الحكومة المتغطرسة والمعارضة المتخبطة
بقلم/ حبيب الدعيس
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 04 يناير-كانون الثاني 2011 08:21 م

تناولت قناة السعيد عبر برنامجها المتميز بعنوان ( كل إتجاة ) والذي يديره الإعلامي المحنك والمتميز عارف والذي يجعل للبرنامج هذا نكهة خاصة ، حيث كانت في حلقة الأسبوع الماضي على صفيح ساخن بين الحكومة المتغطرسة والمعارضة المتخبطة حيث كان الأستاذ سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العاّم طرف والدكتور / محمد السعدي الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح طرف أخر في الحوار ، ا طرف متغطرسة على طريقة الديوك الرومانية وطرف تائه متخبط علي طريقة الغريق المتشبث بلوح خشب هو ما بقي من قارب النجاة الذي تكسر بالأمواج القوية أمواج السياسة اليمنية المتلاطمة حوار لم يرتقي الى مستوى القيادات الحزبية والنخبة المتصارعة على كراسي من نار .

حيث أن التصارع على المناصب والقيادات في اليمن بين جميع الأطراف المشاركة بشكل أو با أخر والجري والبحث والاقتتال الذي وصل حد التصفيات الجسدية بين أطراف النزاع سوا من الجهات الحكومية المتغطرسة والتي يغلب عليه الطابع والأسلوب القبلي المتغطرس والذي لا يقبل بغير راية لما يوافق مصالحة الشخصية بعيد عن الشعارات المتشدقة ليل نهار بالوطن والشعب والمنجزات والثوابت ، أو من جهات أحزاب اللقاء المشترك الذي يظهر دائما بموقف الخائف الذليل والذي من خلال استعراض مسيرته تتضح لك الصورة من التفكك بين هذه الأحزاب وعدم تطابق وجهات النظر ولا الأيدلوجيات الفكرية فيما بينها ويشعرونك بأنك أمام تجمع في مجلس تخزين يفتقرون للحس الوطني المسئول ويفتقرون للمسئولية الوطنية والتاريخية فجميع معارضات الدنيا في دول التعددية السياسة يحسب لها ألف حساب طبعا فيما عدا الدول العربية صاحبة الشعوب الخاملة ومن ضمنها اليمن حيث ذهبت المعارطة الفتية بعد أن نفذت جميع سبلها للتعبير عن نفسها وبالحقيقة هي لم تستطيع الظهور من جحورها الي الشارع اليمني حيث أن انشغالها الدائم بمصالحها الشخصية فكيف بها تراهن على الشارع اليمني الذي لم يرى ولم يلمس جلد هذا المعارطة التي تقبع في الدهاليز وبين شقوق الغرف المغلقة علي نفس قصة أصحاب المذهب الشيعي وقصة المهدي المنتظر الذي يقبع في السرداب ، هنا أقول لهذا المعارضة والتي لا تستحق أن نطلق عليها مسمى المعارضة لأنها لم ترتقي بعد الي هذا المستوى الراقي في العمل السياسي .

وهذا التخاصم والتخفي بين الحكومة والمعارضة والغزل العذري أوجد فراع كبير علي الساحة اليمنية والشارع اليمني وخلق فرص أكبر للحكومة اليمنية المتواجد بشكل أو بأخر وغياب المعارضة مما أوجد مجال لبعض التيارات الفكرية الهدامة أمثال القاعدة والحوثين وغيرهم للظهور علانية وبدون خوف وممارسة سياساتهم وتنفيذ مخططاتهم وفق أجندات عربية وإقليمية ودولية ونحن في الداخل نلعب لعبة المسلسل الكرتوني توم أند جيري ، مما دفع في بعض المواقف أحد المتنازعين وهي الحكومة الي العدو الي حضن أحد التيارات الفكرية الضالة وهم( الحوثيين ) والتحالف ومد اليد لها وطلب الدخول في اتفاقيات ومعاهدات تتوسط فيها بعض الدول الشقيقة التي تشق اليمن الي نصفين وعما قريب سيتضح لكم ولنا هذا المعني .

إذ أن مغالطات الحكومة والتي يشهد لها الجميع في هذا المجال وغطرستها وكذلك جبن وتخبط المعارضة وبحثها عن مكاسب شخصية لها أو جد فراغ سياسي علي الساحة اليمنية والذي بدور ه هذا الفراغ فرخ لجان ذات أرقام فلكية متعددة فاللجنة تأتي لتلغي قرارات واتفاقيات اللجنة التي قبلها وهكذا بلغ بهم السخف و السفه فليس لديهم ما يختلفون ولا ما يتفقون حوله سوى المكاسب والكراسي (وأمسكلي اقطعلك) لينتقلوا الى خلف الكواليس والغرف المغلقة ليتراشقوا وليتبادلوا الشتائم مع بعضهم البعض وليمنحوا بعض التيارات الفكرية أمثال الحوثين صكوك بعض المناطق كما وهبت الحكومة الباسلة صك صعده للحوثين كتكريم من قبلها لهم بعد محصلة 3000 شهيد مغرر به و 1400 جريح ومليارات الدولارات المنفقة ناهيك عن الدمار من الجانبين نتج عن ذلك غياب سلطة الدولة نهائيا عن محافظة صعده وبعض المحافظات المتاخمة لها .

وكما عودتنا حكومتنا ومعارضتنا على المفاجئات الغير متوقعة في اللحظات او الساعات الأخيرة والاتفاق فيما كان مختلف عليه بينما هم بمقدورهم التوصل لنفس النتيجة منذ البداية ، وفي حالة عدم الاتفاق لا قدر الله فالحكومة ستذهب الي الصناديق منفردة وهذا غايتها لتقول للعالم بأن المعارضة قد رفضت المشاركة والمعارضة لتندد بدورها بالتزوير وعدم وجود ديمقراطية أو نهج ديمقراطي في الانتخابات وتولول وتستنجد بالمجتمع الدولي والهيئات الدولية التي لا تسمع ولا ترى إلا وفق مصالح دولها وهيئاتها التابعة لها .. رافعة شعار (أفعل لنا ما نريد وأفعل أنت بشعبك ما تريد ) .......

هنا يرفع الشارع اليمني الذي أوصلته الحكومة والمعارضة الي مرحلة التبلد وعدم الامبالاه بما يحدث على الصفيح السياسي الساخن ليرفع يده للسماء ويقول حسبنا الله ونعم الوكيل ويحمل الطرفين المتناحرين المتخاصمين المتفقين المتقاسمين المسئولية التاريخية أمام الله والتاريخ والشعب اليمني ...