إسرائيل تكشف عن 13 قياديا حوثيا وتنشر صورهم ضمن بنك أهدافها.. والمختبئون في الجبال من مقربي عبدالملك الحوثي تحت المراقبة دبلوماسية أمريكية تتحدث عن عملية اغتيالات لقيادات جماعة الحوثي وتكشف عن نقطة ضعف إسرائيل تجاه حوثة اليمن رئيس الأركان يدشن المرحلة النهائية من اختبارات القبول للدفعة 35 بكلية الطيران والدفاع الجوي هكذا تم إحياء الذكرى السنوية ال 17 لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالعاصمة صنعاء مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم
مأرب برس ـ محيط
1ــ سيف القذافي أعلى الأصوات في انتقاد نظام أبيه
2ــ الهرولة ناحية الغرب
3ــ الاتصالات الليبية مع إسرائيل
4ــ تقارير تتحدث عن الجذور اليهودية للقذافي الأب
5ــ المعارضة الليبية وقضايا الداخل
6ــ من هو سيف الإسلام؟
7 ــ أولاد القذافي
يمثل سيف الإسلام ــ نجل العقيد معمر القذافي ــ الحلقة الليبية ضمن مسلسل أبناء الرؤساء في العالم العربي, وهي حلقة أو نموذج بات يتكرر في جميع العواصم والبلدان العربية تقريباً. إذ مع الحالة السياسية العربية الراهنة تتلاشى الملامح الأساسية للدولة والنظام والقانون, ويختلط الملكي بالجمهوري، ويتحول القهر والسخط الشعبي عوامل مشتركة أمام حلقات هذا المسلسل، بينما التفسير النفعي الضيق يصبح هو الأقرب في تحليل مواقف الحكام وسياساتهم أمام الشعوب.
وإذا كنا بصدد التوقف أمام النموذج الليبي، فإن ظاهرة سيف القذافي تتشابه في ملامح كثيرة مع باقي أخواتها في (مصر وسوريا والأردن واليمن والبحرين والمغرب وقطر) فالكل من أجيال الشباب، ليس لأحدهم مؤهل سوى أنه ابن الرئيس، ويحمل أفكاراً وتوجهات قد لا يقر الشعب أغلبها.
وقد بدأت ظاهرة سيف الإسلام، في ليبيا، تشد أنظار الخبراء والمراقبين على اختلاف مستوياتهم, وبدا الجميع يعتبرونه الخليفة القادم بلا منازع لحكم ليبيا, باعتباره الابن الأبرز والأهم من بين أبناء القذافي الثمانية، ومن ثم فإن النظرة إليه باتت تأخذ أبعاداً إضافية، من أهمها : أنهم يرون تصريحاته تعكس توجهات العقيد القذافي وسياساته، التي تستهدف في البداية والنهاية إنقاذ نظامه الحاكم وتجنيبه مصير صدام حسين.
وقد ساهمت تصريحات سيف الإسلام الأخيرة، وتسييره تقريباً لكل شؤون الجماهيرية ــ رغم أنه لا يحمل أية صفة رسمية في الدولة الليبية سوى أنه ابن الرئيس ــ في تركيز الأضواء على هذا الشاب (36 عاماً) الذي يجري إعداده على قدم وساق لتولي العرش وخلافة أبيه على كرسي الحكم، على الرغم من النفي الدائم لهذه الترتيبات.
وفي مقابلة له مع مجلة "الأهرام العربي" القاهرية، علق القذافي الابن على الحديث حول دوره المحوري في ليبيا، بقوله : "لم نسمع أن ابن بيكاسو ورث موهبة والده، ولا ابن بيتهوفن موسيقار ، ولا ابن تايسون ملاكم.. فالقيادة والزعامة أشياء يهبها الله.. يمكن أن ترث بيتاً أو سيارة من والدك لكن القيادة شيء مختلف". إلا أن قناعته هذه لم تمنعه من إطلاق مشروعه المسمى "معاً من أجل ليبيا الغد" أمام الآلاف من الشباب الليبي في خطاب متلفز، أواخر أغسطس 2006. ما رأى فيه المراقبون "مشروع دولة"، شمل الجوانب السياسية، والإعلامية، والتعليمية، والاقتصادية، والاجتماعية.
