إسرائيل تشعل كل محاور القتالي من جديد وتعلن بدأ التوغل في جنوب لبنان بعد تصريحات مدرب إنتر ميامي.. . ميسي يحسم مستقبله برسالة حماس تكشف مصير جثمان السنوار ومدى إمكان استخدامه كورقة ضغط في المفاوضات غارات أميركية جديدة تستهدف الحوثيين في الحديدة بعد إطلاق صواريخ موقف غريب يثير تفاعلا من أردوغان مع بدء كلمة الأسد في قمة الرياض إسرائيل تتعرض لهجوم كبير.. صواريخ تصيب مبان واحتراق سيارات في الكريوت وسط هلع واسع فاجعة مؤلمة تصدم الحوثيين عاجل.. مأرب برس ينشر أبرز ما جاء في البيان الختامي لقمة الرياض التكتل الوطني بين الحاجة الملحة لوحدة الصف .. وأصوات الرفض المصطفة مع الانقلاب مكافأة حوثية صادمة لـ 16 قياديا متحوثا .. متى ستصحو القبائل من سباتها ؟
وصلتني رسالة قصيرة من رسائل الجوال قبل نحو شهر من الزمان ، مفادها أن (توماس فريد مان) سيكون في صنعاء خلال الأسبوعين القادمين ، وسيشارك في ندوة مهمة حول الأوضاع في اليمن ، قبل انعقاد مؤتمر لندن الذائع الصيت (السيئ السمعة) .
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً ، وقلت في نفسي : ما الذي جلب هذه الشخصية إلى بلادنا في هذا التوقيت بالذات؟ هل هي مبادرة منه وهو صاحب المبادرات المعروفة والنصائح المشهودة خاصة فيما يخص السياسة الأمريكية الخارجية؟ أم أن هناك من (الأصدقاء) الحريصين على إصلاح اليمن ، من أراد أن يختصر الطريق على شعب اليمن الصابر بدعوة أحد المستشارين الإعلاميين المسموع لكلمتهم في البيت الأبيض ، وهو يحتاج لتقديم نصائحه وتوصياته للنظر إلى الميدان اليمني عن قرب ، ومن خلال مشاهد منظورة ومحسوسة ، ثم إن الموضوع المنظور يستحق ذلك ؛ أليست القضية مكافحة للإرهاب وقمعاً لتنظيم القاعدة الذي يتواجد في سهول اليمن وجبالها – حسب التقارير الأمريكية – لا شك أن الموضوع يستحق ذلك؟!
ويبدوا أن جدول الهموم اليومية وزحمة الواجبات الوظيفية ، والتركيز على التردي الحاصل في منظومة أهل الحل والعقد في بلادنا، لم يتح لي الفرصة للمتابعة إلا وقد (سافر الجمل بما حمل) ، وأصبح (توماس فريدمان) سراباً بعد أن حل ضيفاً حياً على اليمن ؛ وجاءتنا الأخبار أنه قد التقى علية القوم في الحكومة اليمنية ، وحظي بلقاء رئيس الجمهورية ، كما التقى في منتدى الإعلاميات اليمنيات (موف) بعشرة من الصحفيين البارزين الذين يمثلون عدداً من الوسائل الإعلامية اليمنية ؛ وأحسب أن جميع هؤلاء خاصة الفئة الأولى الرسمية لن ينكروا لقاءهم به ، فالرجل قد أخبرنا بذلك في مقاله الذي نشرته صحيفة الـ(نيويورك تايمز) الأمريكية ، والذي كتبه بعد عودته إلى بلاده سالماً ، وربما غانماً لا ندري؟
الشاهد أن ما لفت نظري بعد هذه الزيارة بأسبوع إذا بمقالاته تتوالى في صحف : (النداء ، والسياسية ، وإيلاف) فضلاً عن عدد من المواقع الإلكترونية التي حاولت تغطية زيارته ، وليس هذا جديداً في عالم الصحافة العربية ، فـ(توماس فريدمان) تنقل مقالاته كبريات الصحف الصادرة باللغة العربية مثل : (الشرق الأوسط والحياة السعوديتان ، والإتحاد الإماراتية ، والوطن القطرية .... وغيرها) ؛ لكن ما لفت نظري هو أمرين :
الأول : نشر هذه المقالات دون تعليق ودون تنبيه إلى خلفية هذا الكاتب ، ومنهجيته في الترويج للسياسة الأمريكية ، ودعم المشروع (الصهيو-أمريكي) في المنطقة العربية والإسلامية .
