ماهو مطلوباً منا بعد رحيل صالح؟
بقلم/ عارف علي العمري
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 9 أيام
الإثنين 06 يونيو-حزيران 2011 04:33 م

لفترة طويلة وصلت إلى تسعة أضعاف مدة الثورة المصرية ونحن نبحث لصالح عن خروجاً امن بعيداً عن الطرد المهين والمحاكمة المرة, لكن صالح لم يأبه لذلك فقتلنا ركعاً سجدا في جمعة الكرامة وقصف أبنائنا وإخواننا بالطيران في نهم وأبين ويافع, واحرق المعاقين في تعز, وقام بدفن عشرات الأشخاص أحياء في منطقة أرتل بالعاصمة صنعاء, تحدانا مراراً فأثرنا السلامة على التحدي, والسلمية على العنف, وصفنا بالمرتزقة والعملاء فلم نزد على قولنا له \" ارحل \" عن كرسي الحكم, أوعز إلى بلاطجته أن يوجهوا نحونا السلاح فاستقبلنا زخات الرصاص بصدورنا العارية, واجهونا بالقذيفة والمدفع فأهديناهم الورود, قدمنا في ساحات الحرية والتغيير أكثر من ثلاثمائة وثمانين شهيداً وثلاثة عشر آلف جريح, فيما لايزال هناك حوالي أربعمائة وعشرين مختطف, رفع صالح شعار \" أنا أو الطوفان \" فرفعنا شعار الوحدة عالياً, قلنا له ارحل بمفردك فقال لنا ارحلوا جميعاً.

الآن وقد رحل بعد أن أكلت النار وجهه, وشوت جسده الناعم الذي لم يعرف منذ ثلاثة وثلاثين سنة حر الصيف ولا برد الشتاء, وعرف جيداً كيف احرق بلاطجته المعاقين في تعز, يحق لكل يمني آن يفرح وان يحتفل بفرحه على الطريقة السلمية , حق لكل يمني مظلوم أن ينتظر صبح العدالة, ولكل مهضوم أن يستشرف يوماً يصبح فيه الرجل المناسب في المكان المناسب, ولكل فقير أن يأمل بمستقبل أفضل بعيداً عن عوز الحاجة وذل السؤال, ولكل متشائم أن يتفاءل بالأمل الجميل والعيش الرغيد.

الآن وقد رحل يجب على الجميع أن يتوجه بالشكر لله عز وجل صاحب الفضل والمنة الذي يخرج الجبابرة من قصورهم أذلة وهم صاغرين, يجب أن نفتح صفحة جديدة من التسامح والإخاء والمحبة والود, صفحة رائعة من البناء والنهوض والتنمية, صفحة نترجم من خلالها تطلعاتنا إلى واقع ملموس, يجب آن نرسم على خدونا بسمات الإخاء, وان تلهج ألسنتنا بشعار \" اذهبوا فانتم الطلقاء \" لكل من اختلف معنا في الرأي , أما من اشهر في وجوهنا السلاح فلنا قضاء ينصفنا, ويوم أخروي يجمعنا.

مانامله من الجميع أن يكون اليمن اليوم بعد علي عبد الله صالح يمن الجميع, بعد أن كان يمن الأسرة الواحدة والفرد الواحد والحزب الواحد, يمن 22 مايو , يمن الوحدة, فلا حديث فيه عن زيدي وشافعي, ولا عن شمالي و جنوبي, وسنة وشيعة , فالوطن يتسع للجميع , وكلاً يعبد الله على طريقته , ويعمل على شاكلته في إطار النضال السلمي ووحدة اليمن, فالوطن يتسع للجميع مادام العدل هو ميزان التفاضل بين الناس.

ماهو مطلوب الآن من شباب الساحات أن يعيدوا ترتيب صفوفهم, وان يصبروا قليلاً في الساحات, حتى يكتمل حلمهم في دولة مدنية, وان يرتقوا بأخلاقهم, وان لايطلبوا من أحداً جزاء ولاشكورا, ولايتطلعوا إلى مكافئةٍ من احد, فالمقصد هو الوطن وإنقاذ الوطن من براثين الظلم والفساد التي كانت تخيم عليه منذ ردح من الزمن.

أما ماهو مطلوب من الأحزاب السياسية فهو اختيار قيادة كفئة من الوزراء المشهود لهم بالخبرة والنزاهة لتسيير أعمال الحكومة خلال الفترة الانتقالية, بحيث يكون المجلس الوزاري القادم مكون من كل أطياف العمل السياسي في الداخل.

ومطلوب من قيادة الجيش التي أعلنت البيان رقم واحد أن تقوم بخطوات ملموسة من خلال إعادة الإعلام الرسمي إلى صف الثورة, وتشكيل مجلس عسكري أعلى يتولى إدارة البلد خلال المرحلة الانتقالية القادمة, وان كان البعض يطرح خيار المجلس الرئاسي المختلط من المدنيين والعسكريين فلا باس بهذا الخيار, المهم المطلوب من الجميع العمل من اجل اليمن ومن اجل اليمن فقط.