خونة ...من سيوقع هو خائن
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 26 يوماً
الثلاثاء 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:43 م

لا يمكن العبث أكثر بهذا الوطن،و لا يمكن الاستهانة بكل تلك الأرواح والأنفس التي أزهقت والتي من المفترض بها أنها ذهبت لأجل وطن حر ومدني وكريم لا لأجل مصالح الأنسى وياسين نعمان وعلي محسن وغيرهم من أقطاب المعارضة المترهلة التي لا تمتلك أدني مقومات الكرامة والنزاهة.

معارضة لا تقل لؤما ودناءة عن علي صالح ذاته، معارضة استغلت روح الوطن وصدق ثورتها لتحولها الي حفلة زار وسوق نخاسة تبيع وتساوم به لأجل حقيبة هنا أو منصب هناك.

معارضة ارتكبت الكثير ومازالت تواصل كل مساؤها دون أن يرف لها رمش أو تبالي بكل أولئك المعتصمين وبتلك الأسر التي فقدت رجالها ونساؤها والكثير من أطفالها.

أن وقعت المعارضة على تلك الاتفاقية فهي هنا في نظر كل مواطن يمني جماعة خائنة للوطن وعميلة ويجب أن تحاكم على عمل مثل هذا الذي لن يغفر له التاريخ أبدا.

عليهم أن يدركوا أن خطورة التوقيع لا تقل أبدا عن خطورة بقاء علي صالح في الحكم، وان الحكومة الائتلافية التي سيدخلونها مع المؤتمر ما هي إلا إعادة لحالات الكيد والكر والفر التي عرفناها جميعا في حكومات ما بعد الوحدة مباشرة والتي ستنتهي بالغالب لصالح المؤتمر الممسك بزمام كل الأمور حتى هذا اليوم.

المعارضة ستدخل هذه الاتفاقية وهي لا تمتلك شيء من أوراق الضغط بل أنها ستقوم أيضا بتصفية الساحات من كوادرها تنفيذا للبند الثامن بينما المؤتمر مازال بيده الإعلام والجيش والبنك المركزي والأمن وفوق كل هذا مازالت السجادة الحمراء ستفرش لعلي صالح في حله وترحاله.

ثم ما الذي يمنع علي صالح من الانقلاب على هذه الاتفاقية  بعد أن تهداء الأمور، أليس هو من أنقلب على كل اتفاقيات الوحدة أليس هو من انقلب على معاهدة العهد والاتفاق، وقبلها الم ينقلب على دستور وطن بأكلمه، إدخال اليمن إلى قعر الزجاجة من جديد بعد أن بلغ عنقها أمر مثير للاشمئزاز من قيادات في المعارضة لو نزهت نفسها عن هذا التدنيس لكانت لديهم رقعة بيضاء في كل تاريخهم الأسود.

أكتب هذه المقالة وأنا أعلم جيدا أن الثورة ستتم تصفيتها، وان الشباب المعتصمين هو شباب مؤدلج حزبيا تتم السيطرة عليهم عبر منصة الساحات ومن السهولة إقناعهم وبالدين أيضا بأن هذا الاتفاق أمر رائع ونصر لثورتهم، ومن يقول غير هذا الكلام وبأن الثورة باقية هو واهم لأن الإصلاحيين أنفسهم سيستخدمون القوة بفضها مثلما استولوا عليها بالقوة من قبل.

من يقرأ بنود هذه الاتفاقية سيصاب بالدهشة والحيرة و كيف أن الأمور وصلت إلى هذا الحد، وكيف أن تصريحات مثل الزحف إلى غرفة نوم الرئيس تحولت إلى مبادرة أليفة استرخصت وطن! تنص في بنودها على تصفية شباب الساحات وبقاء الرئيس مع حكومة مشاركة مناصفة مع لصوص المؤتمر الشعبي العام وإعادة هيكلة الجيش والأمن بالتوافق مع نائب الرئيس، والسؤال هو من سيرغم أحمد علي صالح أو يحيى أو عمار عن التنحي عن مناصبهم، وهل يجرؤ نائب الرئيس على التوافق مع المعارضة على هكذا طلب؟؟ ثم أليست الاتفاقية تنص على أن تكون كل قرارات الحكومة ( معارضة ومؤتمر ) بالتوافق، فهل سيوافق المؤتمر على قص أجنحته....... هذا دجل وسخف وعهر سياسي فاضح.

ثورة يقودها إقطاعيون مثل علي محسن وحميد وصادق الأحمر في مكونات عقليتهم القبلية بأن الثورة هي من عمل الشيطان كان ولا بد لها أن تتمخض عن اتفاقية رخيصة كالتي التي نشهدها الآن، اتفاقية باعت كل شيء لأجلهم فقط ولأجل تكريس هذه العائلة حاكمة بالتداول علينا وإلى مدة غير محددة الملامح.

فمن يحلم بثورة ومن يحلم بوطن نقي وحقيقي عليها أن يبحث عنها في مكان آخر غير اليمن، فهذه الأرض مازالت بور وغير صالحة لأي شيء.