القذافي الابن أعلى الأصوات في انتقاد نظام أبيه
يكثر سيف الإسلام من توجيه انتقادات لاذعة للنظام الذي يقوده أبوه، نافياً عنه "الديمقراطية"، وداعياً إلى الانتقال به من الثورة إلى الدولة. معتبراً ــ في خطاب له ــ أن ما يتم في ليبيا ما هو إلا عملية "تزوير تتم باسم سلطة الشعب وباسم الديمقراطية المباشرة"، لأنهم "يسجنون الناس باسم الشعب".
وسخر القذافي الابن من الحديث الذي دائماً ما يطلقه النظام الرسمي في ليبيا، وبعض شعاراته التي ظلت ترفع طوال عقود، مثل شعار أنّ "الجماهيرية هي أرض السعادة والنعيم والفردوس"، قائلاً "يقولون ليبيا النعيم الأرضي والفردوس.. ! ونحن ليس لدينا بنية تحتية حتى الآن!!".
وتابع أيضاً ساخراً من أوضاع الصحافة في ليبيا: "يقولون الصحافة مملوكة للشعب و 5 أشخاص هم الذين يكتبون في المقالات.. !" "الليبيين محكوم عليهم بقراءة ثلاثة صحف ركيكة.. نقول لدينا صحافة حرة وليس هناك صحافة لا حرة ولا غير حرة.. ليس هناك صحافة أصلاً".
وفي لفتة، اعتبرت نظرة إعجاب من نجل القذافي بحزب الله ــ ذي العلاقة المتوترة مع نظام العقيد القذافي على خلفية اختفاء موسى الصدرــ قارن سيف الإسلام، بين نجاح مشروع حزب الله، وفشل جميع السياسيات المطبقة في ليبيا. معتبراً أن انتصار حسن نصر الله الأمين العام للحزب، جاء من تضحيته بابنه شهيداً قبل كل شيء، وقال في هذا السياق : "حزب الله لماذا انتصر .. لأن ابنه مات في معركة ولم يمت سكراناً في أوروبا أو لأنه كان يقود سيارة " BM ".. حزب الله انتصر لأنه يمتلك شباب هزموا إسرائيل، ولم يكونوا متقاعدين ومترهلين.. حزب الله انتصر لأنه يمتلك الجدية وناس تشتغل، تعد الخطط والصواريخ، وليس مثلنا نحن .. ".
وفي إطار انتقاداته للنظام الرسمي في ليبيا، صرح سيف الإسلام بأن قضية اتهام الممرضات البلغاريات بحقن الأطفال بفيرس الإيدز، والتي أوجدت صراعاً دار عبر ثماني سنوات بين طرابلس والعواصم الغربية، تم اختلاقها في ليبيا، وأن هذا الملف "تم تضخيمه من قبلنا، نحن الليبيين"، قائلاً : "لقد ألفوا قصة واجبروا البلغاريات على الإقرار بشيء ما، ومن ثم صارت لدينا رواية ولدينا مؤامرة وأصبح لدينا هذا الملف المعقد الذي استغرقنا نحو ثمانية أعوام".
وأمام هذا النقد وتلك السخرية اللاذعين، رأى المراقبون فيما يطرحه نجل "صانع الثورة الليبية" الذي قال: إن النظام الديمقراطي الذي يحلم به في ليبيا غير موجود، أول انتقادات بهذه الشدة توجه من داخل ليبيا لنظام القذافي الأب، وهي انتقادات بالطبع لا تعفي أبداً الرئيس معمر القذافي لأنه المسئول الأول عن سياسات الثورة في بلاده.
ومن ثم، يظل التساؤل يطرح نفسه.. هل ما يصرح به ويدعو إليه نجل القذافي يأتي بمباركة من والده، أم أنه تجاوز من الابن للزعيم الهرم الذي ربما فقد الكثير من سطوته؟! وهل رضي القذافي بأن تجري هذه العملية من التجريح وإلى هذا الحد على سياسات نظامه الحاكم؟ أم أن القذافي الأب سلم بأمر واقع، جاء متزامناً مع أوضاع جديدة وظروف تطل على الخارطة الإقليمية والدولية؟!.
