مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن عاجل : الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها
المفاجأة في تصريحات فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي لمراسلي ومندوبي الوكالات الدولية الأخيرة هي في اختيار التوقيت بالذات لتحديد رؤية وموقف سلطة الحكومة الشرعية من تطورات ومستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية في اليمن بعد يومين فقط من استغلال عصابات الإنقلاب الإيرانية الحوثية قميص العدوان على غزة لتحشيد المغرر بهم الجدد من اليمنيين على حدود شبوة ومأرب والجوف وتعز, والحديدة وغيرها, بدلاً من نقلهم إلى خطوط المواجهة التي وعدتهم بها مع إسرائيل.
إنتفاشة الحوثيين كبيرة على أبناء جلدتهم بعد أن صدقوا تصفيق من لا يعرفهم على حقيقتهم الخبيثة من إخوتنا العرب..
وهاهي حقيقة التدليس على بعض الشبان ليعرفوا من يتاجرون بدمائهم باسم نصرة القضية الفلسطينية لصالح الإستعمار الإيراني في اليمن.
وقد قال الحوثيون في عدوان سابق على الشعب اليمني إنهم حشدوا نحو مأرب لتحرير فلسطين..
ولا ننسى كذلك احتجاجات أهالي وأولياء أمور الشبان والأطفال المغرر بهم قبل شهرين عندما اكتشفوا إن الحوثيين أرسلوا أبناءهم إلى الضالع, ومأرب, والبيضاء, والجوف بدلاً من نقلهم إلى حدود فلسطين لقتال الصهاينة !!.
جاءت إضاءات الرئيس العليمي شمولية عن مخاطر انزلاق اليمن نحو مرحلة أسوأ بفعل ممارسات أدوات إيران الكارثية في خلط الأوراق, ورفضها للسلام والتعايش الداخلي مع القوى الأخرى, وتعطيل خطوط التجارة والملاحة الدولية بحماقاتها, ومنع تصدير النفط والغاز لتجويع اليمنيين, واستجلاب التدخلات المباشرة للقوى الدولية بالشؤون اليمنية, ليعيد الرئيس إلى الأذهان من وجهة نظري تأكيد معطى أن الحوثيين ليسوا مشكلة إيرانية فقط بل ودولية أيضاً حافظت على بقائها أمريكا وأخطاء التحالف العربي طوال سنوات الحرب اليمنية الأخيرة, ووفرت لها بريطانيا بوجه خاص مكافأة مجانية من السقوط, باتفاقية استوكهولم 2018م التي مكنتها من سيطرتها الراهنة اليوم على باب المندب والبحر الأحمر وعلى الموارد المالية الضخمة لمينائي الحديدة والصليف وغيرها في الداخل لتمويل تصنيعها وتسليحها العسكري من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة التي ازدهرت بعد استوكهولم المشؤوم.
* إقرار عبدالملك بالهزيمة*
كان عبدالملك الحوثي قد أقر بالهزيمة في تسجيل صوتي له عندما قال مع تطويق قوات الحكومة الشرعية لمطار الحديدة: لا يعني خسارتنا منطقة هنا أو هناك نهاية المعركة).
وظهر أحد خبراء إيران أو وحزب الله من خبراء الألغام يومها في تسجيل صوتي آخر مدبلج بصورة رمزية مرفقة للبحر وبلغة عربية من شاطئ الحديدة نفسه يؤكد ضرورة السيطرة على باب المندب ومنافذ البحر الأحمر للتحكم بأي معركة مع العدو)..
معطيات تراكمية عديدة أفرزت لاحقاً قوات وتشكيلات بحرية مدعومة بالزوارق والصواريخ المضادة للسفن والطيران المسير, بعد أن كانت مجرد ألغام بحرية بدائية فقط لتأمين أي هجوم دولي من باب المندب.
وردم الحوثيون بعد اتفاق استوكهولم فجوة نقطة ضعغهم الجوية بتكثيف إنتاج الصواريخ الباليستية لاعتقادهم أن مجرد ضرب وتدمير وتهديد المنشآت النفطية والحيوية السعودية سيعجل بالإستيلاء على باقي اليمن بمعادلة ردع جديدة مع التحالف.
