توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة
أ- وادي رغوان :-
يقع وادي رغوان إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، ويبعد عنها قرابة ( 50 كيلومتراً ) ، وهذا الوادي أحد الوديان الشرقية للهضبة ، ويوازي وادي أذنة الذي يقع في جنوبه وإن كان أصغر منه كثيراً ، ونتيجة لخصوبة أراضيه فقد قامت فيه حضارة راقية عاصرت الحضارة التي قامت في وادي أذنة ، وكان هذا الوادي بمدينة تتبع سياسياً وإدارياً الدولة السبئية ، ولأهميته فقد شهد نشاطاً وازدهاراً كبيراً في فترة مكاربة سبأ الذين أولوه عنايتهم حيث سوروا مدنه وحصنوها لأنها كانت قريبة من مدن معين .
ولأجل الاستقرار في هذا الوادي فقد أقيم سدٌُ فيه لخزن وحجز المياه لاستخدامها في الأغراض الزراعية إلى جانب حماية مدن الوادي من فيضانات الوادي في المواسم الغزيرة الأمطار ، حيث لا تبعد مدينة الأساحل عنه سوى ( 1.5 كيلومتر ) .
أقيم السد في منطقة تشكل طبوغرافيتها حوضاً واسعاً إلى جهة الشمال حيث شكله تقعر الهضبة في نهاية السهل الممتد مـن جـبـل حلحلان ، كان طـول الجـدار الحـاجـز ( جسم السد ) يصل إلى ( 400 متر ) ، يمتد مـن الشمال إلى الجنوب و يصل سمك أساسه إلى ( 40 متراً ) وسـمـك أعـلى جزء منه ( 12 متراً ) تقريباً ، وتمتد منه قناة مازالت جدرانها قائـمة بارتفاع ( 3 مترات ) تقريباً ، ويصل طولها إلى ( 15 متراً ) ، وإلى جانب هذا السد الذي يعتبر واحداً من معالم وادي رغوان هناك أيضاً مدن الوادي ، وهي كالآتي :
- مدينة عررتم ( الأساحل اليوم ) .
- مدينة كتلم (خربة سعود اليوم ) .
- مدينة الدريب .
1- الأساحل (عررتم) :
تـقع هذه المدينة إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو ( 50 كيلومتراً ) ، وتبعد ( 2.5 كيلومتر ) جنوب شرق خربة سعود ، يعود أقدم ذكر لهذه المدينة إلى حدود القرن الثامن قبل الميلاد ، حيث تذكر النقوش أن المكرب " يثع أمر / بين / بن / سمه علي " مكرب سبأ ، حصن مدينة عررتم ، وجهز سورها بعدد من الأبراج الدفاعية ، حمل كل برج منها اسماً خاصاً كالآتي : ( ش ب م ، ى ث ع ن ، ح ر ب ، د و ن م ، م ر ح ب م ) ، وفي القرن السابع قبل الميلاد تذكر النقوش أن المكرب " كرب إل / وتر / بن / ذمر علي " مكرب سبأ أنه شيد جزءاً إضافياً إلى سور المدينة حمل اسم ( ز ي م ن ) .
