قناصو المليشيات الحوثية تستهدف النساء بمحافظة تعز الرئيس من الرياض يوجه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من الداخل ويؤكد على الوفاء بالالتزامات الاقتصادية والخدمية أمام الشعب جيش الإحتلال ينسحب من محور نتساريم الإستراتيجي.. شاهد كيف أصبح عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن'' مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة اليمن تتضامن مع السعودية ضد تصريحات اسرائيلية استفزازية ''بيان'' صبر القبائل قد نفد.. حشد كبير لقبائل حاشد وبكيل يعلن النفير ويدعو إلى توحيد الجبهات لإنهاء الإنقلاب الاعتماد على امريكا لن ينفع.. دراسة بحثية تقول إن هزيمة الحوثيين لن تكون إلا عبر حرب تشنها الشرعية دون تدخل خارجي بيان سعودي قوي رداً على تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين إلى المملكة
في القاهرة حيث الحياة تتجدد، وحيث لا مهرب من كتاب ولا ملجأ من زحمة السيارات وصخب الشارع، التقيت بالقائد العسكري (القديم)، والسياسي المخضرم، ورجل الاعمال المعروف اللواء حسين المسوري (رعاه الله)، واهداني كتاب (مذكرات هامة - غير منشورة) للدكتور عدنان ترسيسي ..
الكتاب من الحجم المتوسط، شيق وسهل وممتع، أعده ونقحه وحققه واخرجه للنور المؤرخ الكبير الدكتور حسين بن عبد الله العمري، ضمن انتاجاته الثمينة والغزيرة التي لا تتوقف.
استهل دكتورنا الكتاب بتمهيد حميم لعلاقته الودودة بالدكتور ترسيسي التي بدأت برحلته ضمن اولى البعثات التعليمية اليمنية الى دمشق وبيروت، مرورا بعلاقة العمل، التي ربطتهما في السلك الديبلوماسي، ثم الترابط العلمي الوثيق الذي لم ينقطع بينهما حتى اليوم (بشهادة هذا الكتاب) رغم وفاة الدكتور ترسيسي (رحمة الله تغشاه) في العام 1995.
لا اعتقد ان أحدا من مثقفينا يجهل اسم الدكتور عدنان ترسيسي، عربي لبناني الاصل، يمني الهوية والهوى، عمل لليمن ومع اليمن خبيرا ومستشارا ودبلوماسيا مخلصا وناجحا قبل الثورة وبعدها..
كان ترسيسي يرى في اليمن انسانا يستحق الحياة والنمو والتطور كامتداد طبيعي لتاريخه وحضارته، وكان بالتالي يرى ان التعليم الحديث والمعاصر، هو المدخل العملي لتجاوز سياسة العزلة التي يعيشها اليمنيون، حيث "اقفل الإمام ابواب اليمن اقفالا محكما مما منع دخول الافكار والمفاهيم العصرية".
تبعا لهذه القناعة، خدم الدكتور ترسيسي مسيرة التنوير العلمية والثقافية اليمنية من موقعه كرئيس للجنة الخبراء، التي ابتعثتها الجامعة العربية الى اليمن خلال النصف الثاني من عقد الاربعينات (باشراف الرئيس اللبناني رياض الصلح، الذي انكر على الامام عزلة اليمن وتخلفه)، ثم من مواقعه التي تسنمها كمستشار وديبلوماسي داخل الوطن وخارجه قبل الثورة وبعدها..
منذ لحظة تكليفه بالمهمة الى اليمن كان في اجندته وفقا لما تدارسه ورتبه حينها مع الزعيم اللبناني رياض الصلح (كما يشير) المساعدة في ثلاث:
في صفحات قليلة ومشوقة يعرض الكتاب كما كبيرا من الاحداث والمحطات الهامة من تاريخ اليمن، وبشكل خاص الخطوات الاولى لتشكل علاقة اليمن الخارحية خلال النصف الاول من القرن الماضي التي بدأت مع الايطاليين ثم مع السوفيات، وهولندا وبلجيكا..
يعيدك الكتاب بسلاسة وامتاع واقتضاب الى زمن الإمام يحيى والايام الأولى للثورة.. ويعرض ذكريات وانطباعات عن:
اشياء كثيرة جمعت بين المعلومة وتصوير الحدث.. االكاتب يصور محاكمة الامام للامور من زاويتين هما:
تفاصيل طريفة ومختصرة ضمنها سرقة أحد الامراء من ابنائه مخزن "الزلط" في السمسرة واكياس"الخيش"، وعن حبحب (بطيخ) المزارع التهامي، ورسالة الامام لوزيره الاول "صدرت حبة حبحب من النوع الفاخر مأكول الهناء، احتفظوا بالصيب واعيدوها الينا لزراعتها عافاكم الله"، ثم عن تمثيل الكبسي (الصامت) لليمن في الجامعة العربية، الذي صار مثلا..
يروي دكتور ترسيسي كيف وافق الامام بصعوبة على ارسال أول بعثة طلابية إلى لبنان، وما هي الشروط التي فرضها للموافقة على ارسالها، والمشرف الذي ارسله لمراقبة اعضاء البعثة، ثم كيف تم اقناعه بانضمام اليمن لمنظمة الامم المتحدة، والظروف التي رافقت الخطوة، ثم دور ترسيسي في اعترافها بعد الثورة بالجمهورية والنظام الجديد..
يقول ترسيسي في مذكرات ان الامام "جمع بين سياسة العزلة الرهيبة التي فرضها على نفسه وشعبه، وما ترتب عليها من ركود في الاقتصاد وتخلف شامل في جميع المجالات وبين رغبته في مقاومة الاحتلال في عدن وتهامة وعسير ".
كل ما في الكتاب يستحق القراءة والتأمل.. ذيله الدكتور حسين بقائمة من اعماله في الدراسة والتاليف والبحث والتحقيق، من "الامام الشوكاني رائد عصره"، و"تاريخ اليمن المعاصر"، "سفينة الادب والتاريخ"، و"شمس العلوم" لنشوان الحميري، الذي تشارك في تحقيقه مع مطهر الارياني و د. يوسف محمد عبد الله، الى "مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني"، و"اليمن والغرب"، ومؤلفات اخرى.
ارتبط الدكتور العمري بالتاريخ كارتباطه بالتربة والوطن.. لم تصرفه الوزارة ولا السفارة والمناصب الكثيرة التي تقلدها عن عشقه الذي نشأ وتربى عليه، بل جعل منها جسور تواصل لتحقيق الغاية والهدف، الذي رسمه لنفسه في الدرس والبحث والتحقيق والتوثيق لأمهات كتب التراث والتاريخ اليمني.
الدكتور حسين انموذج متميز بين من ركبوا مهنة الحرف والقلم، وتجاوزوا صعوبة الاختيار، وتماهو في عشق التاريخ وبعث الامل، هو موسوعة في الثقافة والتاريخ..
كلاهما الدكتور العمري (متعه الله بالصحة والعافية) والدكتور ترسيسي (رحمه الله) جديران بالاحتفاء والتكريم ..