يميل المراقبون كثيراً إلى أن ثمة توافقًا واضحاً حول التوجهات الجديدة، بين القذافي ونجله، وهي توجهات حتماً سوف تجني الكثير من ثمار الرضا الغربي على ليبيا, وتحافظ في ذات الوقت على الوضعية السياسية للقذافي الكبير الذي تحولت مواقفه السياسية تجاه الولايات المتحدة والغرب بمقدار 180 درجة، خاصة في أعقاب سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003.
وإن كانت هذه الحقيقة ينكرها سيف الإسلام، ففي مقابلة صحفية سأل عن حقيقة السبب الذي دفع إلي التغييرات الأخيرة في ليبيا؟, وهل ثمة علاقة بما جرى على هذا الصعيد بما حدث في العراق وتحديداً بالنسبة للرئيس صدام؟ فكان رده أن: ليس ثمة علاقة بين وقائع ما يجري في العراق وما يجري في ليبيا. مضيفاً أن : السبب واضح مؤداه أن التفاوض حول الصفقة بين ليبيا والغرب وبالذات الولايات المتحدة بدأ قبل الحرب علي العراق.. هذا أولاً. وثانياً لقد فتح ملف التغيير نتيجة لاعتبارات وحسابات سياسية وفق منظورنا للتوقيت الملائم, للحصول علي الثمن المناسب, وأحسب أننا نجحنا في اختيار هذا التوقيت الذي كانت فيه الأثمان في أعلي مستوياتها.
كما نفى سيف الإسلام، أن يكون نشاطه من أجل فك الحصار، جاء من أجل "إطالة عمر نظام والده"، أو أنه كان تمهيداً "لحكم سيف الإسلام لليبيا"، منوهاً إلى أنّ نشاطه دائماً، من "أجل حياة أفضل لليبيين".
وأمام هذه الإفادات والمواقف، رأى المراقبون أنه من المنطقي أن الابن لم يكن لينقلب على أبيه, لأن نهج سيف الإسلام هو نفسه نهج القذافي، وقد أعلن صراحة بأن كل ما يقوله ــ سواء بشأن الدعوة لإجراء إصلاح سياسي في ليبيا، أو في ما يتعلق بالسياسة الخارجية للبلاد ــ إنما يحظى بموافقة وتأييد والده العقيد القذافي.
الانفتاح الجديد على الغرب وخاصة أمريكا
ظلت ليبيا ولسنوات طويلة على رأس اللائحة الأمريكية لما يسمى بـ "الإرهاب"؛ حيث كانت واشنطن تزعم بوجود دعم من النظام الليبي لجماعات مسلحة في العديد من المناطق, وقد قوبل ذلك بحالة من التعبئة والحشد للجماهير الليبية من أجل الصمود ضد الإمبريالية الأمريكية, حيث اعتبرت ليبيا الولايات المتحدة العدو الأول الذي يجب مواجهته.
إلا أنه وفيما يشبه الانقلاب، ودون مقدمات معلنة، خرج الزعيم الليبي على وسائل الإعلام بدعوة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التفتيش على منشآت بلاده النووية, وهو ما اعتبره الإعلام الليبي "خطوة شجاعة وحكيمة" بينما رآها الغرب تعبيرًا عن حسن النوايا, وهو ما يستحق أن يخطو الغرب وأمريكا باتجاه تحسين العلاقات مع طرابلس, لتعود هذه العلاقات من جديد يوم 28 يونيو عام 2004.
وبعدما انتهى الحال بشحن القذافي كافة الوثائق والمواد المتعلقة ببرنامجه لتطوير أسلحة الدمار الشامل إلى الولايات المتحدة. واستمرارًا لهذا النهج الجديد، طالب سيف الإسلام ــ مهندس العلاقات الليبية الغربية الذي أدار خط المفاوضات مع الأمريكيين والبريطانيين ــ بضرورة توثيق العلاقات الليبية مع الغرب، وتجاوز مرحلة التوتر الذي كان قد ساد طبيعة هذه العلاقات طيلة سنوات. وفي حواره مع مجلة "الأهرام العربي" قال سيف الإسلام : "إن المعطيات الراهنة مغايرة بالتأكيد لما كان سائداً في ليبيا قبل عام تقريباً, فلا مواجهة مع الغرب والخطر الأمني والتهديد العسكري زال, والعدو الذي كنا نستعد له من قبل أخذ يرسل في الاستثمارات والشركات, بدلاً من الصواريخ والقنابل".
