الأحمر الذي لا يفقد البوصلة
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 7 أيام
الثلاثاء 11 أكتوبر-تشرين الأول 2011 02:15 م

إن الرجال الأحرار كثيرون لكن أصحاب المواقف قد لا يكونون كذلك قلما تجدهم خاصة إذا كانوا من أصحاب الثراء والجاه كما هو حال الرجل الوطني الحر "اللواء علي محسن الأحمر" الذي لا ينقصه شيء حتى يسارع لاقتناص الفرص من اجل الحصول عليه , فهو صاحب جاه , وذو مكانة , وقد يكون بحجكم الأثرياء بحكم جاهه ومكانته لكنه من الرجال القلائل الذين يغلبون المصلحة الوطنية , وينحازون إلى الشعب فهذا ليس من باب المجاملة , أو النفاق فنحن إن شاء الله لسنا من هذا الصنف فليس بيني وبين هذا الرجل أي معرفة تذكر فوا لله لأعرفه إلا من وسائل الإعلام , ولا هو يعرفني , وقد لا يكون سمع بي على الإطلاق , ولكن من باب الإنصاف , ومن منطلق قوله تعالى " ولا يجرمنكم شنئان قوم ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" وهذا مبدأ قرأني يدعونا إلى الإنصاف.

فكما أنه من حقنا أن ننقد الرجل كذلك واجب علينا أن ننصفه فالرجل وطني من الطراز الأول لم يثبت يوما انه مناطقنا , أو عنصريا , أو مذهبيا كما هي صفة الكثيرين في هذا الزمان , ولو كان مناطقيا لما وضع الرجل الثاني في الفرقة الأولى مدرع التي يقودها من أبناء تعز , ولو كان مذهبيا لما سمح للحوثين , ولا للزيديين وأبناء المذاهب المناقضة لمذهبه أن يتغلغلوا داخل الفرقة الأولى مدرع لكنه كما تثبت كل المعطيات في محطات تاريخه المختلفة يتعامل بوطنية وينحاز إلى الوطن.

قد يختلف معي في وجهة نضري الشخصية كثيرون وهذا من حقهم , وهو مجرد تقييم شخصي , فقد يقول البعض أنه جزء من النظام وهذا صحيح , بل أضيف على ذلك أنه من حما النظام طيلة العقود الماضية لكن ألم تكن الظروف الزمانية والمكانية تقتضي ذلك؟ , وألم تحتم عليه قيمه الوطنية ؟ وأخلاقه الشخصية فعل ذلك في وقت كان رأس هذا النظام يدعي الوطنية وحب الوطن حتى ثبت للرجل ولليمنيين عكس ذلك وبدء هذا النظام ينحرف عن تلك القيم الوطنية مما جعل الرجل ينتظر الفرصة التي تمكنه من تصحيح المسار وإيقاف ذلك الانحراف حتى هبت رياح التغيير فاقتنصها الرجل سريعا , ولم يتواني للحظة واحدة في تحديد موقفه , والتكفير عن الماضي الذي كان الجميع مشاركا فيها قوميين , أو يساريين , أو إسلاميين وهم من يتحملون الوزر الأكبر أفلا يحسب ذلك للرجل.

ثم إن الرجل لو كان انتهازيا , أو استغلاليا لكان بمقدوره الضغط على الرئيس صالح الذي يقال أنه جزء من نظامه ابتزازه , وإجباره على تنفيذ ما يريد من مطامع حتى ولو كانت إقالة أبناء صالح مقابل وقوفه معه ولن يتردد الرئيس على صالح حينها في تنفيذ كل ما يطلبه منه على محسن مقابل بقائه في السلطة لكن وطنية الرجل حسب اعتقادي لم تسمح له بممارسة ذلك , ولم تجعله من الانتهازيين بل حتمت عليه قيمه الوطنية الانحياز للوطن , وللشعب , وأعلن تأييده السلمي للثورة الشعبية السلمية , ولو كان يريد التسلق على ظهر الثورة كما يتهمه الكثيرون ويروج لها أبواق الأمن القومي لكان فجرها حربا مع مجموع القوى القبلية والحزبية التي بجانبه وحسم الأمر في غضون أيام إن لم يكن في غضون أسابيع , وفرض الأمر الواقع على الجميع بأنه هو من نصر الثورة , ومن دفع الثمن حينها سيسلم الجميع بذلك بما فيهم المتشدقون والمروجون لهذه الفرضية.

