روسيا تعلن الرد بعد قرارات أوكرانيا استخدام النووي… وبوتين يعلن توقيع مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإنتاج في أكبر حقول غرب أوروبا تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية اتفاقية تعاون جديدة بين روسيا والسودان روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار بريطاني عن السودان استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة
من أجل اليمن واليمنيين مطلوب من رجل واحد إسمهعبد ربه منصور هادي إحتمال مراوغة ، وتقلبات مزاج أصابتا دولة عظمى بالصداع !!
تحول الموقف من المبادرة الخليجيه وآليتها وتحول المزاج العام إزائهما بعد التوقيع الذي وضع هذه التسويه كخيار على أرض الواقع ، ولا مجال للجميع سوى تعزيز فرص نجاحها كتسويه ممكنه من جهة وكبوابة ستؤدي حتماً بقوة الأمر الواقع الى مرور كل أهداف الثورة من بوابتها.
كان كثيرون يتخوفون من إحتمال تحول المبادرة إلى طوق نجاة للنظام ، وأن تؤدي الى تفكيك الإصطفاف الشعبي ، وإضعاف معنويات اليمنيين اللذين صمدوا في الساحات عام كامل
غير أن الوضع بان مبدداً كل التوقعات المتوجسه ، وغدى الموقف من المبادرة وآليتها رهاناً شعبياً على مسار سياسي مزمن يستجلب دواعي الثقة في أن يفتح لليمن باباً نحو المستقبل في فبراير 2012
هذا لا يعني أن المبادرة وآليتها كانت بحد ذاتها مساراً مضمون النتائج . فقراءة مايحدث الان توضح لنا أن الانجاز الثوري في اليمن فتح على اربع مسارات : الاول مسار التسوية السياسيه وعنوانها المبادره الخليجيه واليتها .؛ والثاني هو مسار الثورة في الساحات بشرط أن يكون مضمونه بعد التوقيع هو الضغط لتوفير قوة الدفع للمسار السياسي لا ان يتأسس على نقضه وإفشاله . المسار الثالث مرتبط بالتزامات دعاة المبادره الدوليون ومجلس الخليج في إنجاح مبادرتهم وضمان الموقف الصارم إزاء من يعرقلها .
المسار الرابع . الاكثر إدهاشاَ ؛ وتعبيراَ عن إتساع الثورة السلميه وشمولها لكل فئات الشعب ؛ هو ثورة المؤسسات التي اندفعت يتلقائيه كترجمه للرفض الكاسح الذي بقي كامناَ لدى منتسبي هذه المؤسسات المدنيه والعسكريه والامنيه لشخوص هيكل المصالح المرتبط بالنظام والذي حول مؤسسات الدوله الى اقطاعيات مستدامه للاقارب والانساب والموالين والاتباع .
إذا لدينا اربع مسارت متضافره معاً ومتمازجه مع الإراده الشعبيه في رهان جريئ على مسار التسويه السياسيه ؛ بكل اعتوره من قصور وماتضمنه من ترحيل لبعض اجزاء الصوره الكالحه او تفريطه بببعض استحقاقات الثورة .
ومرد ذلك كله يعود الى الثقه في ان قوة دفع الثورة تمتلك القدره على تحويل المسار السياسي الى بوابه لتحقيق كل طموحات الثوار .
الدلاله الاكثر التصاقاَ بالوعي الشعبي ان النظام انتهى اياَ كانت التفاصيل ومفردات الحل السياسي التي يتصور البعض انها مجحفه ؛ ربما تحمل من الدلالة مايجعلها مخرجاَ لليمن ؛ لم تكن لتتوفر حتى في ظل وصول الثورة الى تحقيق هدفها بواسطة الحسم الثوري المباشر . فهذا الاخير في حال تحققه ربما يفتح الباب دفعة واحده لكل تحديات اليوم التالي لنجاح الثورة وبعضها ينطوي على تهديدات للكيان اليمني الموحد ونسيجه الاجتماعي والوطني ؛ لتقفز الى الطاوله مرفوقه بعدم وجود مرجعيه وطنيه متفق عليها وإحتمال انهيار مؤسسة الجيش والامن بشكل كلي اثناء الانجاز ،والاهم هو الوصول حينها إلى إنجاز التغيير بمعزل عن الموقف الدولي والاقليمي الذي ظهر كمحدد اساسي وباهمية اسثنائيه في الحاله اليمنيه المجاوره للخليج النفطي كبؤره مصالح رئيسيه للمهيمن الدولي .