ويقال ــ في إطار هذه العلاقات ــ أنه كان أمام ليبيا مشروع مفاوضات ساهمت فيه بعض الدول العربية، وصف بأنه "أكثر توازناً" من المشروع الليبي الذي قدم إلى الطرفين الأمريكي والبريطاني ولا يكتفي بالتخلي العلني والعملي عن كل برامج أسلحة الدمار الشامل، وإنما يذهب إلى ما هو أبعد، أي إلى إعلان استعداد الجماهيرية لمنح الأمريكيين قواعد عسكرية وتسهيلات لوجستية للأسطول السادس في موانئها. بعض الحكماء العرب قالوا عقب هذا الاقتراح الليبي: "طلبنا منهم إعطاء الأمريكيين شيئا، ولكن ليس بهذا المقدار.. لقد أعطوا الأمريكيين ما لم يطلبوه أصلاً". وذلك بالرغم من أن ثورة الفاتح جاءت لاقتلاع من سمّي بعميل الاستعمار الملك السنوسي ولإقفال قاعدتين، واحدة للأمريكيين وأخرى للبريطانيين.
العلاقات الليبية الجديدة مع إسرائيل
وفي أعقاب تخلي القذافي عن أسلحته، بدأت إسرائيل ــ وفق صحيفة "هآرتس" ــ اتصالات ترمي إلى إجراء حوار مع ليبيا. وقالت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها: إن ليبيا غيرت سياستها "المعادية لإسرائيل" في إطار تغيير سياستها الخارجية التي أخذت تركز مؤخراً على زيادة الضلوع أكثر في الشؤون الأفريقية، وجذب استثمارات أجنبية إلى البلاد. واعتبرت هآرتس أن سيف الإسلام القذافي هو "سفير السياسة الليبية الجديدة".
إذ رأت إسرائيل في الإعلان الليبي عن نزع أسلحة الدمار الشامل، تقليصاً للمخاطر التي تتعرض لها. وأشار رئيس (مركز جافي للدراسات الإستراتيجية) في جامعة تل أبيب إلى أن القرار الليبي يسهم في أمرين: أضعاف جبهة الدول الراديكالية، وإبقاء سوريا كدولة وحيدة قادرة على ضرب إسرائيل بأسلحة كيميائية.
وفي مقابلة له صرح سيف القذافي للصحيفة، بأنه لا يمانع في "الحديث مع الإسرائيليين أو العمل معهم" فيما اعتبر اعترافاً بالاتصالات المتبادلة مع الدولة الصهيونية، متذرعاً في حديثه لـ "هآرتس" بأنه لن يكون "فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين". ونقلت الصحيفة عنه ــ على هامش منتدى دافوس بالأردن ــ دعمه "لدولة واحدة للشعبين". قائلاً: "يمكن للعرب واليهود أن يعيشوا معاً في دولة فدرالية تحت حكومة واحدة".
وحول إمكانية توقيع اتفاقية للسلام بين ليبيا وإسرائيل، رأى نجل العقيد أنه: "لا توجد بين بلاده والدولة العبرية حدود مشتركة، ولذلك ليس هناك أي سبب جوهري يدعو لوجود خلاف ولو بسيط بين الشعبين الليبي واليهودي في كلا الدولتين". داعياً يهود ليبيا المهاجرين لإسرائيل للعودة إلى ليبيا مرة أخرى قائلاً: "لقد دعوناهم في الماضي للعودة إلى ديارهم وجذورهم، وأنا حالياً باسمي الشخصي وباسم والدي وباسم (الأمة الليبية) أجدد الدعوة لإخوتنا اليهود للعودة إلى بلادهم".
وقد نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الرئيس معمر القذافي، عزمه تعويض هؤلاء اليهود الذين زعم أن ممتلكاتهم صودرت في بلاده. وأعلن أنه سمح لليبيين بالسفر إلى كل مكان وحتى إلى إسرائيل نفسها. وقد وجد إعلان القذافي أصداءه في إسرائيل وخاصة أنه تصادف مع احتفال الكنيست بيوم ليبيا، بمناسبة مرور مئة عام على الحركة الصهيونية في ليبيا وخمسين سنة على الهجرة الكبرى ليهود ليبيا.
