العواضي :صلاة خاشعة في حضرة فحيح الافاعي
فيصل علي
فيصل علي

"ما أتذكره جيداً فقد كان لهب أحمر على شكل دائرة وفي الوسط كان لونه أقرب إلى الأزرق وله صوت شبيه بفحيح الأفاعي العملاقه " هكذا كتب ياسر العواضي عن شهادته في تفجير جامع النهدين واصفا النار المقدسة التي لم تحرق ثيابهم.. ولولا دعوة الوالدة لكان ياسر العواضي قد قطع رجله المكسورة بالجنبية لكي يتخلص من الالم ويستطيع ان يسعف رشاد العليمي وبقية الهررة البررة .

يقول العواضي في موعظته الهادئة الوقورة : "كان الوقت متأخر قليلاً عن الوقت المعتاد لذهابي للصلاة.. وكنت حتى تلك الساعة لم أفطر لأني صحيت من النوم متأخراً".. وعند وصوله للجامع شاهد الحرس متوترين اضافة الى انهم صامتين للاستماع لخطبة الجمعة.. "وكان رشاد العليمي قد همس لي بأن الرئيس لن يذهب إلى السبعين" .. الجنود صامتين يستمعون للخطبة خارج الجامع والمصلين يتهامسون "عادي فالوقت غير الوقت" .. وياواصل ابتهالاته :عندما أنتهت الخطبة الأولى وبدأت الخطبة الثانية : "أشار علي بعض الزملاء بالتقدم إلى جوارهم في الصف الأول وفعلت".. الخشوع يملأ الجامع يتعازمون على الاماكن وقت الخطبة برضه عادي وهي الا خطبة علي المطري من البلاد.

"بدأت الخطبة الثانية للشيخ علي المطري الذي عادةً تطول خُطبه وكنا منتظرين أن يختصر قليلاً حتى نتابع بعضاً من الخطبة والصلاة في ميدان السبعين كما يحدث أسبوعياً، يا الله والخشوع ياعواضي والصلاة التي تتكرر كل جمعة مرتين مرة في النهدين ومرة في الرجيلين عفوا في السبعين التقوى تتقاطر ملأت المنطقة كلها هذا الخشوع والتقوى يسعان سكان صنعاء كلها لولا شح الانفس الامارة بالسوء.

"بعد أن كبر الامام للركوع كان هناك من قد ركع بسرعة وأنا منهم وآخرين في طريقهم للركوع".. هنا في هذا المقطع الخشوع والايمان يقلان كيف تركع بسرعة تسابق من والناس لم يركعوا بعد يا عواضي كنت اكمل المشهد بخشوع كنا استفدنا نحن اصحاب القلوب القاسية من حسن الخشوع والتقوى.

يحكي عند سماعه للتفجير فيقول: في تلك اللحظة غمرني شعور بالسعادة رغم أني لا أحب الموت لكن سعادتي كانت تلك اللحظة من أني سوف أموت وأنا أصلي لله .. وعندها كنت مؤمناً بأن ساعة الموت قد حانت فأسرعت للسجود لكي أموت وأنا ساجد"..احلى شعور يا ياسر احسدك عليه خاصة وانت تموت ساجدا لله لكن خالفك الحظ ولم تنل الشهادة وانت قائما صائما صليت الجمعة بوضوء الفجر .. اصلا انت نمت متاخرا وصحوت متاخرا ولم تستيقظ الا قبيل الصلاة ..اكيد خطفت ركعتي الفجر ولو من باب القضاء المهم صلاة وملاحقة الجمعة في جامع النهدين.. يا بختك هنيئا لك المقال الملئ بالايمان والخشوع وفحيح الافاعي ..فهل كانت صلاة ام رقص على رؤوس الثعابين كما كان يقول معلمك المخلوع والا حنشان والسلام؟ تاخرت الرواية لكنها من الاهمية بمكان حيث اوردت الايمان والصلاة الخاشعة في جامع لا يعرف الخشوع والدليل انهم يتهامسون والخطيب يخطب للكبار فقط اما الصغار يتهامسون مثل العيال في المساجد.. ما احلى الصلاة الخاشعة وفحيح الافاعي التي لم تحرقها النار.. وهذا يذكرنا بـ " وقلنا يانار كوني بردا وسلاما على علي عبدالله صالح كما وردت الرواية عند الشيخ البركاني.

احلى حاجة لما واحد يخزن ويبحشم ويكتب مقالات حزينة.. هل المشكلة في القات؟ والذي ربما كان مصدره جربة قريبة من مقبرة وهذا نوع مجرب ياتيك بخشوع لا يعلمه الا الله ولا ياتي حتى للمتعلقين باستار الكعبة .. وربما الذكرى نفسها اليمة فالوضع تغير لا عاد اعتمادات ولا مزايدات وصرفيات من فوق الراس سبحان الله كل يوم وهي لناس ، وربما هي التوبة تدب في القلب بعد صراع مرير ضد الشعب وضد ارادته تزويرا وكذبا ودجلا وقمعا .. ربما هي اليقضة اتت لقلب العواضي الغافل رزقنا الله واياه توبة قبل الموت وموتا حين اداء صلاة فرض مع صيام في عاشوراء بشرط ان يكون ذلك اليوم حارا وقائضا.


في الخميس 03 مايو 2012 11:48:35 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=15371