صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
أدعو الأمة إلى تطبيع العلاقة مع كل أحد إلا الشيطان وإسرائيل، نحن بحاجة إلى تطبيع العلاقة بين الحاكم والمحكوم والرئيس والمرؤوس والأستاذ والطالب والأب والابن والزوج والزوجة، نحن نفتقر إلى مصالحة اجتماعية وميثاق شرف أخوي يكون أصلا للتفاهم في ما بيننا؛ لأن في الأمة صراعات فكرية وحزبية ومذهبية وقبيلة وجهوية، حدثت يوم نسيت الأمة رسالتها الربانية العالمية رسالة الإيمان، فالحكام يوجهون اللوم للشعوب في الخروج على الطاعة وإثارة الفتن والشغب، والشعوب ترى أن الحكام أهل استبداد وقتل للحريات ومصادرة للحقوق، والمتدينون طوائف، كل طائفة ترد على الأخرى وتجمع مثالبها وتذكر معايبها، والمثقفون يتراشقون بالتهم بين إسلامي وليبرالي وعلماني وحداثي، والعوام مشغولون بمدح القبيلة وذكر مآثرها ومناقبها وأمجادها، التي ما صنعت طبشورة، وبعض الرجال يرون أن المرأة أخذت أكثر من حقوقها وتعدّت طورها وأجحفت بحق الرجل، وبعض النساء يصرخن من ظلم الرجل وقهره وجفائه وقلّة وفائه، والأستاذ يرى في الطالب قلّة الأدب وعدم المبالاة مع الإهمال، والطالب يرى في الأستاذ الشراسة وضحالة المادة وقلّة الأمانة، فأصبح المجتمع يتراشق بالتهم والردود، ومن يقرأ صحفنا يجد مئات الأعمدة كلها ردود وانتقام وقصاص، وبيانات متضاربة، كل يكذّب الآخر ويتهمه ويستعدي عليه مرة السلطة وأخرى المجتمع، فإن لم ينفع دعا عليه، فإن لم يجدِ توعّده بنار جهنم وسوء المصير. يا دعاة التطبيع مع القتلة من أحفاد بن غوريون وطلاب موشى دايان والأفاقين وشذّاذ العالم، دعونا من هذا التطبيع القبيح، وتعالوا إلى التطبيع الجميل الراقي بين أبناء الأمة الواحدة، تعالوا نتسامح ونتصافح ونتناصح ويعفو بعضنا عن بعض ونتمثل قول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة(. أوقفوا بيانات التشنيع والتجريح، أغلقوا محاكم التفتيش عبر الصحف ومواقع الإنترنت، أغمدوا الألسنة الطويلة البذيئة عبر القنوات والمنابر الإعلامية، تعلموا من أدب الوحي، يقول تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن( توبوا من الهمز والغمز واللمز؛ لأن هذا شأن الخسيس الذليل التافه الحقير الساقط الأرعن الجبان (ويل لكل همزة لمزة( نريد من العقلاء والعلماء والأسوياء أن يسمعونا كلمة طيبة وجملة مفيدة وعبارة حلوة مشرفة يقول (: «الكلمة الطيبة صدقة»، قبل ما تتهمني حاورني، وقبل ما تحاكمني إسمع مني، وقبل ما تفضحني إنصحني، وقبل ما تشنقني إمنحني فرصة لأُدافع عن نفسي، لقد أمطرنا صباح مساء بدعاة التطبيع مع إسرائيل، لكنهم في المقابل يستحلّون السخرية بإخوتهم والتهكم برسالتهم والاستهزاء بأمتهم حتى صدق عليهم قول الشاعر: (أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة). نحن بأمس الحاجة إلى سلم اجتماعي ومصالحة وطنية شاملة تبدأ من رأس الهرم إلى الرجل البسيط، بيننا فجوة اجتماعية، عندنا قسوة في التعامل مع من خالفنا، فبعض أهل العلم إذا أراد أن يرد على عالم خالفه شنّع عليه وشهّر به واستعدى عليه الناس، فتجد عبارات: فاسق، زنديق، كافر، ضال، مبتدع، وبعض المفكرين يثير قاموس الشتائم على من اعترض عليه، فهو يصف خصومه من الدعاة بمتزمت ومتطرف وخارجي وإرهابي ومتعصب، وبعض الفئات حجزت لأنفسها مقاعد في الجنة، وأغلقت أبواب الجنة الثمانية عن الآخرين والويل لمن يطمع في الجنة بعد هذا. بعد أن كنّا خير أمة أُخرجت للناس، صرنا نتقاتل ونتهاجى ونتطاحن في ما بيننا، فالعراقي يقتل العراقي، والفلسطيني يذبح الفلسطيني، والصومالي ينحر الصومالي، والأفغاني يمزّق الأفغاني، ومن نجا من القتل ما سَلِمَ من السّب والتخوين والسخرية، إذاً فنحن أحوج ما نكون إلى مد جسور الإخاء وتطبيع العلاقة ونزع فتيل العداوة واجتثاث شجرة الشّر ونبذ الكراهية.