الإمارات من فرض التطبيع مع إسرائيل إلى إفشال مصالحة فلسطين
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 4 سنوات و 3 أشهر و 19 يوماً
السبت 25 يوليو-تموز 2020 07:27 م
  

البعض يعتقد أن الإمارات تبنت الثورات المضادة لثورات الشعوب العربية وتدعم الأنظمة الديكتاتورية وتحارب التيارات الإسلامية والقوى الوطنية في العالم العربي لاختلاف الرؤى والمصالح والتوجهات مع هذه القوى والتيارات وهذا غير صحيح فالإمارات لا تمتلك مشروع فكري استراتيجي ولا يشكل التيار الإسلامي وخصوصا الإخوان خطرا عليها ولا يهددون مصالحها وأمنها .

باختصار : الإمارات تخدم القوى الكبرى في العالم وتخدم الصهاينة في المنطقة فهي تنفذ أجندتهم ومخططاتهم كوكيل منفذ ليس إلا ، لأن الدول الكبرى وإسرائيل لا تريد زراعة المزيد من الكراهية لها من قبل شعوب المنطقة وخسارة مصالحها فيها ولذا تلجأ للإمارات لتنفذ مهامها وأجندتها في العالم العربي ولكي نوضح ما ذهبنا إليه سنضرب بعض الأمثلة.

بالأمس اتهم أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية جبريل الرجوب الإمارات - تلميحا - بالسعى لمنع التقارب بين «فتح» و«حماس» وتخريب المصالحة الفلسطينية التي يتوق الفلسطينيون إليها.

وأضاف الرجوب: ان طائرات تلك الدولة الخليجية قد حطت في مطار بن غوريون مؤخرا «بدعوى تقديم المساعدات للفلسطينيين» .

ودعونا نتساءل : ما هو الخطر الذي يشكله تقارب فتح وحماس على الإمارات ؟!

وما هي المصالح الإستراتيجية التي سوف تخسرها الإمارات في حال حدوث تقارب وتوافق ومصالحة بين أبناء فلسطين ؟!

من المؤكد لن تخسر الإمارات شيئا اذا تقاربت فتح وحماس وحتى إذا حدثت المصالحة الفلسطينية بل العكس يجب على الدول العربية التي تؤكد مرارا وتكرارا على أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى أن تشيد بهذا التقارب وتحث على المصالحة وتدعمها وترعاها فهي ضرورة وخيار استراتيجي للفلسطينيين لكي يتوحدوا ويعملوا كفريق واحد لمنع تصفية القضية الفلسطينية ولإحباط صفقة القرن المشبوهة وافشال خطّة ضم أراض في الأغوار والضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها ومنع تجويع الفلسطينيين وحصارهم .

لن تخسر الإمارات اذا توافقت حركتي فتح وحماس واذا حدثت المصالحة الفلسطينية ولكن من ستخسر هي إسرائيل ولأن الإمارات قد تحولت إلى وكيل وأداة لإسرائيل في المنطقة فهي تسعى بكل الطرق والوسائل لافشال التقارب بين فتح وحماس وتخريب المصالحة الفلسطينية حتى لا تخسر إسرائيل وتفشل خططها المشبوهة لضرب وتصفية القضية الفلسطينية و تفشل كذلك أجندتها التوسعية في الأراضي الفلسطينية.

ما تحدث به القيادي الفتحاوي جبريل الرجوب يأتي بعد نشر تقارير عن قيام الإمارات بالضغط على حلفائها في المنطقة للتطبيع مع إسرائيل وإقامة علاقات وطيدة معها حيث أكد موقع "إنتلجنس أونلاين" أن سير من تدعهم الإمارات في اليمن ممثلين بالمجلس الانتقالي نحو تطبيع العلاقات مع الاحتلال ، لم يأت صدفة ، وإنما جاء بضغوطات من أبو ظبي.

 فالإمارات لم تكتف بأن مدت جسور العلاقات والتواصل مع إسرائيل وإنما تريد فرض التطبيع على حلفائها ومن تقدم الدعم لهم والترويج لإسرائيل ومخططاتها وتنفيذ أجندتها ولذا فإن قيادات في الانتقالي اليمني مثل هاني بن بريك ودعوته مؤخرا للتطبيع مع إسرائيل ليس اجتهادا منه كون هذا التطبيع سيخدم قضية " قيام دولة الجنوب " كما زعم في تغريداته بل لأن داعميه في أبوظبي اوعزوا له بذلك وهو في النهاية " عبد المأمور " .

وكذلك الحال مع الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر والذي يقيم علاقات مع إسرائيل منذ سنتين بتوجيهات اماراتية ويسعى لنيل دعم إسرائيل ضد حكومة الوفاق الشرعية في طرابلس .

الإمارات التي دشنت مؤخرا خط ملاحي جوي من مطار أبو ظبي إلى تل أبيب والعكس استقبلت قبل أيام طائرة إسرائيلية حيث رصدت ٣ مواقع لتعقب الطائرات مغادرة طائرة خاصة مطار تل أبيب صباح الأربعاء 22 تموز يوليو الجاري وهبوطها بشكل مباشر في مطار أبو ظبي، دون التوقف في مطار آخر كما جرت العادة في الرحلات السابقة بين الإمارات وإسرائيل.

قبل ذلك كانت الإمارات قد وقعت عقودا مع شركات إسرائيلية عديدة وقبل ذلك وقعت عقودا مع شركات إسرائيلية لتقديم تكنولوجيا حماية الحدود وخدمات تجسسية سيبرانية مثل مجموعة أن أس أو غروب المتخصصة في الاستخبارات الإلكترونية .

الإشكالية أن قيادات الإمارات اليوم لا تقوم بالتطبيع مع إسرائيل وفتح بلادها للشركات الإسرائيلية وفتح أجواءها للطيران الإسرائيلي فحسب بل وتفرض التطبيع على كل من تمولهم وتدعمهم وتسعى للترويج للتطبيع مع إسرائيل وتعمل على تبني مخططات إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية وافشال التقارب بين فتح وحماس ومنع المصالحة الفلسطينية كخيار استراتيجي للشعب الفلسطيني وهي بهذه التوجهات تتماهى مع الأهداف والتوجهات الإسرائيلية الخطيرة في فلسطين والمنطقة وتضع ثقلها ونفوذها ودبلوماسيتها في خدمة إسرائيل و تضع نفسها في مواجهة الأمة العربية والإسلامية وقواها الوطنية الحية الرافضة لهذا التطبيع والمعارضة لتصفية ا

لقضية الفلسطينية تحت اي شعارات وممارسات وصفقات .

فهل تدرك الامارات مدى خطورة ممارساتها وتوجهاتها في خدمة إسرائيل وربط مصالحها الاقتصادية والأمنية بهذه الدولة المحتلة والعنصرية التوسعية الساعية لاختراق بلداننا وتصفية قضايانا وضرب مصالحنا وحاضرنا ومستقبلنا ؟!