عدن تشتعل غضبا احتجاجات ليلية وقطع طرق بسبب إنهيار كلي للكهرباء لأول مرة في تاريخ المدينة تقرير صحفيات بلاقيود يوثق الانتهاكات الإسرائيلية ضد النساء والفتيات في قطاع غزة ويكشف عن مقتل أكثر من 15000 أنثى صحيفة أمريكية: الحوثيون نفذوا سياسة العنف الجنسي والقمع ضد النساء الناشطات سياسياً والمهنيات سلطنة عُمان تعلن موقفها من خطة.ترامب لتهجير الفلسطينيين الحوثيون يعتقلون تعسفيا أحد أعضاء نقابة المحامين اليمنيين المليشيات الحوثية تفرج عن الإعلامية اليمنية سحر الخولاني صراع النفوذ الحوثي في إب إشتباكات دامية على قطعة أرض تقتل شابا وتصيب أخرين بجروح خطيرة اتحاد الشرطة الرياضي ينظم ماراثون اختراق الضاحية في اربعينية الفقيد العقيد بدر صالح الجيش الوطني ينجح في كسر هجوم حوثي عنيف جنوب اليمن الموظفون النازحون يتظاهرون غداً الخميس بالعاصمة عدن للمطالبة بصرف مرتبات 7 أشهر متأخرة
شيء عجيب.
قناة متواضعة الإمكانات، تدار من قبل طاقم محدود العدد تستطيع أن تجد لها موقعاً متقدماً في سماء الفضائيات العربية.
كيف استطاعت هذه القناة تحقيق كل هذا النجاح؟
اليمنيون يشاهدونها لأنها معنية بقضاياهم بشكل كبير. العراقيون يقولون إن لهم نصيب الأسد فيها. السودان ومصر كذلك. وهي كذلك حاضرة في المملكة العربية السعودية بشكل كبير.
المواطن في المغرب العربي يشعر بانتماء القناة إليه. وكذلك الحال في سوريا وبلاد الشام وحتى إيران.
سر نجاح قناة المستقلة كما يؤكد رئيس القناة الدكتور محمد الهاشمي الحامدي هو في أنها قناة مفتوحة لحرية التعبير عن الآراء المختلفة. العلماني فيها والإسلامي كذلك، السني والشيعي، الأصولي والحداثي، السياسي والشاعر والفنان والمفكر والمؤرخ كلهم هناك داخل العلبة السحرية التي تملك مفاتيحها بامتياز قناة المستقلة.
والغريب أن الذين يغضبون من القناة لا يلبثون أن يعودوا إليها خاطبين ودها. أذكر أن يحيى الحوثي أرسل عليها غضبة قوية، وقال عنها ذات يوم من على منبر قناة أخرى إنها "قناة أموية" بمعنى أنها معادية لآل البيت. لم استغرب هذا التصريح الغريب فمثل يحيى قادر على الإتيان به، لكنني فوجئت بيحيى يعود إليها مشاركاً بحماسة فائقة مادحاً برامجها الحوارية.
عزم مشائخ كبار من إيران والعراق على مقاطعتها ومنهم الشيخ علي الكوراني (الذي بشر بالثورة الإسلامية اليمنية وانخدع ببشارته هذه الكثير من الحوثيين)، ثم عاد إليها خاطباً ودها.
مشكلة المغتاظين من المستقلة أنهم لا يستطيعون زواجها ولا يتحملون تبعات طلاقها. يغضبون فيعقدون العزم على عدم العودة إلى "ذنوب" المشاركة في برامجها، ثم لا يستطيعون تركها وهم يرونها كل يوم تحتل جبهة أمامية وقلعة من قلاعهم الفكرية المحصنة أو التي يظنون أنها محصنة.