ومن ثم، أعلن الرئيس الإسرائيلي السابق موشية كتساف ترحيبه بإعلان القذافي، مبدياً أمله في أن يتمكن المهاجرون اليهود (الليبيون) من زيارة بلدهم. حيث رأى معلقون إسرائيليون في الخطوة أن العقيد القذافي يكمل دائرة التقارب مع الغرب بإجراء الاتصالات مع إسرائيل، بعدما كانت ليبيا وحتى وقت قريب خطراً استراتيجياً وراء الأفق، حسب التعبير الأمني الإسرائيلي.
يذكر أنه في الفترة ما بين 1948 ــ 1951 هاجر 30 ألف يهودي من ليبيا.. وبعد حرب 1967 هاجر معظم اليهود الليبيين. وحسب تصريحات رفائيلو فلاح رئيس "الرابطة العالمية ليهود ليبيا" فإن عدد اليهود الليبيين في العالم يبلع 90 ألف يهودي ينتشرون في كندا وأمريكا وايطاليا وثلثهم في فلسطين المحتلة.
وقد لعب اليهود الليبيين أدواراً سيئة جاءت لصالح الاستعمار الإيطالي أثناء احتلاله، ما أدى أحياناً إلى قتل المواطنين الليبيين وإلحاق الأذى بهم، كما حدث في حالة الأربعة عشر شهيداً الذين راحوا ضحية للتجسس اليهودي وجرى شنقهم في أحد أكبر شوارع العاصمة طرابلس.
وفي السياق ذاته، كشف رئيس مؤتمر (اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة) إيباك ــ اللوبي اليهودي ــ ستيف روزين النقاب عن انه وفي إحدى مراحل المفاوضات السرية التي جرت بين الرياض وطرابلس الغرب لتسوية النزاع الليبي - الأمريكي حول ملف تفجير طائرة (بان إم) فوق مدينة لوكربي، بعث سيف الإسلام القذافي رسالة إلى واشنطن عبر الوسيط السعودي الأمير بندر بن سلطان، أكد فيها استعداد بلاده أن تدرج في كتب التعليم الدراسي تفاصيل "الكارثة الإنسانية" التي ارتكبتها النازية في ظل نظام أدولف هتلر، ضد اليهود، وعدم الاكتفاء بما تنشره وسائل الإعلام العربية بأن العالم العربي غير مسئول عن حدوث "المحرقة اليهودية" أو بما تشير إليه عرضا كتب التاريخ في المدارس العربية.
وبحسب رئيس "مؤتمر إيباك" ــ وهو أكبر مركز ضغط يهودي في الولايات المتحدة ــ فإن سيف الإسلام أكد في رسالته التي تم مناقشتها أيضا مع (فاعور جيلون) الذي يعمل في الإدارة السياسية بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن : "انه يجب ألا نزعم بأن إسرائيل تتصرف بالقسوة والإهانة ضد الفلسطينيين". وأضاف نجل الزعيم الليبي :"إنني اعرف بعض الناجين من أفران هتلر النازية الوحشية معرفة شخصية، وقصوا علي ما حدث في معسكرات الإبادة لحظة بلحظة، ولا يمكن لإنسان مثقف ويعيش في القرن الواحد والعشرين أن يشعر بالتعاطف مع المسئولين عن حدوث المأساة الخطيرة لليهود جراء الكارثة". وشدد سيف الإسلام على أن "إغماض الطرف عن حدوث الكارثة النازية ضد اليهود يعد خطأ جسيماً".
وقال ايلان شالجي ــ عضو الكنيست الإسرائيلي ــ إنه التقى سيف القذافي على هامش مؤتمر أوروبي حضره إسرائيليون وفلسطينيون. وأضاف العضو عن حزب شينوي أن نجل الرئيس الليبي دعاه وثلاثة إسرائيليين آخرين ومجموعة من الفلسطينيين إلى جناحه، حيث ناقشوا احتمالات السلام بالشرق الأوسط على مدى نحو ساعتين. وقال شالجي للقناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي : "إنه قال انه سعد بعقد هذا اللقاء، وتحدث عن تفهم ليبيا لضرورة أن تنفتح على العالم".
