طفل يموت بحكم قضائي.. سحبوا عنه أجهزة التنفس رغم معارضة أمه نقابة الصحفيين اليمنيين: نواجه حربًا واستهدافًا ممنهجًا من أطراف الصراع محمد بن سلمان يلغي رحلته إلى قمة العشرين.. ومصدر لبلومبرغ يكشف السبب وفاة 10 أشخاص وإصابة 4 في حادث مروري مروع بمحافظة ذمار رونالدو يكشف موعد اعتزاله كرة القدم.. هل سيكون مدربًا بعد تعليق حذائه؟ الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها
الشعور بالوطن يعني الشعور بأهمية ووجودك فيه وقيمتك، وانتمائك إليه, ولا شك أن الشعوب العربية والإسلامية قد سُلبت كل ذلك؛ نعم سلبتهم أنظمتهم الشعور بالأهمية والقيمة والانتماء, حتى أشعرتهم بأنهم قد صاروا عبئا على الوطن؛ وذلك عندما صار الوطن في قائمة أملاك النظام ورأسه. وقد استتبع ذلك أن فقدت الشعوب شعورها بالانتماء للأوطان، عندما تحولت الأوطان إلى ملك خاص أو (معابد) للزعماء وحدهم (لا شريك لهم) فيها ولا ند.
وعندما لم تجد الشعوب ذلك الشعور، وذلك الاهتمام من قبل حكامها وأنظمتها, بل وجدت معالم معاملة السيد للعبيد، والمالك للمملوكين، ولم تجد الشعوب ما تأكل وهم يأكلون، ولم تجد الشعوب البائسة أبسط الحقوق في أوطانها، وهم يتنعمون فيها، وإذا ما فكرت الشعوب يوما بأن تطالب ببعض حقوقها, وتحاول الخروج من هامش الوطن يشعروها بأنها صارت عبئا على الأوطان, فأصبحت تجد المنعمين فيها وبخيراتها وغير المغضوب عليهم قليلين؛ في حين شكل المهمشون والمغضوب عليهم النسبة الكبرى.
هكذا أصبحت الأوطان (ملك خاص) ولما كانت كذلك ضاقت بشعوبها ذرعا، وضاقت بها الشعوب أذرعا؛ لأنهم انتزعوا من شعوبهم كل شعور بالانتماء, وكل شعور بالود والعدل والوفاء, وعندما أصبح الحال كذلك وجدت الشعوب ضالتها وقيمتها فيمن يحاول إخراجهم من ذلك الضيق, من ذلك الكرب, من ذلك الهامش الذي كتب عليهم العيش فيه؛ إنها (قناة الجزيرة)؛ حيث أصبحت وطنا لهم يوم شعروا بفقد الأوطان، ومحط اهتمامها يوم فقدوا ذلك الاهتمام, نعم لقد أشعرتهم بقيمتهم وبأهمية وجودهم وهو ما لم يحصلوا عليه من ولاة أمورهم، فكانت لهم أو وجدت فيها الشعوب متنفسنا وملاذا مما تلاقيه من كبت وتضييق.
هل تيقنتم إذا وعرفتم لمَ أصبحت (الجزيرة) بمثابة [الوطن] للشعوب كلها؟؛ لأنهم وجدوا فيها ضالتهم، ومتنفسهم، ووجدوا فيها أهميتهم، وشعروا من خلالها بقيمتهم، وكيانهم؛ فهي القناة الوحيدة التي تعبر عن حال الشعوب المطحونة، وتتحدث بألسنتهم، وتتلمس أحوالهم، تذهب إلى أماكن عيشهم، وتلاحقهم في الحارات والأزقة وفي البيوت، وحتى في الشعاب والصحاري وأماكن الرعي، وما قصة الراعي السوداني في صحاري ليبيا عن كيمرتها ببعيد.
تجد في كاميرا الجزيرة صور الجوعى والمرضى والمحاصرين في شتى بقاع العالم العربي والإسلامي، في الوقت الذي لا نجد في أغلب القنوات الأخرى سوى صور الزعماء، والمطربين والراقصين، والفنانيين. فقد أصبحت الشعوب المسحوقة والمسحولة والمطحونة الشغل الشاغل للجزيرة؛ يوم كان ويكون القادة والزعماء وأخبارهم الشغل الشاغل لبقية الفضائيات العربية، تروج لهم، وتطبل وتزمر.
فالفقراء والمساكين والمظلومين هم همّ الجزيرة بامتياز، في حين كان همّ الزعماء تجاه الشعوب كيف يسكتوها، ويقمعوها، ويرهبوها وكيف يخيفوها فلا تتحدث، فقد جعلوا منها صماء لا تسمع، وبكماء لا تتحدث، وعمياء لا ترى إلا ما يراه زعميها.
والجزيرة أوجدها الله لتغتال ذلك الصمت، وتحرك ذلك الخوف، وتضيء للعميان أو من قد كان كُتب عليهم العمى، وذلك لا يروق للأنظمة، عندها لا بد أن تشل حركة الجزيرة، ولا بد أن يغتال كبرياؤها، ويحجب نورها وقد خاب ظنهم؟ إلا أذا استطاعوا أن يحجبوا نور الشمس وضوءها فالجزيرة شمس الشعوب, وعندما تغتال, أو يفكر أحد في ذلك إنما يغتال ما تبقى للشعوب من نفس، أو يقطع ما تبقى لهم من شريان يمدهم بالحياة الكريمة، أو عصب الصوت الذي يرسل الصيحات.
فهل عرفتم أيها الأنظمة قيمة الجزيرة ومكانتها في قلوب الشعوب؛ هكذا أصبحت الجزيرة وطنا وأما وأبا لمن حرموا خيرات أوطانهم، وصوتا لمن كممت أفواههم، ومتنفسا لمن كبتت أنفاسهم وزج بهم في غياهب السجون. فتحية ملؤها الحب للجزيرة.. تحية ملء الأعماق.. تحية من كل شعوب العالم عامة, ومن كل الشعوب الإسلامية خاصة, ومن الشعب اليمن على وجه الخصوص تحية ملؤها الحب والتقدير والتبجيل والتوقير والاحترام.
فيا أيها الأنظمة لا تخافوا على الجزيرة من الشعوب، فهي تحبهم ويحبونها, وما مثلكم في ذلك إلا كمثل من يخاف على الأم من أبنائها؛ فالجزيرة هي أم الجوعى والفقراء والمساكين والمظلومين والمحاصرين؛ تدافع عنهم يوم تخليتم، وتسأل عنهم يوم جعلتموهم في هامشكم أو هامش أوطانهم. فهم ولا شك سوف يحبونها ويحمونها ويدافعون عنها، فلا تخافوا عليها منهم، فهم يبادلونها نفس الوفاء؛ لأنها وفت ولم يجدوا فيها ومنها سوى الوفاء, وستظل وطنهم حتى تستعيد لهم أوطانهم المسلوبة والمنهوبة؛ فالشعوب اليوم- بفضل الله ثم بفضل الجزيرة- قد صحت من غفلتها، وهي في طريقها إلى التحرر واسترداد حقوقها.