"أوقفوا المستقلة، اسكتوا هذا الصوت"، فتاوى صدرت بتحريم مشاهدتها ومحاكمات أنشئت للحكم عليها، تحذيرات من معممين كبار ومتطرفين تكفيريين يقتاتون على الأحقاد التاريخية، اجمعوا على ضرورة إيقاف القناة. ثم ماذا؟ لم يفلحوا في ذلك. ففي كل حملة تشويه ضد هذه القناة تخرج القناة أقوى وأقدر على الاستمرارية وشق الطريق نحو المعاقل المحظورة التي جاست خلالها هذه القناة بحرفية عالية واقتدار عجيب.
في برنامج الحوار الصريح لهذا العام كال أحد الضيوف في البرنامج تهماً كثيرة لمقدم البرنامج ورئيس القناة، وهدد وأوعد والقناة تصغي ورئيسها يحاور وكنت أظن الضيف لن يعود إليها. ولكنه طالعنا في الليلة الثانية متربعاً على أحد كراسي الضيوف ممتناً للقناة التي تتيح مثل هذه الفرص للحوار. شيء عجيب!
تقول القناة لأصحاب "الفكر المعلب" الذين لا يزالون يعيشون في سراديب الجهل والخرافة: تعالوا للحوار فيترددون ثم لا يلبثون أن يجيؤوا مرغمين، يوجعهم الحوار يهدم قلاعهم الفكرية، يقذف بالكرة في مرماهم، فيهربون منه إلى السب والفتاوى الدينية بحرمة مشاهدة القناة على أتباعهم. ثم عندما يعودون إليها مرة ثانية نكتشف نحن البسطاء أنهم كانوا طول فترة تحريم مشاهدتها لا تفوتهم حلقة من حلاقات الحوار الصريح. لماذا يحرمومن مشاهدتها ويشاهدونها في الوقت نفسه؟ شيئ عجيب!
برز في حلقات الحوار الصريح لهذا العام العلامة السيد على الأمين الذي لا أخفي إعجابي الشديد بطرحه المعتدل الذي جعل الدم يغلي داخل كثير من العمائم السوداء والبيضاء. لكنه سدد أهدافاً عدة في مرمى الأصوليين القابعين هناك في الكهوف القصية يمارسون شعائر اللطم وينتظرون خروج إمام الزمان.
نفد صبر "الحوزة الصامتة" في النجف على مشاغبات المستقلة التي وضعت الصامتين أمام المحك وسجلت سبقاً خطيراً بأن أرغمت الصامتين على الكلام واضطر مكتب السيد السيستاني لإرسال رسالة منَّ فيها على القناة والمشاهدين بأنه يعتبرهم من المسلمين وإن كان لم يذكر ما إذا كنا مؤمنين أم لا. لأن لفظ المسلم عند حوزاتنا "دام ظلها الشريف" يشمل المنافقين كذلك فالمنافقون مسلمون في الظاهر.
وإلى أن تستطيع المستقلة إرغام الحوزات على الحكم بإيماننا وليس بإسلامنا فقط فإنه يبدو أن مزيداً من الضغط يلزم لينطق الصامتون. وأنا على يقين بأن المستقلة أهل للمهمة الجليلة التي تجعل أهل السراديب يخرجون منها.
وإذا تجاوزنا البرامج الحوارية فإن الشعر حاضر بقوة في القناة وهي التي كان لها سبق إطلاق أول مسابقة للشعر الفصيح وبعدها توالت المسابقات في قنوات فضائية عديدة. وفوق ذلك فإن السياسة حاضرة، الفن، التاريخ، المسامرات، الطرف وغير ذلك من المواضيع التي تخوض فيها هذه القناة العجيبة.
شكراً للمستقلة على هذا الأداء، شكراً رغم شحة الإمكانات على هذا الحضور المتميز في سماء الإعلام العربي.
شكراً لك أيتها القناة من كل العرب والمسلمين. من الأهوازي المظلوم الذي تتبنين قضيته، ومن اليمني المكلوم الذي تحاولين بلسمة جراحه، من المصري الذي تشاركينه همه والسعودي الذي أنت جزء أصيل من برامجه. شكراً لك من العراق الجريح الذي تدكين معاقل أعداء عروبته شكراً ممتداً من الخليج إلى المحيط وما هو أبعد، شكراً بحجم أدائك بحجم الحوار الصريح.