وتحت عنوان "نحيط موساد علماً" ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن علاقة غرامية جمعت بين الممثلة الإسرائيلية اورلي فاينرمان وسيف القذافي. ونقلت الصحيفة عن أحد أقارب الممثلة تأكيده أن اللقاءات "المتكررة" بين سيف الإسلام واورلي تتم في ايطاليا. حيث يتم نقل الشقراء الإسرائيلية سراً في سيارات مختلفة إلى أماكن اللقاءات. وتشير "معاريف" إلى أن العلاقة بين الممثلة ونجل القذافي ربما تؤدي إلى الزواج. ومع صورتين للقذافي واورلي نسبت الصحيفة إلى مصدر مقرب من الممثلة قوله "لوحظ أنها سافرت مراراً في الفترة الأخيرة إلى ايطاليا، حيث كانت تتنقل بسيارات مختلفة للقاء القذافي الابن".
جدير أن نذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يرتبط فيها أبناء القذافي بعلاقات مع إسرائيليات. إذ حاول معتصم القذافي بدء علاقة مع عارضة الأزياء الإسرائيلية موران أطياس، لكنه لم يوفق.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت تعتبر ليبيا خطراً استراتيجيا وراء الأفق، ولذلك عملت على تكثيف الأنشطة الاستخبارية حولها. ما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن الاستخبارات الإسرائيلية فشلت عندما لم تعلم ما يدور بين ليبيا وكل من أمريكا وبريطانيا حول قضية نزع أسلحة الدمار الشامل. وكانت الدولة المحتلة قد أسقطت طائرة مدنية ليبية فوق سيناء، بعد أن ضلت طريقها، واختطفت طائرة سورية كانت قادمة من ليبيا.
تقارير تتحدث عن الجذور اليهودية للقذافي الأب
يتهم جاك تايلور مؤلف كتاب "أوراق الموساد" العقيد القذافي بأن جذوره يهودية من حيث الأم، ودلل على ذلك بأدلة منها:
ــ تحقيقاً نشر عام 1970 في صحيفة "أوجي" الإيطالية حول نسب القذافي وأن أمه يهودية كانت تعيش في منطقة سرت الليبية.
ــ كما دلل أيضاً برسالة وردت للخارجية الليبية عام 1972 للرئيس القذافي، باللغة الايطالية، وقد ترجمها للعربية السفير خليفة عبد المجيد المنتصر، وكانت قد أرسلت من قبل كاردينال مدينة ميلانو يذكره فيها بالدماء اليهودية والمسيحية التي تجري في عروقه، ويناشده بموجب ذلك أن يلعب دوراً في التقريب بين أبناء الديانات الثلاث.
ــ وتقول المعارضة الليبية : إن القذافي اختار يوم 7 من إبريل من كل عام موعداً سنويا لإعدام الأحرار من أبناء ليبيا، لأنه يوافق عيد الفطر التلمودي.
ــ حرص القذافي على لقاء تاجر السلام اليهودي يعقوب نمرودي
ــ وقد نص مشروع كان قد طرحه الرئيس القذافي بشأن ما أطلق عليه دولة "إسراطين"، وهي دولة اقترحها العقيد كحل للمشكلة الفلسطينية، على حد تعبيره لأنه : ليست هناك أي عداوة بين العرب واليهود، بل هم أبناء عمومة للعرب العدنانية، نسل إبراهيم عليه السلام. وعندما تمّ اضطهاد اليهود استضافهم إخوانهم العرب، وأسكنوهم معهم في المدينة ومنحوهم "وادي القرى" الذي سمِّي بهذا الاسم نسبة للقرى اليهودية. حسبما يرى القذافي ومن سمى فلا يوجد أي مانع لديه لإنشاء دولة واحدة تضم اليهود والفلسطينيين بهذا الاسم.
المعارضة الليبية والأوضاع في الداخل
وكان الرئيس الليبي الذي يحكم بقبضة حديدية منذ ثورة الفاتح، سبتمبر عام 1969 قد نفى تهيئة نجله سيف الإسلام لخلافته في حكم الجماهيرية، ففي حديث لقناة "الجزيرة" رد معمر بالنفي على سؤال بشأن إمكانية تولي سيف الإسلام الحكم، قائلا "لا يوجد نظام توارث في الجماهيرية الليبية".