الثاني : التدخل السافر لهذا الكاتب في تقديم النصائح المشبوهة ، والأفكار المفخخة ، وإعادة نشر هذه المقالات في صحفنا دون تعليق أو تنبيه أيضاً .
ربما يقول قائل : مالك ولهذا الإعلامي المحايد ، الذي جاء ليستوضح الأمر من أصحابه ، عملاً بالمثل القائل: (أهل مكة أدرى بشعابها) ؛ ثم أليس هذا أفضل من أولئك الذين يطلقون على بلاد اليمن الأحكام وهم لا يدرون ما ذا يجري فيها؟
والجواب : مهلاً مهلاً ورويداً رويداً ، فإن توجسي من هذا الاسم ليس وليد اليوم ، لكنه بدأ قبل نحو من عشرين عاماً وبالتحديد عند قراءتي لأول مقال وقعت عيناي عليه لهذا الكاتب ، وكان منشوراً حينها في صحيفة (الشرق الأوسط اللندنية) خلال أحداث حرب الخليج الثانية ، وحرب (عاصفة الصحراء) كما سميت حين إذ .
والحقيقة التي أثبتتها الأيام أن هذا الرجل الأمريكي الصهيوني لم يكن يوماً مع العرب والمسلمين ، بل إنه استخدم خبرته ومعرفته بالعالم العربي واللغة العربية في ترويج الأكاذيب واختلاق المبررات والأعذار ؛ لشن الحروب واستمرار الهيمنة والسيطرة ، وهو يدعي في نفس الوقت أنه يحاربها ، وأنه مع الانفتاح والتواصل الحضاري .
ولعل لأسلوب الخلط بين المراوغة والموضوعية والذي يعتمد على توصيف المشاهد وذكر أسماء الشخصيات والأماكن ، فضلاً عن أسلوبه السهل والسلس في الكتابة والتعبير ؛ ما شكل (خلطة سرية) جعلت لهذا الكاتب حضوراً كبيراً في الصحافة الأمريكية اليومية ، ومن ثم في ربيبتها (العربية) .
وقبل أن أصل إلى المراد في هذه السطور ، وهو التعليق على المقال الذي نشرته صحيفة (إيلاف) في العدد (123) الصادر في 2 / ربيع أول / 1431هـ الموافق 16 / 2 / 2010م ، والذي حمل عنوان : (مقابل كل صاروخ نطلقه على القاعدة في اليمن يجب أن نبني خمسين مدرسة). دعونا نقرأ ما كتبه أحمد بوقرين من صحيفة (القدس العربي) في مقاله المنشور في 2 / 2 / 2006م ، والذي يعلق فيه على أحد مقالات (فريدمان) ، الذي حمل عنوان : (ساعة الأحزان والدموع في مهنة الأخبار) ، حيث قال بوقرين : «وتساءلت- بعد القراءة الثالثة للمقال- هل يمكن أن يكون (توماس فريدمان) الذي كان أحد أكبر مؤيدي وحاشدي الأصوات في حملة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على العراق ، والتي قتل فيها عدد الحصى والرمال من الأطفال والعجائز والشيوخ ، هو نفسه من يمتلك هذه الدموع والأحزان والمشاعر الإنسانية المرهفة التي تفجرت عطفا وحنوا على أصدقائه الذين رحلوا، وعلى مهنة الأخبار التي يعشقها.
