ماذا بعد خروج القاعدة من أبين
بقلم/ ياسر اليافعي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 3 أيام
الأربعاء 13 يونيو-حزيران 2012 11:06 ص

مؤقتاً لن نتكلم في السياسة ولا من تسبب في دخول القاعدة الى ابين ومن المستفيد ومن يقف خلفها حكاية "البيضة والدجاجة " ولكن نتكلم عن مسألة انسانية فقط وهي اعادة الاعمار والوقوف مع النازحين وتعويضهم التعويض العادل لأن ما حصل في أبين يفوق الوصف وما تعرض له ابناء أبين لم يتعرض له احد من قبلهم من نزوح قسري وقتل وقصف وتدمير للممتلكات ومصادر الرزق .

عاد الهدوء الى محافظة ابين بعد اكثر من عام من النزوح والقتل والدمار مقاتلي ما يسمى انصار الشريعة انسحبوا بشكل كامل من جعار وزنجبار ويبدو انهم لن يكرروا تجربتهم في هذه المناطق بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدوها وبعد الرفض الشعبي الكبير لهم وبعد المعاناة الكبيرة التي تسببوا بها للأهالي .

اللجان الشعبية والجيش حققوا انتصار كبير وليس المهم تحقيق الانتصار ولكن المهم الحفاظ عليه وعدم استغلال هذا النصر وإعادة التوتر الى المحافظة وخصوصاً من قبل الجيش لأن هناك تخوف كبير ان تسود عقلية 1994م في النهب والسلب والتعالي على ابناء ابين وتدخل الجيش في كل صغيره وكبيره هناك وهو الامر الذي بكل تأكيد سيوتر العلاقة بين المواطنين والجيش وهو ما سيستغله مسلحي القاعدة مرة اخرى لمعاودة الدخول الى المحافظة ..

العالم وخصوصاً امريكا والسعودية يقع على عاتقهم الدور الابرز لإعادة اعمار محافظة أبين وخصوصاً مدينة زنجبار لأنها دمُرت بشكل كامل وهم من تسبب في دمارها وقصفها لذلك واجبهم الاخلاق والإنساني اعادة اعمار زنجبار من جديد والوقوف مع النازحين وتعويضهم التعويض العادل عن فترة النزوح وما لحق بهم من ضرر مادي ومعنوي .

لا يتوقف الامر عند امريكا والسعودية الامر اكبر من ذلك ومعاناة النازحين كبيره بل على الرئيس هادي التوجيه بشكل فوري بإعادة الاعمار في أبين وتنظيم حملة رسمية وشعبية لإعادة الاعمار وتوجيه الحكومة ووحدات الجيش لبناء أبين من جديد ولا يتوقف الحال عند طرد مسلحي القاعدة وترك ابناء ابين يواجهون مصيرهم لانهم سيتحولون كلهم الى قاعدة ان لم يقف معهم أحد وخصوصا بعد ان تحملوا وصبروا وعانوا كل ويلات الحرب والنزوح .

ادارة شؤون المحافظة امر مهم آخر مسلحي القاعدة اثبتوا في جعار جدارة في اعادة الامن والاستقرار الى المدينة وإقامة قضاء عادل وأصبح الكل يتكلم عن ذلك، لذلك على المجالس المحلية في المحافظة سد الفراغ الامني والإداري في أسرع وقت ممكن وعادة هيبة الدولة وهيبة القضاء ومحاربة العصابات التي ستظهر بسبب الانفلات الامني حتى لا يشعر المواطن ان مسلحي القاعدة افضل من الدولة .

مقاتلي اللجان الشعبية كان لهم دور بارز في محاربة القاعدة والكل يعلم بذلك لذلك لابد من تعويضهم واستيعابهم وتعويضهم التعويض العادل وتعويض اسر من استشهد ابنائهم او جرحوا ضمن اللجان الشعبية

واخيراً المسألة هي مسألة انسانية في الوقت الحالي لذلك على الجميع وخصوصاً رجال الاعمال والمقتدرين الوقوف مع النازحين لأنهم اصبحوا بلا مسكن وبلا مصدر دخل والوقوف معهم واجب ديني وإنساني لذلك واجبنا جميعاً التخفيف من معاناتهم وكلاً بالطريقة التي يراها مناسبة ..