نتنياهو بين 50 ضيفاً دعاهم ترامب لحضور حفل تنصيبه.. تفاصيل إسرائيل تدخل معركة جديدة ..استهداف لأبناء قادة حماس في قطاع غزة أول دولة عربية تعلن عن عفو رئاسي يشمل نحو 2.5 ألف محكوم وسجين خليجي 26: البحرين أول المتأهلين بعد فوزها على العراق والمباراة القادمة أمام اليمن فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف
تقدم المهندس فيصل بن شملان علينا جميعاً. تقدم بن شملان في الزمن وعلى اليمن.
تقدم على نفسه، وعلى منافسيه، وعلى أنصاره ومحبيه، وانهزم أمامه مرشح المؤتمر الشعبي لرئاسة الجمهورية، وانهزمت خلفه أحزاب اللقاء المشترك التي توحدت عليه وفيه ورشحته لمنصب الرئاسة ونأى بنفسه عن مقبره الفرص الضائعة كإشراقة مجنحة لطائر يغمره الافتتان بغياب الأفعى، ويتوهج بالتغريد بعيداً عن «عالم البلهاء وعديمي الاحساس والمهيجين» وعن السكارى الغرقى في طبقات الغبار والقذارة الطافية على سطح انعدام التغيير.. وعن المفتقرين لهمة غسل مصيرهم، وتغيير حياتهم، كما يغيرون ملابسهم، وذلك لانقاذ الحياة وتكريس احترام النظافة -بحسب فرناندو بيسوا.
.. لقد تقدم علينا بن شملان وهو السبعيني الطالع من بين ظهرانينا بهيئة تجلت بعنوانها المفارق، من اول وهلة، لما اعتدناه وألفناه واعتلفناه في حضيرة السياسة اليمنية من وجوه وخطابات متخبطة في مجازات مراوحة الكل في واحد.
.. ولما كان بن شملان حالة مفارقة فقد كان من شأن زلة اللسان او خيانة اللغة أن تدفع بمنافسه الرئيس إلى وصفه بـ«المرشح المستأجر».
والحال ان وقع المفارقة المباغت قد ولد مزيجاً من المشاعر والتصورات والآراء المتناقضة والمتضاربة بشأن بن شملان وهو الذي لم يهبط علينا من كوكب آخر بقدر ما جاء من زمن قادم واختلف الفرقاء حوله، بين هارب اليه ومستجير به وبأطياف مانديلا وغاندي التي قدمت معه، وبين هارب منه ومذعور من وعد التغيير، وقد كانت ومازالت هذه النقطة جديرة بالقراءة المفتوحة على بساط القادم من الأيام والأعوام التي ستطل علينا بإعلان يقول بأن الفائز الاكبر في هذه الانتخابات كان فيصل بن شملان وإن لم تعلن عن ذلك اللجنة العليا لانتخابات!
لقد جاء بن شملان ليخترقنا كشهاب، وكان لحظة اختراق لرؤوسنا بمواكب من الاحاسيس والافكار إلى أن دقت ساعة «الصندوق الاسود» وصندوق العجائب وبدا أن الديمقراطية «ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن» وتركز حزن اليمن كله في لحظة، وتكثفنا بشتى التهديدات ذات الالوان المغيّبة، وارتطمنا بجدار الحقيقة القائلة بأن «الموت هو الوجه الآخر للسياسة في اليمن» وارتكسنا إلى نقطة التأسي والاتكاء على عكازة الفعل الماضي الناقص: كان.. وكان بن شملان.. وبن شملان يتقدم علينا في الزمان ولا يلتفت إلينا ونحن نتجذر في الخراب، ونجدد توقيع عقدنا مع النسيان.. النسيان بما هو استراتيجية حكيمة للعيش والخلاص من أثقال ذاكرة منهكة، و مشبعة بالعنف والموت. وتقدم بن شملان وهو يبتسم في وجه من تورثوا ما تهدم واستأنفوا شحذ الحراب ليتحاربوا على ارض الخراب، وسلطة العطن والعفن، وفي وجه من استأنفوا التسبيح بحمد خالق الظلام وتكرار ما نطقت به لسان حقب الانحطاط من حديث يقول: «من اشتدت وطأته وجبت طاعته»!
.. وكما يمر بنا الزمن ولا نمر فيه، مر في ايامنا بن شملان، وربما كان من حسن حظه ان لا يخوض في الانقاض ويمضي ولسان حاله يقول: سأمضي ببعضي.
ويردف بما قال شاعر اسباني:
«لانني بحجم ما أراه
لا بحجم قامتي»...