فبالأمس القريب عندما هددت فرنسا باستخدام الفيتو إذا ما عُرض مشروع حق استخدام القوة ضد العراق، انبرى (توماس فريدمان) ليكتب مقالاً في (نيويورك تايمز) بتاريخ (9/2/2003)، يطالب فيه بطرد فرنسا من مجلس الأمن، لأنها حسب وصفه: «ما زالت في روضة أطفال ولا تجيد اللعب مع الكبار».
كما أنه كتب قبل ذلك عن الفلسطينيين يقول: «إن كل ما يريده الفلسطينيون هو الدم والقتل»، وكان للسيد (فريدمان) موقفا (مميزاً) من الانتفاضة الأولى حين قال للصحافة الإسرائيلية في أبريل عام 1988، على إسرائيل أن تفعل في الأراضي الفلسطينية ما فعلته بجنوب لبنان، أي أن تكثف ضرباتها العسكرية ضد الفلسطينيين.
وكان لـ(فريدمان) أيضا موقفا (مميزاً) من التغيير في العراق، فأثناء تمرد الجيش العراقي في الجنوب عام 1991 شرح (فريدمان) الموقف الأميركي بالقول: «علينا أن نسمح لصدام حسين بسحق المقاومة، وأن أفضل شيء للولايات المتحدة أن توجِد في العراق عصبة عسكرية تحكم بقبضة حديدية، بطريقة صدام نفسها على أن تحظى هذه العصبة بتأييد المملكة العربية السعودية وتركيا والولايات المتحدة، ومن الأفضل أن لا يكون على رأس النظام صدام نفسه، لكن نسخة منه تفي بالحاجة، وهذا ما نسعى إليه»، هذه هي مشاعر (فريدمان) الحقيقية التي نعرفها، أما التي ظهرت في مقاله الأخير (ساعة للأحزان والدموع في مهنة الأخبار) فيبدوا أنها سحابة صيف ولون طيف سرعان ما تزول ويعود إلى مهنة تسعير الحروب التي يجيدها السيد (فريدمان) أفضل من مهنة تحرير الأخبار التي ينعاها»ا.هـ.
ومن الموافقات غير المقصودة أنني كنت أقرأ قبل عدة أيام ، سيرة الأمير السعودي الأمير الوليد بن طلال للكاتب (ريزخان) ، فإذا بـ(توماس فريدمان) يظهر مسانداً ومشجعاً لـ(جولياني) عمدة واشنطن أيام أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م ؛ والشاهد أن العمدة الذي رد تبرع الأمير بعشرة ملايين دولار لصالح ضحايا برجي التجارة العالمية ، جعل (فريدمان) يبدأ عموده في صحيفة (نيويورك تايمز) بعد بضعة أيام من مبادرة الأمير بالكلمات التالية : «ثلاث تحيات للعمدة (رودي جولياني) لرده التبرع بمبلغ عشرة ملايين دولار» ، فأي حرص على التواصل الحضاري ، وأي نفسية للانفتاح والتفهم يمثلها هذا المزاج المتعصب .
أما ما تضمنه المقال المترجم آنف الذكر ، فأكتفي فيه بالإشارة إلى ثلاثة مواضع ، تكشف الأسلوب المخادع في إيصال الرسائل التحذيرية والإيحائية لأصحاب القرار في العالم العربي والإسلامي وأترك بعد ذلك المجال للقارئ الكريم للحكم على ما سطرته من وجهة نظري ..
الموضع الأول : قوله : «إليكم قاعدتي الجديدة المستندة إلى الخبرة .. مقابل كل صاروخ (بردايتور) نطلقه على هدف من تنظيم القاعدة هنا ، يجب أن نساعد اليمن على بناء خمسين مدرسة حديثة تدرس العلوم والرياضيات والتفكير النقدي للصبيان والبنات على السواء ، إذا التزمنا تحقيق تلك النسبة أو ما يقاربها من القتل المستهدف في مقابل روضات الأطفال المستهدفة ، أمامنا فرصة للحؤول دون تحول اليمن إلى أرض خصبة للقاعدة ...».