تحيط بالمدينة بقعة زراعية شاسعة كانت تمثل الأراضي الزراعية القديمة للمدينة ، وتدل بقايا الترسبات الطمثية على مدى الخصوبة الزراعية لهذه الأراضي قديماً ، مما جعل الباحثين يعتقدون أن هذه المدينة كانت مدينة زراعية في وظيفتها ، وذلك لقربها من سفوح الجبال حيث تشرف على مناطق مروية شاسعة بينما كانت معاصرتها مدينة ( كتلم ) - خربة سعود - الواقعة على الحـدود السبئيـة بالقـرب مـن الصحراء وتسيطر على طرق القوافل التجارية ، وتبلغ مساحة هذه المدينة ( 3.1 هكتار ) يحيط بها سور مبني بالحجارة أبعاده ( 250 × 170 متراً ) ، وهي بشكل مستطيل يتجه بزواياه إلى الجهات الأربع ، يتألف السور من جدارين من الحجر ملئ الفراغ بينهما بالأحجار والنبش ، والأحجار قطعت بشكل خشن بدون تهذيب ووضعت في هيئة صفوف متوازية ، أقصى ارتفاع بقى من السور حوالي ( ستة أمتار ) ، أما سُمك السور فبلغ مترين ، ويبدو أن هذا السور في الناحية الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية أكثر استقامة من الناحية الش! مالية الشرقية والشمالية الغربية التي بنيت بشكل تراجعات متتالية ، وهي الآن أكثر انهياراً ، ودعم السور بدعامات مستطيلة الشكل في جانبه المستقيم ، وقد تعرض السور لتجاوزات حديثاً حيث بني في الركن الجنوبي والركن الشرقي منزلان حديثان وتنتشر داخل السور بقايا المباني السكنية بعضها ترتفع فوق الركام حوالي ( مترين ) ، وربما أن السور كان يمثل الجدار الخلفي للمباني ، فهناك بقايا مبنى تظهر جدرانه عمودية على جدار السور الجنوبي الشرقي ، كما تظهر بعض الجدران العمودية على جدار السور الشمالي الغربي ، وفتح في السور بابان أحدهما في السور الشمالي الغربي والآخر في الجنوبي الغربي ، وهما عبارة عن فتحات بسيطة بين بروزين في السور لا يتعـدى عرضهما ( 3.5 متر ) مع جدران داخلية محيطة بطول ستة أمتار تقريباً ، ويذكر المستشرق الألماني السيد (Wissmann . H.V ) وجود بوابة ثالثة في الشمال مقابلة للبوابة الجنوبية الغربية ، وكان يربط بينهما شارع غير أنه يصعب التأكد من ذلك نظراً لوجود لبناء حديث في نفس المكان ، وتتميز مدينة ـ عررتم ـ الأساحل عن مدينة ( كتلم ) ـ خربة سعود ـ بكونها تضم في بعض أجزائها بقايـا منشآت شيدت باللبن المحروق إلى جانب أن سطح الموقع مغطى بشكل كثيف بشقف الفخار .
2- خربة سعود ( كلم ):-
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو ( 48 كيلومتراً ) بـــدأ ظهور اسم مدينـة ( كتلم ) في فترة مكاربـة سبأ كواحدة من مدن الدولة السبئيـة ، فـقـد شـيـد المكرب " يثع أمر / وتر / بن / سمه علي " مكرب سبأ في القرن الثامن قبل الميلاد برجين دفاعيين على سور المدينة حمل كل منهما اسماً خاصاً ( ر ح ب ) ، و ( م و ر ت ) كما جاء في النقوش .
وفي القرن السابع قبل الميلاد تذكر النقوش أن المكرب " كرب إل / وتر / بن /ذمر علي " مكرب سبأ قام بتشيد سور منيع للمدينة تحفه عدد من الأبراج الدفاعية حمل كل برج اسماً خاصاً كالآتي (هـ ي ل / ح ل ح ل ن ، ي ل ط ، م ل ك ن ، ش ع ب ن ، م د و ) .
هذا وتشير الكثير من النقوش أن هذه المدينة كان لها حاكماً خاصاً خاضع للدولـة السبئية ، وقد قام ببناء معبد للإلهة ( ذ ت / ح م ي م ) في المدينة وخرائبه اليوم تقع بالقرب من الباب الجنوبي الغربي ، ويعود تاريخه إلى نهاية فترة مكاربة سبأ ، كان ازدهار هذه المدينة عائداً إلى كونها تشرف على الطريق التجاري الذي يربط بين مـأرب ومدن معين ، تقدر مساحـة هذه المدينة بـ ( 2.3 هكتار ) ، وشكلها مستطيل يتجـه بزوايـاه نحـو الجهات الأربع محـاطـة بسور أبعـاده ( 200×170 متراً ) بني السور من جدارين من الحجر قطعت بشكل خشن غير مهندم وضعت بشكل صفوف أفقـيـة تسندها أحجـار صغيرة وربـط بينهما بالطين ، بلـغ قياس بعض الأحجار ( 1.30 × 0.60 م ) ، وملئ المعمار ما بين الجدارين بالأحجار الصغيرة والطين ، ودعم السور بدعامات مستطيلة الشكل للتقوية أعطت للسور شكل الدخلات والخرجات ، بلغ سُمك السور! عند هذه الدعامات ( 4 مترات ) بينما بلغ سُمكه ( 3 مترات ) في الأجزاء الداخلية ، وبلغ ارتفاع ما تبقى من السور حوالي ( 5,5 متراً ) كحد أقصى بينما بلغ الارتفاع في بعض الأماكن فوق التلال الرملية حوالي مترين .