ان مثل هكذا مسار لتسويه سياسيه حتى في اسواَ الحالات التي لايصل فيها الى نهايته ؛ يفتح المجال لانجاز الفعل الثوري في حال عرقلته في ظل مناخ ومعطيات مساندة وحاسمه في تأييدها لازاحة ركام النظام في حال قرر الوقوف في طريق التسويه المقرره نهايتها في 21 فبراير\2012
ويدرك اليمنيون بكافة فئاتهم ان رافعة وصولهم الى هذا اليوم التاريخي الجديد تتأسس في قدره الفريق الرصين عبدربه منصور هادي على إحتمال الضغوط الهائله النفسيه اولاَ واليوميه ثانيا على شكل برنامج متكامل ينفذه الغاوون وشقاتهم من الوجوه المقيته التي تسعى بجهد يومي لوضع الحواجز في طريق إنقاذ اليمن .
ذالك ان البديل الإنتقامي لهؤلاء سيؤدي فقط لمزيد من التكلفه التي سيدفعها اليمنيون من دمائهم ومقدرات بلدهم ؛ غيرانه في نهاية المطاف لايعيد لهم حكماَ آفلاَ ، وملكاَ مهدوراً . وبانتظار انطواء 43 يوماَ من العد التنازلي سيبقى اليمنيون مراهنين على ارادتهم الحره أولاً التي قوضت النظام الاخطبوطي وصنعت كل هذا الواقع الجديد ومراهنين على قوة احتمال الرجل الصبور والجاد وقليل الكلام الرائيس الجديد ليمن الثورة عبدربه منصور هادي .
فإذا كان علي عبدالله صالح قد اصاب بمراوغته وتشبثه وتقلبات مزاجه دوله عظمى بالصداع ودفع دبلوماسيتها للخروج عن طورها ؛ والسخريه منه بعبارات حاده وتهكميه الى اقصى مايستطيع دبلوماسي ان يقوله علناَ ، فلكم أن تتخيلوا حجم الظغوط على هادي ، الذي يحتاج في مثل هكذا وضع إلى تحييد جهازه العصبي لفترة حرجه قادمه تتجاوز أربعين يوماً . والظاهر حتى الآن أن صالح وماتبقى من لوكين حوله قد أفرطوا في اختبار صبر الرجل ورباطة جأشه ، فمن سخرية الجندي إلى هواجة البركاني ، مروراً بالشايف وفخ الإجتماع الموسع الذي بان عن غرض واحد لا غير : إستفزاز الرجل ، وصولآ للإعلان المستفز عن إجتماعات اللجنه الأمنيه العليا الميته يرحمها الله . وهذا الإستفزاز الأخير بحد ذاته يعبر عن رفض صالح للمبادرة وآليتها وما نتج عنهما من هيئات أبرزها اللجنه الأمنيه والعسكريه ، وحكومة التوافق . إجتماعات هذه اللجنه التي لم يعد لها وجود فعل إستفزازي خارج عن الدستور المؤقت لليمن الذي وقع عليه الجميع في الرياض ومحاولة يائسه لتوتير الوضع من جديد وعرقلة مسار التسويه السياسيه . غير أن هذا التوتير إقتصر على النخبه السياسيه بينما أستمر المزاج العام والشارع اليمني بثبات في ترسيخ الواقع الجديد لليمن الذي صنعته الثورة وفتحت بابه عقب التوقيع على لمبادرة وآليتها .
وبإمكان الفريق الرصين عبد ربه منصور هادي أن يتجاوز بجديته وقوة طبعه وهدوئه كل هذه الحواجز واللوك واللزوجة المنصوبة لإفشاله وعرقلة التسويه السياسيه .
ومثل هكذا مواجهة ستكون جوفاء إذا لم يستوعب الرئيس بالإنابه أنه يستند إلى الشعب اليمني وأن مصدر قوته الأول هو الثورة السلميه ، وطموحات اليمنيين في صنع مستقبل جديد لأبنائهم . يمن جديد دونما حاجه لقائد ضرورة ومؤبد ودونما توريث بلد بأكمله للأبناء . واقع جديد تكون فيه الدولة ودستورها وقوانينها والقائمين عليها نتاج لإرادة الأمه وأولوياتها وليس نتاج لإرادة الحاكم بأمره . ولا أعتقد أن التماهي مع أسلوب السياسي الرومانسي العاطفي علي سالم البيض المتوجس والمهيأ للهروب بإتجاه الإعتكاف أمام أول إستفزاز يواجهة هو الأسلوب الملائم . الخيار الأنجع هو صلابة البدوي وروحه القتاليه وعناده وذكائه الفطري ، وهذه كلها متوفره لدى هادي مضافاً إليها ثورة شعب تسنده ، وإنتفاضة مؤسسات تعزز موقفه ، وخارج إقليمي ودولي لن يقبل بعرقلة مبادرته.
*نقلاً عن صحيفة الجمهورية