إن المفارقة الأساسية التي يحاول الكاتب تسويقها هي أن الولايات المتحدة ستقدم التعليم للأطفال بموازاة الصواريخ المستهدِفة لتنظيم القاعدة ، سواء كان ذلك مباشرة أو عبر شركاءها في المنطقة ، وتجربتنا في العالم العربي والإسلامي تقول : إن الصواريخ الأمريكية لا تزال تقتل العشرات والمئات في أفغانستان وباكستان ، فضلاً عن الملايين الذين سبق قتلهم وإبادتهم في العراق وفلسطين ؛ فلماذا لم نرى هذه المعادلة التي يبشر بها (فريدمان) اليمنيين مطبقة في تلك البلاد؟ وهل الأولوية الأمريكية هي القتل ثم القتل ثم القتل أم التعليم؟
الموضع الثاني : قوله محللاً أسباب التردي الوظيفي وتزايد البطالة ، حيث أرجع ذلك إلى سببين :
الأول : الأمية ، وهذا لا إشكال فيه.
والثاني : العقائد الدينية وأسلمة التعليم ، استمع إليه وهو يقول : «كما أن آلاف الأولاد لا يتعلمون الكثير خارج العقائد الدينية ، لا عجب في ذلك فاعتباراً من السبعينات سادت نزعة في اليمن والمغرب ومصر والخليج تقوم على أسلمة التعليم كوسيلة لمحاربة اليسار ومؤيدي الشيوعية بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية ، كما يشرح لـحسن حداد وهو أستاذ في جامعة الرباط بالمغرب ...، ثم عام 1979م بعدما اهتزت الأسرة الحاكمة السعودية إثر هجوم في مكة نفذه أصوليوها الوهابيون منح النظام السعودي والوهابيين حرية مطلقة لأسلمة التعليم والحياة الاجتماعية في السعودية والدول المجاورة درءاً لغضبهم».
هكذا يربط (فريدمان) بين ردة الفعل تجاه حادثة (جهيمان) المعروفة في الحرم المكي الشريف وبين تبني الأسرة الحاكمة في السعودية لنشر الوهابية في المنطقة ومن ذلك اليمن ، ويستغل الفرصة لمهاجمة العمل الإسلامي الدعوي والحركي ويقارن بين الإسلاموية - كما يقول - والماركسية السوفيتية ويصل إلى النتيجة التالية : «لقد أنتج العدو الإيديولوجي اللدود الأخير لأمريكا – أي الماركسية السوفيتية حصته من الراديكاليين العنيفين لكنه أنتج أيضاً إندريه ساخاروف وألكسندر سولجينيتسين – لأنه كان يؤمن بالعلوم والفيزياء والرياضيات وكلاسيكيات الأدب ، أما الإسلاموية فلا تنتج أمثال ساخاروف».
إن هذا الكلام لا يستهدف أساليب التعليم وطرقه بقدر ما يستهدف الصبغة الإسلامية للمجتمع العربي المسلم ، فهو محاولة مكشوفة لمحاربة الطرح الإسلامي بشكل عام من خلال مهاجمة ما يسمى بـ(الوهابية) والتأكيد على أنها أصبحت الأساس في المناهج اليمنية ، وإيغالاً في الحبكة لما يقول يستشهد (فريدمان) بمقولة (مي يماني) الكاتبة وابنة وزير النفط السعودي السابق ، عندما كتبت مقولتها في صحيفة (الديلي ستار البيروتية) وينقل عنها قولها : «صدّرت السعودية وهابيتها وتنظم القاعدة إلى اليمن ، عبر تمويل آلاف المدارس الدينية حيث يعلمون التعصب».
إن هذا الأسلوب الماكر في التوصيف والتحليل بقدر ما يكشف عن التناقض الذي يسيطر على لغة المروجين لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية ، يكشف في نفس الوقت أنهم يعملون على إثارة النعرات المذهبية والطائفية والفرقة بين البلاد العربية تحت ستار محاربة التطرف والتشدد الإسلامي .