وربما تكيفوا في معركة مأرب الأخيرة أواخر ٢٠٢١م الإستنزافية مع ضربات الطيران المكثفة بسلاسل الموجات البشرية التي ابتلعتها الصحراء.
أدار خبراء إيران وحزب الله اللبناني معركة مأرب باعتبارها معركتهم الأخيرة في الإستيلاء بأدواتهم على اليمن.
وقال حسن نصر الله يومها: ألمعركة في مأرب مهمة, لإنها ستحدد حجم كل طرف في أي عملية سياسية).
فكلامه المعترف ضمنياً بأطراف أخرى سياسية شريكة للحوثة للتمويه فقط على النوايا اللاحقة بإقصاء وسحق الجميع قبل أن تسحقهم مأرب برجالها وجبالها.
ما يدور في باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب اليوم فرصة مواتية لإطباق سيطرة إيران على منافذ العالم واليمن باسم دعم مقاومة غزة لوقف حرب الإبادة الصهيونية على فلسطين.
* تشخيص الرئيس العليمي*
ولجهة ما يدور حالياً في البحر الأحمر لاستكمال مخطط الهيمنة البحرية الشاملة على منافذ التجارة والملاحة الدولية بأدوات إيرانية لا يفوت ما ذكره فخامة رئيس مجلس القيادي الرئاسي الدكتور رشاد العليمي لمراسلي ومندوبي وكالات الإعلام و الصحافة الدولية عن الجذور التاريخية الأولى لمحاولات تغلغل المد الإيراني التوسعي في المنطقة من وقت مبكر, والسعي للسيطرة على اليمن مع ظهور خلايا الحوثي منذ استيلاء آية الله خميني على الحكم فبراير ١٩٧٩م, وما تلا ذلك من انخراط بعض خلايا حوثية في صعدة وسنحان في حرب الخليج الأولى ضد نظام الرئيس العربي صدام حسين.. زج الرئيس صالح ببعض أفرادها في السجون عام ١٩٨٢م.
وقد نجحت خطة الحرس الثوري هذه المرة في أن لا تكون المعركة مع أمريكا وبريطانيا والغرب مباشرة, ولا في الأراضي الإيرانية نفسها بل بأدوات مستعارة هنا وهناك, لكنهم فشلوا مراراً في نفي حقيقة علاقتهم المباشرة بما يقوم به الحوثيون حالياً بوجه خاص من عمليات كبيرة مؤخراً ضد البوارج والسفن الأمريكية والبريطانية وغيرها ثأراً لمصرع مستشاري الحرس الثوري الإيراني في سوريا وقيادات حزب الله في لبنان وليس دفاعاً عن غزة وفلسطين كما يكذبون على الرأي العام.
وكل طرف منهما تجاوز الدور التمثيلي المتفق بينهما عليه.
والأكثر في تصريحات الرئيس العليمي إنتقاده الصريح لانتهاج الأسلوب الدفاعي في تعامل الأطراف الدولية مع تهديد المليشيات وليس القضاء على قدراتها العسكرية عبر تحقيق آليات شراكة مع حكومة البلاد الشرعية لاستعادة مؤسسات الدولة كضامن وحيد لأمن واستقرار اليمن والمنطقة والبحر الأحمر وبحر العرب والمياه الدولية.
يبدو أن رئيس الجمهورية التقط لحظة التحولات المصيرية هذه لتكون سلطة اليمن الشرعية هي صاحبة الحق والخيار والمبادرة, وإثبات قدرتها وفاعليتها في تغيير المعادلة على الأرض, وإحداث فارق حقيقي وليس بالرهان على خيارات عسكرية محدودة مراوغة للآخرين, وغير جادة ولا حازمة.
معركة شاملة وحاسمة لا هوادة فيها وليس ضربة صاروخية هنا وأخرى هناك تعزز وجود ونفوذ الخصم وتطيل عبثه وباطله.. بعد أن رفض كل مبادرات السلام والتسوية والتنازلات.