وفي منتصف الجانب الشمالي الغربي للجـدار الداخلي للسور توجـد أربـع دخلات بعرض حوالي ( 0.70 م ) بنيت داخلها سلالم تؤدي إلى فوق السور ( سطحه ) .
فتح في السور بـابـان متقابلان في الشمال الشرقي والآخر في الجنوب الغربي ، وهما عبارة عن فتحات بسيطة بين ( بروزين ) ، وبفتح الباب الشمالي الشرقي على ممر بطول ( 8 مترات ) تقريباً يحيط به جدار سُمكه متر واحد بينما الباب الجنوب الغربي كان مجهزاً ببناء يتقدم البوابة ، ويسير موازياً للسور في اتجاه الجنوب ، وهو الآن يختفي تحت التلال الرملية ، ويظهر منه أجزاء قليلة يصعب تحديد ماهيته واحتمال أن يكون سوراً واقياً يتقدم البوابة ، وتـضـم المدينة مـعبداً للإلهة ( ذات حميم ) ، ويـقـع بالقـرب مـن الباب الجنوبي الغـربي عثر فـيـه المستشرق الفرنسي ( كرستيان روبان ـ Robin ) على كثيرٍ من النقوش ، أهمها النقش الذي يذكر بناء هذا المعبد ، فقد بناه أحد الحكام المحليين في حدود القرن السادس قبل الميلاد ، وتدل عملية بنائه من قبل حاكم المدينة على مدى الثراء الذي وصلته المدينة التي كانت تشرف على الطريق التجارية .
أما بقية المنشآت الأخرى في المدينة فقد دمرت تماماً ، وتظهر خرائبها بهيئة تلال رملية صغيرة ، واجمل ما تبقى في المدينة عموماً هو سورها فقط .
3- مدينة الدريب :-
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو ( 58 كيلومتراً ) ، تعتبر هذه المدينة هي المدينة الثالثة والمعاصرة لمدينتي الوادي ( كتلم ، وعررتم ) ، ويعود تاريخها إلى نفس فترة الازدهار الحضاري للوادي والذي بدأ في فترة مكاربة سبأ ( القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد ولكن لقلة النقوش التي تتحدث عموماً عن وادي رغوان وعن مدينة الدريب بالذات جعل من الصعب التكهن بأهميته ومعالم هذه المدينة ، وتقع المدينة القديمة على تلة أثرية ترتفع عن مستوى سطح السهل نحو ( 10 مترات ) ، تغطي الرمال معظم جوانبها وشكلها يميل إلى الشكل الدائري يصل قطر محيطه إلى ( 80 متراً ) تقريباً ، ويوجد في وسط المدينة بئر قديمة يصل عـمـقـها إلى ( 30 متراً ) جفت مياهها .
ومعالم المدينة القديمة انطمست تماماً وشيدت على موقعها قرية مؤخراً استخدمت الأحجار القديمة في بناء بعض مبانيها ، وبقية مبانيها شيدت باللبن ، وهي قرية مهجورة اليوم ، بسبب مغادرة قاطنيها لها قبل ثلاثين عاماً تقريباً ، وبسبب ذلك تشققت مبانيها جميعاً وغدت أطلالاً .