الجزيرة أمام مأزق الربيع العربي
بقلم/ ا.ف.ب:
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 7 أيام
الأحد 16 يونيو-حزيران 2013 08:12 م

بعدما بلغت ذروة شعبيتها في خضم الانتفاضات العربية التي غطتها مباشرة، تسعى قناة «الجزيرة» الى الحفاظ على نسبة مشاهديها على رغم الانتقادات التي تتعرض لها حول دعمها المفترض للتيار الإسلامي وفي ظل تعاظم دور القنوات المحلية.

وأكدت القناة القطرية أخيراً انها تحتل المرتبة الأولى بين القنوات الإخبارية على المستوى العربي، مستندة الى نتائج دراستين قام بهما معهد ايبسوس في 11 دولة عربية، ومعهد سيغما في الدول العربية العشر المتبقية.

وقال المدير العام للشبكة الشيخ احمد بن جاسم ال ثاني لوكالة «فرانس برس»: «نحن نتسلم نتائج الدراسات منذ سنوات، لكننا نشرنا نتائجها الآن لمواجهة حملة ضدنا بعد الثورات تحاول فيها جهات تشويه الحقيقة ونشر إشاعات عن ان نسبة مشاهدة قنوات الجزيرة في انخفاض. فنحن نريد شفافية كاملة مع مشاهدينا». ويقول منتقدو «الجزيرة» ان نسبة مشاهديها انخفضت خصوصاً في الدول التي وصل فيها التيار الإسلامي الى الحكم.

وقال الخبير المصري في شؤون الإعلام ياسر عبد العزيز: «تبقى الجزيرة في طليعة القنوات العربية، إلا ان «الطريقة التي غطت فيها أحداث التغيير العربي خصمت كثيراً من رصيدها المهني ونالت من صدقيتها بسبب الطريقة التي بدت فيها كأنها الذراع الإعلامية لسياسة الدولة القطرية».

وتابع عبدالعزيز: «في مصر بات ينظر الى الجزيرة بوصفها قوة فاعلة في الصراع وليست وسيلة إعلامية تغطي التفاعلات في شكل موضوعي». وتنفي «الجزيرة» هذه الاتهامات لا سيما اتهامها بدعم الإسلاميين.

وقال الشيخ احمد بن جاسم ان «هذه الاتهامات لا دليل عليها، فـ «الجزيرة» لا يمكن أن تغامر بتاريخها الطويل من الموضوعية وتقديم الرأي والرأي الآخر لكي تنحاز اليوم الى طرف دون آخر».

وتأسست «الجزيرة» عام 1996، وهي تعتبر انها ساهمت بفاعلية في ما يعرف بالربيع العربي.

وقال أستاذ الإعلام والخبير في شؤون الرأي العام العربي محمد الوافي ان «وصول حكومات منتخبة ديموقراطياً الى تونس ومصر يحد من صورتها كقناة للمعارضة، وهو ما أعطاها شعبيتها في السابق».

واعتبر الوافي الذي يدرس في جامعة السوربون الباريسية انه «بما ان هذه الحكومات الجديدة متحدرة من صفوف الإسلاميين، باتت المعارضات الجديدة تتهم القناة بدعم الإسلاميين. إنها معضلة حقيقية لـ «الجزيرة» التي عوّدت مشاهديها على مناهضة السلطات القائمة». وتكرّس قناة «الجزيرة» حالياً القسم الأكبر من تغطيتها للنزاع المستمر في سورية.

وتؤكد القناة الممنوعة من التغطية في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، انها درّبت صحافيين محليين اختيروا بعناية، كما ارسلت فرق تغطية الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وتواجه القناة منافسة محتدمة مع قناة «العربية» التابعة لمجموعة «ام بي سي» التي تبث من دبي. وهما تعدان اهم قناتين اخباريتين عربيتين. ومع سيطرة النزاع في سورية على الأخبار، تسير تغطية القناتين في اتجاه واحد تقريباً اذ انهما تدعمان بوضوح المعارضة السورية. وقال الوافي في هذا السياق، «انه التقاء آني» بين القناتين.

وتواجه القنوات الإخبارية الفضائية العابرة للدول العربية منافسة مستجدة من القنوات المحلية الناشئة التي تتكاثر ويتعاظم دورها، خصوصاً في الدول التي شهدت تغييراً للانظمة السياسية.

ففي تونس مثلاً، «باتت القنوات المحلية تتمتع بالنسبة الأعلى من المشاهدة وقد أنزلت القنوات الإخبارية الكبرى عن عرشها» منذ سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، حسبما اكد الأكاديمي التونسي محمد العربي شويخة.

وذكر شويخة ان القنوات المحلية «تقدم تغطية اكبر للأحداث المحلية وباتت تتمتع بحرية التعبير».

وبالنسبة الى مدير معهد سيغما للاستطلاعات حسن زرقوني، فإن «الجزيرة تواجه منافسة اكبر حالياً في دول الربيع العربي إلا أنها تبقى قناة تعد المرجعية في مجال الأخبار العاجلة».

اما الشيخ احمد بن جاسم فرأى أن القنوات المحلية لم تؤثر على نسبة مشاهدة «الجزيرة».

وقال: «بعد الثورات لوحظ ارتفاع نسبة مشاهدة القنوات المحلية ولكن ذلك لم يؤثر على نسبة المشاهدة لقنواتنا مقارنة مع مستوياتها قبل الثورات، بل على العكس، نسبة مشاهدة كل قنوات الجزيرة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما زالت في ارتفاع».

وعلل ذلك بأن «الطلب عموماً على المحتوى الإخباري ارتفع في منطقتنا». وأضاف: «نرحب بالقنوات المحلية الجديدة ونوفر لها التدريب والدعم في ليبيا وتونس واليمن. الصحافة الحرة من مصلحة الجميع».