أبرز ما تحدث به الرئيس العليمي بالقمة العربية الإسلامية في الرياض عاجل :وفد عسكري من وزارة الدفاع يصل محافظة صعدة الإنتقالي يُخفي مواطناً منذ 7 سنوات بدون تهمة أو محاكمة الحوثيون يوصلون حسن نصر الله الى محافظة المحويت وينصبون الرموز الموالية لإيران بشكل مستفز لليمنيين في زيارة غير متوقعة .. لماذا زار رئيس الأركان السعودي إيران؟ رئيس الوزراء يكشف عن عثر 76 مشروعا بقيمة تتجاوز 5 مليار في المحافظات المحررة الاستخبارات الروسية تكشف مخطط أمريكي للاطاحة بالرئيس الأوكراني زيلينسكي الرئيس أردوغان يلتقي ولي العهد السعودي بالرياض تكريم الدكتور علي بن مبارك طعيمان بجائزة الآثاريين العرب لعام 2024 خبر غير سار لجماهير برشلونة بشأن لامين جمال وليفاندوفسكي
الصوم في الإسلام مدرسة ربانية روحانية المقصد منها تقويم النفس وتهذيب الخلق وإزالة الأمراض القلبية من الكبر والعتو وأمراض النفس من الهم والغم والكدر، وفي الصوم قوام الصحة وإذهاب الفضلات وتعويد النفس على الصبر والتذكير بجوع الجائعين وظمأ الظامئين وحاجة المحتاجين وتوحيد حالة المجتمع، حيث يصومون سويا ويفطرون سويا. ووقت الصيام وقت معتدل بقدر استشعار الجوع والظمأ، وليس بطويل فيدخل الضرر منه على الجسم، ولهذا نهى الشارع عن مواصلة الصوم، أي مواصلة الليل بالنهار، وأمر بالفطر عند غروب الشمس.
وبالصوم تذكير للنفس الأمارة وتهذيب للنفس اللوامة وامتناع للنفس المطمئنة. وجعل الشارع الحكيم للصائم فرحتين؛ الأولى حين يتناول إفطاره فيفرح بعبودية الامتثال ونعمة الطعام والشراب ومشاركة المؤمنين وانتصاره على نفسه، والفرحة الثانية يوم يلقى ربه فيثيبه على صيامه ويكرمه على امتثاله.
وجعل الله ـ عزّ وجلّ ـ أجر الصيام كثيرا مفتوحا بلا عدد محدود فقال: «كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، وحبّذ الصيام للصائمين وحببهم فيه وشوّقهم لهذا العمل الجليل فقال صلى الله عليه وسلم: «ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
ومن فوائد الصيام كسر الشهوة العارمة في النفس لمن لم يستطع الزواج، قال صلى الله عليه وسلم: «ومن لم يستطع (الزواج) فعليه بالصيام فإنه له وجاء»؛ أي كسر لشهوته.
وحينما يصوم المسلمون في وقت واحد ويفطرون في وقت واحد يشعرون بوحدة مجتمعهم وترابط أواصرهم وتقارب قلوبهم واجتماع كلمتهم وتآلف أرواحهم، فتجد الملك والغني والفقير كلهم يؤدون هذه العبادة في وقت واحد بكيفية واحدة كأنهم أسرة واحدة في بيت واحد فيتم الإخاء والمودة والصفاء والتآلف والرحمة.
والمقصد الأعظم من الصيام هو تقوى الله كما قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، فالصيام يساعد على رد النفس عن البغي والظلم والعدوان وتعدي الحدود؛ لأن الجائع الظامئ الممنوع من شهواته ينكسر جموح نفسه الأمارة فيسلس القياد لرب العباد ويصبح مخبتا منيبا؛ لأن الشبع وكثرة الشهوات والإسراف في تناول الملذات يصيب النفس بالأشر والبطر والعتو والعلو، فجاء الإسلام بعلاج مسكن ودواء مقبول يحصل به الأجر وتكفير الوزر وصلاح النفس ومشاركة المؤمنين وطاعة رب العالمين واتباع سيد المرسلين، ولهذا كان أهل الإيمان يتلذذون بألم الجوع ومشقة الظمأ وهم صائمون على حد قول أبي الطيب:
* إن كان سركم ما قال حاسدنا - فما لجرح إذا أرضاكم ألم
* بل إن سيد الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد من المعارف الربانية والفتوحات الإلهية والفيوضات الإيمانية ما يكفيه عن الطعام والشراب، ولهذا لما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم الليل بالنهار في الصيام أراد الصحابة أن يواصلوا كما واصل فمنعهم وقال: «إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني»، وهذا الطعام والسقاء ليس بأكل ولا شراب، لأنه لو كان كذلك لما كان صائما صلى الله عليه وسلم، وإنما طعام اليقين والذكر والعبودية وزاد التقوى وحلاوة الطاعة، كما قال الأول:
* لها أحاديث من ذكراك تشغلها - عن الطعام وتلهيها عن الزاد
* ثم إن الأطباء جعلوا الصيام علاجا لبعض الأمراض ودواء من الأسقام، لأنه حماية للمعدة وراحة لها وتخفيف من الأخلاط واستفراغ للمادة الفاسدة، وقد سبقهم الإسلام إلى هذا المعنى؛ ففي الأثر: «صوموا تصحوا»، فصار الصيام صلاحا للقلوب والأبدان وشفاء من الأمراض ودواء من الأسقام، وفوق ذلك، امتثالا لأمر الشارع واقتداء بالنبي المعصوم صلى الله عليه وسلم وتعويدا للنفس على مشقة الحياة وعنت الطريق طول السفر إلى الآخرة وتدريبا للروح على ترك المعاصي واجتناب المحظورات، إلى غير ذلك من المنافع العظيمة والمقاصد الكريمة.