من (مأرب إلى اللوفر) اليمن أثار تكتشف ومدن تنتظر خلع الغبار عنها
بقلم/ صلاح الحيدري
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 13 يوماً
الأحد 11 مارس - آذار 2007 07:37 ص

مأرب برس - صلاح الحيدري

 شكلت قضية الرحلة العلاجية لأحد ملوك اليمن القدامى التي يخضع لها في العاصمة الفرنسية باريس وكذا الترتيبات اللازمة لعودته إلى اليمن في أكتوبر القادم محورا لمباحثات يمنية فرنسية أجريت أمس بصنعاء بين رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف عبدا لله باوزير مع وفد متحف اللوفر الفرنسي الذي يزور اليمن حاليا.

ومابين صنعاء والقاهرة وباريس مرورا ببرلين تنتظر عاصمة الحضارة السبئية القديمة (مأرب ) لتكون محطة جديدة للإبحار في أعماق الحضارة اليمنية القديمة .

ففي صنعاء عثر فريق( يمني -إيطالي ) للبحث الأثري والتاريخي فيها أمس على أكثر من (150) مخطوطة أثرية نادرة أسفل مئذنة في جامعها الكبير أثناء عملية ترميمات إزالة طبقات (الجص) المستحدثة في الجهة الشمالية أسفل المئذنة الغربية.

وتستعد هيئة للمتاحف والآثار في اليمن لإيفاد 17شخصا من كوادرها للتدريب في المجلس الأعلى للآثار بمصر خلال الأيام القادمة في مجالات الحفر والمسح الأثري وصيانة المخطوطات وترميمها وكذا في مجال التنقيب عن الآثار تحت الماء وفقا لمذكرة تفاهم تم توقيعها بين اليمن ومصر أمس الأول.

وفي الوقت الذي يسجل فيه حدث العثور على مخطوطات أثرية قديمة في الجامع الكبير بصنعاء على انه ثالث اكتشاف "حديث" في هذا الجامع الذي يعد من وائل المساجد الإسلامية التي بنيت في عهد الرسول (ص)،حيث شهد الجامع اكتشافات مماثلة أثناء الترميم الأول لسقفه قبل عدت سنوات وكذا أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من الترميم الثاني في مارس من العام 2006م أثناء حفر للتحقق من سلامة أساسات المسجد وعثر على عدد كبير من المخطوطات النادرة جميعها من " الرق" والمصاحف شبه المكتملة والتي تسمى بالسلطانية والمتوسطة

فان ما سبق هذا الحدث بأيام قلائل بمحافظة عمران كان اكتشاف مثير لبقايا عظمية لرأس حيوان غير مألوف في منطقة الجنات من قبل فريق متخصص في علم الاحافير يضم خبراء من الهيئة و أكاديميين من جامعة صنعاء .

ويأتي هذا الاكتشاف بعد فترة قصيرة من عثور الفريق ذاته على جزء من هيكل عظمي بطول70 سنتيمتر و سمك 10 سنتميرات يرجع لحيوان ضخم عاش في منطقة " ذي سحر" بذمار خلال العصر الرباعي المتأخر.

وما بين المخطوطات الأثرية وتدريب لكوادر يمنية للتنقيب واكتشافات بقايا حيوانات غير مألوفة وضعت بعثة اللوفر الفرنسية التي تزور اليمن حاليا ملامح الصورة لإحداث الآثار في اليمن هذه الأيام قبيل أن تكمل برلين تفاصيل الصورة في الأيام القادمة.

فإلى جانب مباحثات أمس بين وفد اللوفر الفرنسي ومسئولي الآثار والمتاحف في اليمن حول ترتيبات عودة احد ملوك اليمن القدامى بعد استكمال ترميمه في أكتوبر القادم فان من المقرر أن يجري وفد متحف اللوفر برنامج مباحثات في مجال الآثار والمتاحف والعلوم الاجتماعية من 9الى13 الشهر الجاري مع المسئولين في اليمن .

و يضم الوفد كل من السيدة بياتريس سالفيني مديرة دائرة الأثار الشرقية بمتحف اللوفر، والسيدة فرانسواز دومانج رئيس مرمي الأثار, بدائرة الأثار الشرقية بمتحف اللوفر, والسيد ميشيل بيار, مدير قسم الأثار والعلوم الاجتماعية بوزارة الخارجية.

وكانت اليمن وفرنسا أعلنتا العام الماضي أنهما سيوقعان اتفاقية لخمس سنوات يحدد كل عام الموضوع الذي سيتم العمل فيه كما سيتم تدريب يمنيين ضمن البرنامج على ترميم الآثار. كما سيتعاون البلدان على وضع مناطق أثرية محمية، وحفريات علمية منظمة. والتعاون على ملاحقة واستعادة الآثار المهربة.

وفي المقابل ولاكتمال الصورة يستعد المعهد الالماني للآثار للبدء بتنفيذ مشروع لحفريات اثرية في مدينة مارب القديمة عاصمة الدولة السبئية ، وتقول الدكتورة «ايريس جيرلاخ» -مديرة معهد الاثار الألماني - فرع صنعاء- ان الأعمال العلمية للمشروع سوف تعطي تصوراً واضحاً متكاملاً عن تاريخ الحضارة السبئية وكيف سادت العلاقات في المجتمع السبئي وطريقة إدارة تلك الحضارة المتطورة ابتداءً من العصر البرونزي الى الالف الثاني ق.م .اضافة الى دراسة فن العمارة السبئية وتاريخ البناء والطبقات الاستيطانية التي لوحظت في مستوى اعمق من 20 متراً ويعود تاريخها الى العصر البرونزي.

وقد رصدت الحكومة الألمانية الأموال اللازمة لتنفيذ أعمال المشروع خلال المرحلة الأولى والتي ستستمر 12 سنة وسيلي هذه المرحلة الخاصة بالحفريات الواسعة تنفيذ مرحلة ثانية في موقع المدينة.

وسيتولى فريق علمي مهمة تنفيذ مكونات المشروع خلال مرحلته الاولى مكون من الدكتورة ايريس جيرلاخ- مديرة المعهد الالماني للآثار - فرع صنعاء،و الدكتورة سارة يب مهندسة آثار،وهولجر هيتكن مهندس آثار،و مايك شنلر مهندس معماري،وبرفيسور دكتور نوربرت نيبتس عالم نقوش (ابجيرافيك) وعشرون آخرون من مختلف التخصصات الآنفة الذكر.

وحسب الدكتورة «ايريس جيرلاخ» فان المشروع هو اكبر مشروع حفريات أثرية تشهده اليمن والمنطقة عموماً.. وستترافق خطة المشروع مع اعمال موازية تتعلق بتهيئة المدينة لتصبح مزاراً سياحياً كبيراً وسوف يتم عمل لوحات وملصقات إرشادية للمواقع المختلفة في المدينة كأماكن القصور والمباني الإدارية والمعابد والمواقع الخاصة بالأسواق والصناعات الحرفية وغيرها.

المصدر / مايونيوز