحامي نفسه وهو محمد أحمد المقيم في السعودية منذ 20 عاما والذي حصل المكتب الذي يمثله على توكيل من الزوجين المخدوعين لتمثيلهما قانونيا في الدعوى التي رفعها على الزوجة، حيث أكد أن مجريات القضية تسير بشكل متقدم داخل أروقة المحكمة بالرياض، وإنها قد تنتهي خلال شهر رمضان المبارك.

وقال المحامي محمد أحمد "مثل هذه الحالة هي الأولى التي تصادفني في عملي بالمحاماة، كما أنها أول قضية تخص زواج المسيار وجمع المرأة لزوجين، وما نسعى إليه من خلال عملنا هو محاسبة المرأة المتسببة في هذا الوضع؛ لأن الزواج في هذه الحالة محرم وباطل، كذلك محاسبة كل متسبب في عقود الأنكحة".

وحول العقوبة الشرعية للزوجة أشار إلى أن العقوبة ستحدد من قبل القاضي الشرعي، مع أن حكم الزوجة في الشرع هو الرجم.

ومن جهته, شدد الشيخ صالح بن فهد الحماد كاتب أنكحة بوزارة العدل حرمة هذا الزواج وبطلانه، وحمّل الزوجة المسؤولية في وقوع هذا الأمر؛ كونها جمعت بين زوجين, وطالب بضرورة توخي الحذر والحرص عند كتابة عقود مثل هذه الأنكحة.