ثم ماذا يريد (فريدمان) من المناهج في البلاد العربية والإسلامية غير مزيد من الانتماء للهوية والعقيدة وتربية الأجيال عليها ، وهو ما يقال عنه أسلمة التعليم ، أم أنه يريد أمركة التعليم ؛ هذا ما نظن أنه يوجه ويشير إليه في حقيقة الأمر .
الموضع الثالث : يصل (فريدمان) في الجزء الأخير من المقال إلى بيت القصيد اليمني ، ويحاول من خلال الاستشهاد بكلام اثنين من رجال السياسة اليمنية هما : النائب أحمد صوفان ، والمستشار عبد الكريم الإرياني ؛ أن يؤكد ما سطرته يداه في المقال من سيطرة المد الوهابي على اليمن ، ويستشهد بكلام الأول عن الحجاب ، وكلام الثاني عن نظرية دارون – التي ثبت خطأها – ولا أدري هل حاول المسؤولان اليمنيان مجاراته من باب أن الكلام يجر بعضه بعضاً أو من باب (إن من شر الناس يوم القيامة من أكرمه الناس اتقاء شره)، أم أنهما مستاءين فعلاً من الحجاب ومن حذف نظرية دارون من المناهج؟! سيظهر ذلك في مستقبل الأيام!
ولا أدري لماذا يعتبر الكاتب ما سبق تدخلاً سعودياً سافراً ، أما مطالبة الولايات المتحدة بتعديل المناهج ، وحذف آيات القرآن ، وإغلاق الأحزاب والمؤسسات الإسلامية ، ومحاكمة الرؤساء السابقين ، حتى الذين كانوا شركاء لها في الماضي القريب ؛ فماذا يمكن أن يسمى ذلك؟ ألا يرى أن هذا الأخير هو النموذج الحقيقي للهيمنة والسيطرة والاستبداد والإرهاب الذي يزعم أنه يحاربه؟
ويختم (فريدمان) بذات الأسطونة لا أقول المشروخة بل العفنة التي تؤكد حرص الولايات المتحدة على المنطقة وأجيالها ، حيث يقول : «بعبارة أخرى نحن نحارب الآن من أجل الشرق الأوسط في عشرينيات وثلاثينيات القرن الحادي والعشرين ، لقد ضاعت شرائع كبيرة من هذا الجيل».
ولقد قرءنا مثل هذه العبارة للرؤساء الأمريكيين (نيكسون ، وجورج بوش الأب ، وجوج بوش الابن) وها نحن نسمعها اليوم من (أوباما) ، فماذا كانت النتيجة على أرض الواقع؟
ويؤكد الكاتب ما ابتدأ به مقاله في العنوان ، ورغبته في استمرار العدوان والتدخل السافر لابساً ثوب الواعظ الناصح ، حيث يقول : «إذاً فلنسقط صواريخ (براديتور) لكن لنساعد على بناء مدراس وتمويل منح للدراسة في أمريكا حيث استطعنا ، ورجاءاً فلنضع حداً لإدماننا النفط ، فهذا ما يمنح رجال الدين والمؤسسات الخيرية والدينية في السعودية المال لنشر التفكير المناهض للحداثة في مختلف أنحاء المنطقة».
هذا نموذج لمقالات هذا المستشار الأمريكي الصهيوني المراوغ ، آمل أن تجعل القارئ العزيز في صورة المشهد الذي يريده (توماس فريدمان) وأعوانه للمنطقة بشكل عام واليمني بشكل خاص ، وأن تكون مقالاته المنشورة سابقاً أو في المستقبل ، محل تأمل ومراجعة قبل أن تؤخذ أنها نصائح وتوصيات مجرب (ديمقراطي حر). ولا ينسى المسلم التوجيه الرباني بقوله عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين ، وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم).
وما أجمل عبارة الحسن البصري رحمه الله عندما قال : «لا تستضيئوا بنار المشركين» يعني بآرائهم . وهذا لا يعارض البحث عن الحكمة فالحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها ، لكن هذا البحث لا يكمل إلا بالتثبت ومعرفة المصادر حتى لا يلتبس الحق بالباطل ونستغفل من قِبل الأعداء الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ..