|
كغرائبه، يكل يحيى صالح مهددا بتكسير «رقاب أي فصيل يسعى مجددا إلى اسقاط النظام»، وأعقب تهديده بدعوة معارضي بقائهم في الحكم الى الحوار، فعن أي حوار يتحدث اركان بلادته؟ وماذا يقصد بـ«الفصيل»؟؟؟؟
ربما كان «الاستاذ الخشن» - كما كان يدلل ويمقت في الوسط الصحفي - في حالة لاوعي لحظة حديثه لوكالة رويترز، رغم قناعتي بفاشيتهم المرعبة، ليخير الشعب «الفصيل» بين «تكسير الرقاب» والحوار.
فبعد وصفه للثورة بـ«المهزلة» قبل اسابيع، وتصريحه السالف الذكر، يدفع «الفصيل الركن» شعب اليمن لرفض أي ضمانات من ملاحقة ومحاكمة صالح وابنائه من جنرالات القمع والحرب، وفي مقدمتهم هو بصفته قائدا لجهاز أمني تورط كثيرا في قتل المعتصمين في ساحات وميادين الثورة، مضافا على ذلك، مسؤوليته في جرائم قمع الاحتجاجات والمسيرات السلمية في مختلف انحاء اليمن، ومهما كانت الضغوط الإقليمية والدولية سيمثل كائنات القتل امام محاكم الثورة يوما ما على غرار مبارك ونجليه في مصر..
ربما تفاجأ يحيى ولد صالح بتغير مواقف حلفائهم، وشعر بتبدد احلامهم الفردية والجماعية في الحكم، ووصول طوفان «ارحل» الى قيادة الأمن المركزي، يدين نفسه بنفسه، ويزيد من اعتقاد جماهير الثورة بضلوعه بتصفيات وجرائم تعذيب في صفوف مئات شباب الثورة المعتقلين في زنازين الأمن المركزي وبقية زنازينهم المرعبة..
وكقراءة موضوعية لتصريح الجنرال «المكسر»، يحاول بقايا عائلة الحكم رفع معنويات ما تبقى من قواتهم وأنصارهم «شرعيتهم» العائلية في اغتصاب الحكم خلافا لمعطيات الواقع الرافض لبقائهم والمطالب بمحاكمتهم وإنزال أقصى العقوبات بنظامهم الإجرامي، وإطلاقه لهكذا تصريحات مجنونة بصبيانية مستفزه، يؤكد بأن قطار النجاة قد فاتهم، وصار بزوغ صباح سقوطهم النهائي قريب جدا..
وخلافا لتصريحاته وتقليعاته الثورية المزعجة للرموز والضمائر الحية في البلد قبل الثورة، وبعيدًا عن سخفه في استيعاب مصيره وبلاهته قياسا بمن سواه من جنرالات النهدين، أطل يحيى بن صالح المركزي على خيمته المهجورة، ليلقي بقنبلته الغازية الأخيرة في مقيله الذي غمرته الأتربة ونسجت العنكبوت في زواياه عبارات الوادع «ارحلوا يا ذئاب».
في الأحد 14 أغسطس-آب 2011 12:05:46 ص