العهر الدولي بين حجور والحديدة
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 5 سنوات و 8 أشهر و 21 يوماً
السبت 23 فبراير-شباط 2019 06:53 م
 

دموع التماسيح لا تسيل إلا على الحديدة ومينائها , باسم الإنسانية و أوجاعها وما غير ذلك فليذهب إلى الجحيم , هذا مقياس المجتمع الدولي مع ملفات اليمن ومآسي الانقلاب , فحجور اليوم لا بواكي لها مهما بلغ التوحش والاجرام ضدها . 

دعونا نتساءل لماذا لا يتحرك المجتمع الدولي وفي مقدمتهم الامم المتحدة مع قبائل حجور التي فرض الحوثيون عليها حصارا قاتلا .. وانباء عن وفاة العديد من الأطفال, في حجور تبرز كل عناوين القضايا الانسانية .. وهناك تصرخ كل قضايا الطفولة .. وهناك تلوح المجاعة وتبرز كل الملفات التي يتباكى عليها المجتمع الدولي فلماذا الصمت.

ثمة خيانة وتلاعب من المجتمع الدولي بقضايا الشعوب وفي مقدمتهم اليمن, لماذا تباكت الأمم المتحدة وصرخت المنظمات الدولية وطال عويلها بكاء على ميناء الحديدة وأهلها يوم أن بات الجيش الوطني على مرمى حجر من مينائها .

ثمة سقوط أخلاقي وسياسي يبرز للمجتمعات المقهورة , خاصة تلك التي كانت تنظر بأمل الفرج أو العون من الأمم المتحدة , لقد سقطت كل الآمال التي حاولوا تصديرها عبر مبادراتهم أو خطط مبتعثيهم .

التلاعب والمغالطات التي يقودها المبعوث الدولي غريفيت في اليمن ضد الشرعية وعبر تقاريره في مجلس الامن باتت تتصاعد بشكل ملحوظ جدا , يسئ للشرعية أولا ويعمل على تآكل مكانتها وسمعتها الدولية, وينزع عنها لباس الشرعية وصاحبة الحق الوطني والقانوني والدستوري محليا ودوليا , ليحولها غريفيت من خلال تقاريره إلى أحد أطراف الصراع, كما تحولت المليشيات الانقلابية والارهابية والعناصر المارقة والخارجة عن النظام والقانون والمتمردة على القرارات الأممية إلى طرف "صراع" مساوي للشرعية في المقدار ومضاد لها في الاتجاه. 

تقارير المبعوث الدولي يفوح من خلاها العهر السياسي" الدولي " بكل تجلياته ومعانيه , ذلك السقوط الذي يقود كبره "الامم المتحدة" ومبتعثيها في مناطق الصراع, وكيف تحولت كل تقاريرهم لتلاعب بقضية الوقت والقضية , وكيف تحولت كل جهود "مبتعثي الأمم المتحدة" في المنطقة ومنها اليمن إلى هدف رئيسي وهو إطالة عمر الصراع وتغذية الحروب, لتتحول هذه الملفات "الإنسانية" في الحقيقة إلى أحد مشاريع الاسترزاق للبعض والبعض الاستثمار .

هل لاحظتم الخبث والتناسق بين المبعوث الاممي غريفيت وبين الحوثيين , وكيف يتم تحويلهم قبيل كل جلسة لمجلس الامن إلى طرف مبادر نحو السلام وخاضع لتنفيذ الاتفاقات الأممية .

كيف يحدث ذلك .. يبادر الحوثيون قبيل كل جلسة تخص اليمن إلى الإعلان عن موافقتهم على مقترحات المبعوث الدولي او كبير مراقبيه في الحديدة ثم يتم ضخ ذلك عبر وسائل الاعلام بعدها يشيد غريفيت بالحوثيين عبر تقاريره بمجلس الامن ,ويمضي مؤكدا أيضا أن اليمن قد قطع أشواطا واسعة نحو السلام .

وأنه آن الاون لوقف الحرب في اليمن إلى أخر تلك التصريحات المخادعة.

وبعد كل جلسة لمجلس الامن ينقلب الحوثيون على ما أعلنوا عنه, ويقابل ذلك طبعا بتجاهل أممي وتبدأ المليشيات في تمردها وأجرامها مجددا في حق الشعب دون أي انتقاد لهم , ليعود التلاعب بالأرض والانسان في اليمن بنفس اللعبة واللاعبين.