هذه معركة سلطة دولة الشرعية من قبل ومن بعد ضد الإنقلابيين, وليست معركة أطراف أخرى لا يهمها أكثر من توجيه ضربات محدودة لحماية مصالحها فقط على حساب اليمنيين.
وقد يتصالحون مع الخصوم في أي لحظة كما حدث أكثر من مرة دون اكتراث لمصالح ومستقبل اليمن وتطلعات شعبها التواق للخلاص والتحرر.
ربما ذلك ما حملته ضمنياً تصريحات فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي في رسالته السياسية والإعلامية على أن قوى مكونات الشرعية إزاء منعطف خطير, وقناعات واقعية وعسكرية أخرى بعد إفشال الإنقلابيين بضؤ أخضر إيراني مبادرات السلام والتسوية السياسية الشاملة في اليمن, واستغلال حرب غزة إعلامياً للتجييش والتحشيد والإستقواء لفرض واقع إنقلابي جديد أكبر لحصار اليمنيين الذين هم بيدهم دون غيرهم تركيع أخشام أدوات إيران وغلمانها.
* بريطانيا تكرر اللعبة*
ورأينا كل التصرفات العسكرية والسياسية المريبة على الأرض وتبني أمريكا وبريطانيا وغيرها تثبيت الحوثيين على الأرض في صنعاء-نهم 2016م قبل الحديدة المدينة 2018م, وحمايتهم مع اندفاعات قوات الشرعية القادمة لسحقهم.
ويمكن تفسير زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى عمان اليوم بعد إحراق الحوثيين إحدى سفنهم التجارية في الاتجاه القديم نفسه لتثبيت أذرع إيران أكثر في اليمن والمنطقة, وتذكيرهم فقط أنهم تجاوزوا المتفق عليه بين الطرفين, وسوف يعدونهم بالتأييد اللازم ضد حكومة الشرعية اليمنية.
وسيكون رد الأصدقاء الحوثيين السري لبريطانيا إن حماقتهم كانت ضرورة أمام شاشات التلفزيون والفضائيات لزيادة رصيدهم الجماهيري, خصوصاً مع انكشاف التخادم البريطاني الإيراني ضد أمريكا بين اليمنيين, بما فيها تمثيلية إطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة باتجاه إيلات التي لم تتأثر بفرقعاتها, ولماذا لم ترد إسرائيل بنفسها إذا كانت متضررة? ولماذا تنفذ أمريكا عمليات عسكرية مستمرة ضد مسمى تنظيم القاعدة والدواعش الذين لم يتجرأوا على ضرب بوارج حربية وسفن تجارية أمريكية وبريطانية منذ حادثة المدمرة كول 2001م اليتيمة في اليمن, ثم تخوض واشنطن ضدهم حروباً وعمليات شعواء ضد خصوم وهميين لا واقعيين مثل الحوثة.
ومع ذلك يصور الحوثي نفسه كبطل عالمي, وضحية لمؤامرة دولية, وأن ما قد تقوم به قوات الشرعية اليمنية ومقاومتها الوطنية والقبلية الحرة في الدفاع عن النفس لاستعادة الدولة ومؤسساتها من الإنقلابيين هو تواطؤ مع الغرب وليس وسيلة مشروعة لمواجهة النفوذ والتوسع الإيراني في اليمن ببقايا غلمان الإحتلال الفارسي القديم.
ولإن المسرحية الهزلية كبيرة ضد اليمن ووحدته وإنسانه, من يضمن أن لا تكون التحركات الدبلوماسية البريطانية اليوم إلى عمان لتقديم تنازلات ووعود جديدة للحوثيين لإضعاف موقف الحكومة الشرعية الميداني والعملي إزاء تطورات باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب والضغط عليها والمساومة بها كورقة ابتزاز فقط..
تصريحات فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي الأخيرة لمراسلي ومندوبي وكالات وقنوات الإعلام تحمل الكثير عن الموقف اليمني الرسمي والعملي الحازم من التطورات ورؤية المخارج الواقعية لها, ولا تقف في حدود هذه التناولة المقتطفة فقط..