عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية
تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن''
مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة
اليمن تتضامن مع السعودية ضد تصريحات اسرائيلية استفزازية ''بيان''
صبر القبائل قد نفد.. حشد كبير لقبائل حاشد وبكيل يعلن النفير ويدعو إلى توحيد الجبهات لإنهاء الإنقلاب
الاعتماد على امريكا لن ينفع.. دراسة بحثية تقول إن هزيمة الحوثيين لن تكون إلا عبر حرب تشنها الشرعية دون تدخل خارجي
بيان سعودي قوي رداً على تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين إلى المملكة
ترامب يتحدث مع بوتين بشأن إنهاء حرب أوكرانيا في مكالمة هاتفية ..تفاصيل
إيلون ماسك يحسم موفقة من شراء تيك توك
الكويت تواصل حملة سحب الجنسية لتطال 4000 امرأة
قصة قصيرة
متثاقلاً فوق سريره تتدلى ساقه على الأرض..على بوابة يوم ربما يمر بهدوء تستوقفه أعماله الروتينية..نفس الملابس يجب أن يرتديها والتسلح بتلك الكلمات الليبرالية التي لا تعني له شيئاً..والملامح..نعم الملامح..يجب أن يبدو ليبرالياً في تسريحة شعره...وان يضع تلك التوكة اللعينة التي تميز القطيع الذي ينتمي إليه..لم ينس "الغويشة" البلاستيك التي يضعها حول معصمه.
يضع نظارة شمس على عينيه التي تظل منتفخة حتى الظهر..اللعنة على الصنف كم هو ردئ ولم يعد يعطيك سوى تورم العينين..دون متعة كالتي يحكي عنها ملك الحشيش أحمد فؤاد نجم..نفض السجال عن رأسه وهو يلوك نفس اللبانة التي كانت معه بالليل..يعود السجال إلى رأسه ويسأل نفسه عن هويته..يخرج حافظة نقوده..يتأمل بطاقة الرقم القومي الصادرة من سجل مدني المعادي..يمتعض حينما تقع عينه على عبارة مسلم.
يتمنى في قراره نفسه أن لو كان ميتاً ثم يبعث مرة أخرى على دين بوذا..يتمنى أن تمنحه الدولة شهادة وفاة..تفحص وجهه في المرآة لبرهة وقد توقف عن مضغ اللبانة ثم تطلع إليّ ذاته ثانية..ثم عاد إلى مضغ اللبانة ومضغ معها سؤالًا ألح على عقله: " كيف وصلت ذاتي إلى هذه الدنيا؟ "..أجاب وهو ينظر إلى انعكاس وجهه في المرآة " لا أدري من أين أتيت" .!
يطأ بمشط رجله على الأرض فيفعص بقع النور بينما يحل المساء .. تلفظه عتبات المعقول فيأكل خبز الوهم على رصيف الملذات..و يتسلى بمراقبة ذاته وهي تحترق دون جدوى.
في الآونة الأخيرة بات يعاني من تسريب في أحد شقوق عقله..ذات الصراخ والهتافات المختلطة..يحلم دائماً بأنه يمزق المصحف في داخله..ويتلوى في النفور من ذاته كالغريق الذي يحرق الماء رئتيه.
في ميدان التحرير حمل لوحة خط فيها كلمات (قل يا أيها الإخوان لا اعبد ما تعبدون لكم مرشدكم ولي دين)..لم يخشى إن يضبطوه و هو يسب الدين على حسابه في الفيس بوك لكل الإسلاميين..هو يكرههم جميعاً..سلفيين وإخوان..لا يعرف إن كان ورث هذا العداء من والده الذي كان شيوعياً أم من حضوره ندوات الكاتب عبد المعطي حجازي..هو لم ينتسب إلى حزب حتى الآن..يعرف المتعرية علياء المهدي وهي نصحته بألا ينتمي إلى أي حزب حتى ولو ادعى انه ليبرالي..لأنهم جميعاً يقولون نفس الشئ..ويمتصون عرقك حتى آخر نقطة..لأجل ذلك غرد في تويتة (لمن الملك اليوم..للشعب الواحد القهار).!
نزل إلى الشارع في طريقه إلى ميدان التحرير وفي إذنه تتردد كلمات عمرو أديب "متخفش منهم..البلد بلدنا ودول خرفان"..يحمل لوحته في يده وزجاجة المياه المعدنية في الحقيبة التي يحملها على ظهره..لم ينس شيئاً وهو ذاهب إلى الميدان حتى انه تبسم حينما تذكر ذلك الفيديو الذي ظهر فيه ممدوح حمزة يعرض شراء 100 كلوت للقوى المدنية المعتصمة ضد الرئيس مرسي في التحرير.
في الميدان حمل إحدى رفيقاته التي ترتدي الجينز على كتفه وطاف بها وهي تهتف ضد الإخوان..الإسلاميين يحلوا لهم التعليق على ذلك المشهد بأنه التصاق يبعث على الشهوة..مساكين أولئك "الإسلامويون" كما يسميهم علاء الأسواني..لا يعلمون أن تكرار الحرام يجعل الأمر مملاً وكأنك تتناول نفس الطعام كل مرة..لم ينس أن يرفع لوحته عالياً ويضعها في عين الكاميرات..في الليل غادر الميدان متسكعاً كعاهرة تحت ضوء المصابيح..!
ينتقل من قهوة إلى الأخرى ومن شارع إلى شارع.. يحكي هنا حكاية ويسمع هناك حكاية أخرى..يمر بجوار قهوة التكعيبة في شارع شامبليون وتتبول على رأسه أجهزة التكييف فينظر إلى السماء ويلعنها.. يتوقف مرتجفاً يتخيل جماعة الأمر بالمعروف التي قيل أنه منصوص عليها في دستور الغرياني تأتي إليّه بعدما نجحت في أن يكون منها رئيسا للجمهورية..سيسلخونه وربما يكتفون مؤقتاً بجلده..يخشى أن يعتقله جهاز أمن الدولة الإسلامية وهناك يسألونه السؤال الذي يسمعه كل ليبرالي "هل تحب الله"..ويخشى أن يجيب وهو يسبح في غيبوبة الترامدول "بل أحب ليلى أكثر" فتكون تلك نهايته.!