خطاب متزن وفرصة حقيقية للتوافق والحوار
بقلم/ علي محمد الخميسي
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و 25 يوماً
السبت 22 مايو 2010 08:40 م

تنوعت التوقعات لمضمون خطاب الأخ رئيس الجمهورية بمناسبة العيد العشرون للوحدة اليمنية المجيدة بين متفائل ومتشائم فبعض " المتفائلين " والذين بلغ فيهم الغرور مبلغة توقع أن يعلن الأخ الرئيس استقالته وحل الحكومة وتسليمها للمعارضة على طبق من ذهب وإلغاء شئ أسمة ديمقراطية وانتخابات وتداول سلمي للسلطة من القاموس السياسي اليمني , ومنهم من شطح كثيرا وقال ربما الأخ الرئيس سيعلن عن اعترافه بما يسمى بالقضية الجنوبية وحق تقرير المصير لشعبنا في المحافظات الجنوبية ليجعلها بحق مناطقيه ويلغي مسمى آخر اعم وأرقى وانفع و هو اعتراف الجميع (( بالقضية الوطنية )) , وهؤلاء يعتقدون أن الرئيس في أزمة وسيعمل أي شئ إرضاء لعيون علي سالم البيض وحيدر العطاس و " طغمة " الردة والانفصال عام 1994م والذين رغم مرور عقدين من الزمن لازالوا يعتقدون بأن الوحدة قد فشلت خاصة بعد انتخابات 1993م وبالتالي لابد من إجراء استفتاء عليها ومن ثم الإعلان عن فك الارتباط وكفى الله المؤمنين شر الحراك !!

الخطاب في مضمونة العام خاصة جانبه السياسي كان متزنا وواقعيا والرئيس أو القيادة السياسية غير ملزمه وليس من واجباتها الدستورية تلبية المطالب الغير قانونية والغير واقعية بل والغير وطنية , فهل كان من المفروض مثلا تلبية مطالب الحوثيين في حكم ذاتي شيعي حتى تحل الدولة مشكلة الحوثيين من جذورها ؟! , أم كان من المفروض تلبية مطالب ما يسمى بالحراك الجنوبي بإعلان الانفصال أو فك الارتباط كما سماه كبيرهم الذي علمهم السحر ؟!

متى سندرك كقوى سياسية وأحزاب سياسية حجم المسئولية الوطنية التي تقع على عاتق الجميع ؟ ومتى سنستشعر بحق حجم التحديات والمرحلة التي يمر بها الوطن ؟ بل ومتى سنبتعد عن سياسة العداء المصطنع وافتعال الأزمات والاستمرار في المماحكات العبثية ؟!! ..

الوطن وطن الجميع ومصلحته العليا ينبغي أن تُقدم على أي مصالح أو مشاريع أخرى , وبالتالي يكفي عبث ويكفي خداع ويكفي كذب ويكفي عناد وليتوجه الجميع إلى طاولة الحوار لطرح المطالب الممكنة كالإصلاحات السياسية والاقتصادية الفاعلة والمتزنة والواقعية .

الخطاب ودعوة الأخ الرئيس المتجددة للحوار الوطني بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك تحت قبة المؤسسات الدستورية والعمل المشترك لتشكيل حكومة وحدة وطنية تحظر وتهيئ للأجواء السياسية الصحية لانتخابات نيابية قادمة دعوة صادقة إذا صدق الطرف الآخر وبادر بتلبيتها بعيدا عن طرح العراقيل المصطنعة أو الشروط الاستباقية خاصة وقد بادر الأخ الرئيس ولبى مطالب القوى السياسية مجتمعة في إطلاق جميع المعتقلين على ذمة أحداث صعدة وبعض المديريات في المحافظات الشرقية والجنوبية من السجون , وبالتالي الكرة الآن في ملعب أحزاب اللقاء المشترك وهي فرصة تثبت فيها هذه الأحزاب حسن نوايها وصدقها في حوار وطني مسئول يخرجنا من هذه الدائرة المفرغة من الفعل وردود الفعل العبثية التي تعطل التنمية وتدفع بالوطن ككل إلى مستنقع الفوضى التي لن يسلم منها احد .

توضيح :

يبدو أن الأخ حسن شمسان قد التبس عليه الأمر في تحليل مضمون مقالي السابق الذي وصفت فيه الأستاذ احمد الحبيشي بالكاتب الشجاع ومازلت اعتقد انه كذلك وانه كمثقف وباحث وكاتب رأي في النهاية يعبر عن وجهة نظرة الشخصية حتى وان كانت في مسائل دينية اجتهادية لأن الخوض في اجتهادات البشر ليست من المحرمات أو المحظورات الحوارية أو النقدية وليس ممنوع على الناس طرحها للنقاش سواء طرحها الحبيشي أو غيرة من الكتاب أو الباحثين أو الناقدين أو المثقفين بصرف النظر عن اتفاق أو اختلاف كل أو بعض الناس مع مضمون ما يُكتب ,...وقد أوضحت في مقالي سالف الذكر بأن ما هو ثابت من الدين وله أصل في كتاب الله وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام الصحيحة لا نقاش ولا جدال فيه , أما المسائل الفقهية الاجتهادية أو الآراء الشخصية لعلمائنا الأفاضل سواء السابقين أو المعاصرين أو القادمين فيحق لأي ناقد بل ولأي مسلم مناقشتها والأخذ بها أو تركها .....وهذا تفسير أو توضيح مختصر للأخ حسن عن ماهية الفرق بين المحظور من الدين والمحظور من النقد للمسائل الاجتهادية

 وعن رأيي في الأسلوب النقدي لطرح الأستاذ الحبيشي فمن وجهه نظري يؤخذ عليه الطريقة المباشرة في نقده لبعض العلماء أو رجال الدين أو بعض التيارات الإسلامية , ..وهي من وجهه نظري طريقة غير حسنة وقد تصرف أنظار الكثير عن قراءة لب المواضيع الجريئة التي يكتبها ويدخلهم في دائرة الشخصنة أو الإيحاء الضمني بان للكاتب موقف شخصي من بعض العلماء أو التيارات أو الجهات الدينية , فالنقاش الهادئ والجدال بالتي هي أحسن اعتقد انه الطريقة الأفضل للوصول إلى قواسم مشتركة للنصح وللتناصح و لتقبل الآخر واحترام آراءه وليس بالضرورة تبني كل أفكاره .

على العموم اشكر الأستاذ والكاتب حسن شمسان على طرحة وأسلوبه النقدي الهادئ وأؤكد له وللقراء هنا بأن المسألة في النهاية وجهات نظر شخصية قد تطرح هنا أو هناك بشكل مقال أو كتاب أو دراسة بحثية قد تحتمل الصواب أو الخطأ ولكنها اجتهادات ووجهات نظر يجب أن تحترم حتى وان اختلفنا معها مادامت لم تخرج عن ثوابتنا الدينية المعروفة والمبينة في كتاب الله عز وجل وسنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام .