انتخابات نتائجها تدبر بليل
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 8 أيام
الأربعاء 08 ديسمبر-كانون الأول 2010 05:00 م

 منذ الانتخابات المصرية السابقة في نهاية 2005م اشتهر مصطلح البلطجية حتى أصبح الأكثر انتشاراً وتداولا على ألسنة السياسيين والإعلاميين في مصر حتى أن بعض وسائل الإعلام خصصت ندوات لمناقشة هذه الظاهرة .

والبلطجي الذي يستأجر من المرشح لنع أنصار منافسه من الوصول لمركز الاقتراع إما أن يكون من عتاولة المجرمين الذين اخرجوا من السجون للقيام بهذه المهمة الشاقة أو من فتوات الحارات وكلهم قد تدججو بالسواطير والسيوف والمطاوي " السكاكين" والعصي الغليظة كأنهم ستعدون لمعركة فاصلة.!!

وقد رأيت بعيني في إحدى الفضائيات بلطجيا يقف بجوار أحد مراكز الاقتراع وقد سل سيفه وهو يصيح وقد أرغى وأزبد وهدد وتوعد " ابعد يا عم أنت وهو .. ماحدش يقرب اللي يتهور حيتعور عاوزين مرشح الإخوان يفوز مش حيحصل إلا على جثي.!! 

ورغم أن تزوير إرادة الناخب ونتائج الانتخابات هي ظاهرة أصيلة في "بلاد العرب أوطاني" إلا أن ظاهرة البلطجية ظلت مرتبطة وبصورة أكثر في الانتخابات المصرية ورغم ما شاب الانتخابات السابقة من تزوير ووجود البلطجية كمؤثرين في إرهاب الناس ومنع بعض الناخبين من الوصول لبعض لمراكز الاقتراع إلا أن الإخوان قد انتزعوا 88 في الانتخابات الأخيرة ترحمنا على الانتخابات الأولى التي كانت يومها تبشر بحدوث انفراج على خارطة المشهد السياسي بمصر إلا أن الأخيرة قد أعادتنا لمربع الصفر و"كأننا يا بدر ما رحنا ولا جينا" .!!

نتائج الانتخابات المصرية التي خاضها الإخوان ثم انسحبوا رغم أن الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي قد تمنى عليهم عدم المشاركة قد فتحت الباب لتحليلات سياسية وكتابات وقد شاركت في جانب منها حيث ناقشت أحد الكتاب الذين كتبوا مستغربين خوض الإخوان في مصر للانتخابات ومقاطعة إخوان الأردن لها رغم أن المفروض من وجهة نظره أن يحدث العكس وقد خالفته في الرأي فإخوان الأردن أدرى بشعابهم ثم إنني أرى أن الانتخابات في البلاد العربية ما هي مهزلة سخيفة ومضيعة للوقت والجهد خاصة في ظل عدم وجود ضمانات حقيقية لنزاهتها فما جدوى المشاركة في انتخابات نتائجها معروفة ومحسومة سلفا وتدبر بليل وتذكرني دائما بحديث عادل إمام في مسرحية الزعيم حين طلب الزعيم من نائبه أخبار الانتخابات فقال له: كله تمام الصناديق جاهزة من الانتخابات الماضية والنتائج جاهزة ونحن متطوعين عن الشعب نعبئ الصناديق ونحط النتيجة بدل التعب والدوشة.!!

فلماذ نشارك نحن كإسلاميون في تجميل هذه المأساة وإضفاء الشرعية على إنتخابات مزورة ومسرحيات "كذب على الذقون" تتحول من استحقاق ديموقراطي إلى موسم لتصفية الحسابات ومحاولات إثارة الفوضى وتجميل أنظمة متحجرة وبالغة التخلف والإستبداد؟!!

لقد أعجبت بقرار إسلاميو الأردن الذي أتخذ بعد مشوارات ودراسة وكانت هناك ندوة لتقيييم الأثر الناتج عن هذه الخطوة وهذا شيء رائع نحن بحاجة لتقييم تجاربنا ودراسة خطواتنا حتى تكون مشاركتنا في مناخ مناسب وأجواء صحية تضمن ثمار للجهد المبذول بدل من حرق الدم والأعصاب والجهود فالخطبة هي الخطبة والجمعة هي الجمعة والنتيجة هي النتيجة جاهزة والصنادبق معبأة والنتيجة حسمت سلفا ودبرت بليل حتى نستطيع مع بقية القوى إيجاد بيئة نظيفة وضمانات حقيقية لإنتخابات ينتج عنها تغيير حقيقي بدلا من "جمل المعصرة" الذي يدور معصوب العينين دون أن يخطو للأمام خطوة واحدة .!!