لكن الرجل رهن أمره لأوامر شباب الثورة وتعهد لهم خطيا كما تقول الكثير من التقارير أنه لن يسع لمنصب أو يفرض شخصا في منصب , وأنه سيستقيل ويتقاعد عند تحقيق أهداف الثورة الشعبية السلمية , فألا يجب علينا أن ننصف هذا الرجل , وألا يستحق وصف الرجل الذي لا يفقد البوصلة , إنه وطني من الطراز الأول هكذا أثبتت الأحداث , وهكذا يقول الواقع ونحن نحسبه كذلك حتى هذه اللحظة هذا إذا لم تثبت لنا الأيام عكس ذلك

مبروك توكل

من أعماق قلب كل يمني , وباسمهم نهنئ الأستاذة الجسورة توكل عبد السلام كرمان التي حصلت على جائزة نوبل للسلام وهي نستحقها بكل جدارة واستحقاق لشجاعتها وجرأتها ونضالها السلمي وليس بالديمقراطية المزيفة التي ادعاها عبد الجندي , وهو يعلم أنها زورا وبهتانا , ولكن لأنها أول امرأة قالت للرئيس صالح أرحل , وبطريقة سلمية في وقت ما تجرأ فيه أحد من الرجال أن يقول ذلك باستثناء قلة قليلة لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة , وليست لأنها من جيل الرئيس صالح الذي أرضعها الحرية والديمقراطية كما ادعى احمد الصوفي في إحدى مقابلاته , ولكن لأنها ناضلت طويلا مع مهجري الجعاشن من أجل استرداد حريتهم التي صادرها نظام على عبد الله صالح من أجل شيخ لا يفقه سوى الاستبداد ومصادرة حقوق الآخرين كما صادر على عبد الله صالح حقوقنا في العيش الكريم.

أتذكر لها موقفا شجاعا يوم 3 / 2/ 2011م يوم ما سمي بالهبة الشعبية التي دعت إليها أحزاب للقاء المشترك وكانت أثناء زخم الثورة المصرية وكان الكثير من الشباب بما فيهم الحزبيين متعطشين لترديد شعار الشعب . يريد . إسقاط النظام وكانوا يحاولون ترديد ذلك في المهرجان الذي أقيم في محطة صافر التي تحولت اليوم إلى ساحة للحرية فكان مسئولو المنصة يسارعون لحث الشباب على التقيد بالشعارات التي تردد في المنصة وعدم ترديد مثل تلك الشعارات حتى جاء دورها في الكلام وصعدت المنصة صفقت الجماهير بكل قوة فأخذت الميكرفون وهتفت بالشعار الذي كان يريد الشباب ترديده الشعب يريد . إسقاط النظام فهتف كل من كان في الساحة بكل ما أوتوا من قوة , وساروا خلفها في مظاهرة حاشدة جابت أبرز الشوارع حينها حتى وصلوا إلى أمام مبنى المحافظة , وهذا الموقف سيضل محفورا في ذاكرة أبناء تعز.

وما هذه الجائزة باعتقادي إلا أقل القليل في حق هذه المرأة العظيمة التي رفعت أسم اليمن عاليا بعد أن حطمه هذا النظام , وأعادت لليمن مكانته بين الأمم بعد أن رسم هذا النظام صورة سوداوية لليمن بين تلك الأمم وصورها بأمة إرهابية متسولة متخلفة , وهذا التكريم لهو دليل عملي على الاعتراف الدولي بالثورة الشعبية السلمية وأحقية مطالبها.