الحوثيون يشيعون ستة من قياداتهم العسكرية بالعاصمة صنعاء أكثر من 43 برجا بدون تراخيص ومخالف للمواصفات.. محافظ إب بيع التراخيص وينهب الشوارع برعاية حوثية من مدير مكتب الأشغال دراسة دولية...ألمانيا تواجه أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة.. وهذه أسبابها؟ تفاصيل اتفاق السيسي وترامب بخصوص الحرب في غزة وفاة امرأة بانفجار لغم في مديرية نهم ومنظمة شُهود تحمل الحوثيين المسؤولية يوتيوبر مصري يكشف لحظات الرعب وتفاصيل إختطافه من قبل مليشيات الحوثيين الإرهابية قائد عسكري يتفقد جبهات محور الباحة بين تعز ولحج إيران حول قدرتها على تصنيع النووي: ''آية الله أفتى بحرمة ذلك'' بيان عربي يرفض تهجير الفلسطينيين ويشدد على ضرورة الإنسحاب الكامل للإحتلال من قطاع غزة المغرب ترفع عدد المنح الدراسية للطلبة اليمنيين
اللعبة الآن تدور بتكتيكات جديدة، تقوم على محاولة تخفيض سقف مطالب المتظاهرين والمعتصمين بالميادين من إسقاط الانقلاب إلى الإفراج عن محمد مرسى، وفق صفقة كما ذهب البرادعى فى حواره مع الواشنطن بوست، أو توفير خروج آمن من الميادين لمن يرغب فى العودة إلى بيته.
وقبل أن تسأل على أى أساس يعرضون صفقة على رئيس يتهمونه بالتجسس والعمالة، دقق جيدا فى حالة الصمود البادية على معسكر رافضى الانقلاب، وحالة التخبط التى تهيمن على أداء الانقلابيين.
لقد تحدث إعلام الانقلاب بكل ثقة عن أن عاصفة الهجوم على ميادين الاعتصام قد بدأت، أو أنها قاب قوسين أو أدنى، ورأينا سباقا فى ادعاء المعرفة بين من يذهب إلى أن فض الاعتصامات سيكون بقنابل الغاز المحمولة جوا، وبين من يؤكد أنها ستكون حربا مائية تستخدم فيها مياه الصرف الصحى لإغراق المكان.
وعلى مدى أيام حبست مصر أنفاسها وكأنها تشاهد فيلم أكشن أمريكيا مترقبة انقضاض القوات الباسلة على جحافل الغزاة الذين يحتلون رابعة والنهضة، غير أن هذا النبل الذى تدفق من المدن والقرى وهذه الإنسانية المصرية الأصيلة التى غمرت أماكن الاعتصام بالدعم والتعاطف، فضلا عن هذا الفيض من الضمائر الحية النظيفة الذى انهمر على المعتصمين من خلال زيارة وفد الاتحاد الأفريقى والمراسلين الأجانب إلى اعتصام رابعة العدوية، كل ذلك أسهم فى كبح الجنون المندفع فى اتجاه محو الاعتصامات من الوجود.
لقد كشفت أحداث الأيام الماضية أن القيم الأخلاقية أقوى من القنابل أحيانا، وأن استفاقة الضمائر أشد من زخات الجهل والتجهيل التى تنهال على المصريين بلا هوادة من نظام يعتمد استراتيجية تتعامل مع الشعب كمجموعة من البلهاء أو الأطفال غير مكتملى العقل وهى واحدة من الاستراتيجيات الشهيرة التى تتبعها حكومات الاستبداد فى خطف الجماهير إعلاميا، ومن ذلك ما نشرته «الأهرام» عن ذلك الاكتئاب الذى أصاب شمبانزى حديقة الحيوان نتيجة اعتصام ميدان نهضة مصر.
وبعد أن توهموا أنهم سمموا آبار الوعى المصرى، وتخيلوا أنهم قضوا على قدرة الناس على الفرز والتمييز يشتغلون الآن على تلويث العقل بحشوه بكل هذه الحواديت والأكاذيب، غير أن المصريين كالعادة يظهرون مناعة ضد من يحاولون التعامل معهم باعتبارهم قطيعا من الأغبياء البلهاء، ويأتى الرد سريعا وواضحا بهذا الارتفاع المذهل فى معدلات الاحتشاد والاعتصام بالمياديين كلما تصاعدت لغة البطش والتهديد بالإبادة.
وتبقى محاولة المناضلة اليمنية توكل كرمان للتضامن مع معتصمى رابعة العدوية بالتواجد وسطهم رغم المنع المشين لها من دخول مصر دليلا على أن الضمير الإنسانى ينظر إلى المرابطين ضد الانقلاب كمجموعة من النبلاء المدافعين حقا عن قيم حضارية وإنسانية رفيعة يراد سحقها تحت عجلات قطار الاستبداد.