مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
* خاص مأب برس
عرفت الشيخ الشاب ياسر العواضي عام 1993 خلال لقاءات لأبناء البيضاء في منزل عمه الجليل الشيخ علي عبدربه العواضي، ولم يكن الأخ ياسر حينها عضوا في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، لكني أذكر جيدا أن الجميع كان يتنبأ للشاب الطموح مستقبلا سياسيا كبيرا وهو ما أثبتته الأيام.
لم أكن أتوقع في تلك الأيام أن يصبح الشيخ ياسر من قيادات الحزب الحاكم لأنه كان أقرب إلى المعارضة منه إلى السلطة لكني تابعت تصريحاته ونشاطه السياسي في الحزب الحاكم فلم أجد في نبرته أي تغيير، ولم ألمس منه أي تزلف ممجوج من أي نوع للحاكم بل وجدنا فيه سياسيا نبيها يحترم تاريخ أبيه ويضع مصلحة وطنه في مقدمة أي مصلحة أخرى.
وبما أن معظم قيادات المؤتمر الأخرى لم تواتيها الشجاعة في الحديث عن ترشيح الرئيس علي عبدلله صالح أو عدم ترشيحه فقد انبرى الشيخ الشجاع للرد على التساؤلات التي تدور في أذهان الجميع، وتطرق إلى موضوع حساس جدا لدى أهل المؤتمر، ربما بعد حصوله على ضوء أخضر بحكم موقعه نائبا لرئيس كتلة المؤتمر البرلمانية، وربما بدون ضوء أخضر معتمدا فقط على طبيعته الجريئة التي أذهلت المعارضة والحكومة على حد سواء.
المثير للانتباه في تصريح الشيخ العواضي الأخير بشأن الانتخابات الرئاسية هو قوله إن المؤتمر الشعبي العام قد يخوض العملية الانتخابية كناخب دون أن يقدم مرشحا إلى الانتخابات إذ عجز عن إقناع الرئيس في ترشيح نفسه. وبالطبع فإن الشيخ العواضي يحاول إظهار الأهمية الكبرى التي يوليها المؤتمر لترشيح الرئيس لفترة رئاسة مقبلة، ولكن المضمون الحرفي للتصريح يمكن فهمه على أنه لا يوجد في المؤتمر من يستحق المنافسة على منصب الرئاسة غير علي عبدالله صالح. وأنا شخصيا أشعر بالإمتنان للشيخ العواضي لأنه قصر الموضوع على المؤتمر لأن هناك في المعارضة نفسها للأسف من يقول إنه لا يوجد في اليمن كله من يستحق الرئاسة غير علي عبدالله صالح.
ومهما كان الاحترام الذي أكنه للأخ العزيز ياسر العواضي والمحبة الصادقة التي أحملها له في أعماقي إلا أن ذلك لا يمنعني من الاختلاف معه في الرأي لأن المؤتمر الشعبي العام لديه من الكفاءات والرجال العظام من هو مؤهل للرئاسة والحكم أكثر من الرئيس الحالي الذي استنفد كل ما عنده.
صحيح أن رجال المؤتمر الصادقين قلة لأن معظم قياداته ملطخة بفساد السلطة، ولكن هناك داخل المؤتمر من يحترق بصمت من أجل البلد ويدرك أكثر مني ومن أي شخص في الخارج مواضع الوجع. ومثل هؤلاء مهما كان عددهم قليلا سيعتمد عليهم الشعب اليمني كل الإعتماد في التغيير المقبل ومن بينهم من يستحق منصب الرئيس.
وأنا لا أختلف مع الشيخ ياسر العواضي فقط في الهالة التي وضعها بتصريحه حول الرئيس، بل اختلف أيضا مع قيادات في المعارضة نفسها تعتقد أن لا رجل في اليمن إلا الرئيس ولا بديل لعلي عبدالله صالح في رئاسة اليمن إلا هو.
هؤلاء هم من يصنعون كل دكتاتور ويتعقدون في النهاية أن صنيعهم صمام أمان البلاد ورمز استقرارها ولا يجوز له تبعا لذلك التخلي عن مسؤوليته التاريخية لأنه " لم يعد ملكا لنفسه بل ملكا للشعب". والواقع أن مثل هذه العبارات قد تكون مقبولة من ممثلي الحزب الحاكم ولكن عندما يقولها رجال المعارضة فإنها تمثل إهانة للشعب اليمني أيما إهانة لأن تجربة 28عاما في السلطة أثبتت العكس تماما بحيث بحيث أصبح كل مواطن يمني مؤهل لحكم اليمن باستثناء علي عبدالله صالح.
هذا الرئيس مع احترامنا له يدير اليمن كما كان يدير معسكر خالد بن الوليد قبل 28 عاما، ولا يفرق بين قيادته لبلاد شاسعة الأطراف وقيادته لمعسكر يتولى فيه مهام صرف البيادات وتوزيع صناديق الفول، وإصدار الأوامر لأمين الصندوق بوقف المعاشات أو مضاعفة الخصميات. أي خبرة يحملها وأي دراية؟ وكلها خبرات سلبية وحروب، ومؤامرات، وقدرة على نسج الأزمات وتفريخ الأحزاب وكتابة افتتاحيات الشموع وأخبار اليوم.
لقد تغير الزمن ولم يتغير أسلوب الحكم في اليمن ولهذا نستطيع أن نؤكد أن ما حذر منه حكيم اليمن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر صحيح مئة في المئة بأن البلاد قد دخلت نفقا مظلما، وليس أمامنا من حل للخروج من النفق إلا بتغيير الأدوات.
الرجل كان صادقا مع نفسه ومعنا عندما قال إنه لا يرغب في ترشيح نفسه مرة أخرى فلماذا نسعى إلى تحويله إلى "كاذب لا يفي بوعده". ولماذا لا نساعده كي يظل "صادقا" ويحافظ على مكانته في التاريخ.
لقد دخل علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح التاريخ يوما ما سويا بإنجاز عظيم هو الوحدة اليمنية وكنا نطالبهما بعدما دب الخلاف بينهما أن يحافظا على الإنجاز العظيم كي لا يخرجا من التاريخ شر خروج، وقد حدث بالفعل نصف ما توقعناه حيث خرج الأول من سجل العظماء في حين أن الثاني مازال ينتظر. وبإمكان علي عبدالله صالح أن يتلافى الخروج من التاريخ مطرودا وأن يحافظ على مكانته بالانسحاب في الوقت المناسب. وليس هناك ما هو أنسب من الوقت الحالي. أما إذا تراجع الرئيس عن قراره فإن أبواب الأمل ستغلق أمام المواطنين وقد لا تنفرج الأزمة الحالية بل ربما تنفجر بعد الانتخابات مباشرة أو اثناءها بمالا يحمد عقباه، بحيث تدخل البلاد في حرب أهلية حقيقية وليس حربا بين وحدات عسكرية كما حصل في 1994.
على حكماء اليمن أن يثقوا في شعبهم وألا يكرروا إهانة هذا الشعب العظيم بترديد مقولة " لابديل لعلي عبدالله صالح" أو لا رجل في اليمن سوى علي عبدالله صالح، فاليمن ملئ بالرجال وحزب الرئيس مليئ بالرجال. ويجب أن نتذكر أننا لم نكن نعرف من هو علي عبدالله صالح قبل أن يصبح رئيسا، ولكننا اليوم نعرف من هو ياسر العواضي ومن هو حميد الأحمر، ومن هو (........).