ومن جهته، أكد سيف الإسلام مراراً أنه لا يعتزم أن يكون الزعيم القادم لليبيا، خلفًا لوالده, مضيفًا أنه يعتقد بأن الشعب الليبي لن يقبل به رئيسًا على أية حال. وقال لصحيفة "هآرتس" : "لا اعتقد أن الشعب الليبي سيوافق على ذلك، كما أنني لا اعتقد بأنني شخصية تتمتع بتأييد شعبي في ليبيا".
وتابع : "إنني راديكالي للغاية وأتنقل كثيرا.. إنني مثل الزرقاوي، أتواجد كل يوم في مكان آخر".
وأكد أنه ووالده لم يطرحا هذا الأمر للحديث قط، وأنه لا يعتقد أن في خططه أو خطط والده إعداده ليكون رئيسًا للبلاد.
وهو ما تكذبه عليه عناصر المعارضة الليبية وخاصة تلك التي تنطلق في المنفى، ويرى سعد جبار ــ نائب رئيس مركز دراسات شمال أفريقيا في جامعة كمبردج ــ أن النظام الليبي تصالح مع العالم الخارجي ولكنه لم يتصالح بعد مع شعبه.. معتقداً (جبار) أن سيف الإسلام شاب لديه أفكار لا يتمكن من تطبيقها.
وتتهم المنظمات الحقوقية نظام طرابلس بممارسة كافة أشكال الاعتقال والتعذيب والاضطهاد السياسي للتخلص من مناهضيها. إذ يحكم القذافي بشكل مطلق منذ عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين حين أطاح مع مجموعة من صغار الضباط بالملك إدريس السنوسي. ثم قام بالفتك بجميع رفاقه في الانقلاب قبل أن يصاب "بلوثة العظمة" ــ حسب تعبير المعارضة ــ التي أفرزت ما يسمى بالكتاب الأخضر وهو عبارة عن نظريات ساذجة طبعها في كتاب وفرضه على الليبيين، وهو الكتاب الوحيد المقرر عليهم في المدارس والجامعات والمساجد ودور السينما أيضاً.
من هو سيف الإسلام القذافي؟
يعد سيف الإسلام الابن الثاني للرئيس الليبي، معمر القذافي، هو أحد أبناء القذافي الثمانية،
تخرج في كلية الهندسة جامعة "الفاتح" بطرابلس، ومن هواياته الرسم والفنون.
ارتبط اسمه بالعديد من الفضائح المالية والنسائية، وكان قد طرد من جامعة انجليزية كان يدرس بها لنيل درجة الدكتوراه لأنه لم يلتزم بالدراسة، وكان مستواه العلمي ضعيف جداً، فطلب الدراسة بإحدى الجامعات الكندية إلا أن الحكومة الكندية رفضت منحه تأشيرة الدخول إلى البلاد، فتوعد سيف الإسلام الحكومة الكندية قائلاً : "إن لم يمنحنوني التأشيرة للدراسة هناك فسوف يدفعون الثمن"، وهو ما أدي إلى توتر العلاقات الليبية الكندية إلي أن قدم سيف الإسلام اعتذاراً عما بدر منه.
تخرج سيف الإسلام من معهد الدراسات الاقتصادية في جامعة لندن. وكان قد اقترح في محاضرة ألقاها في المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية بلندن، تأسيس "الجمهورية الفيديرالية في الأراضي المقدسة" ليعيش فيها العرب واليهود جنباً إلى جنب، على أن تتأسس من خمس مديريات أو مقاطعات، تكون القدس عاصمة لها على أن يُسمح للاجئين الفلسطينيين بالعودة والاقتراع في استفتاء على اقتراحه.
ويدخل ضمن أنشطته تأسيس المنظمات الخيرية، إذ أنه رئيس "مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية" وهي منظمة يقول القذافي الابن إنها مستقلة عن حكم والده. إلا أن المنتقدين يقولون إنه من غير المعقول أن تكون مؤسسة كبيرة كهذه ذات أنشطة عالمية وتتدخل بالعلاقات الدولية منفصلة عن إدارة والده.
وسيف الإسلام رسمياً رئيس هيئة مسئولة عن تخطيط المشروعات الحكومية، ويرأس أيضا الرابطة الوطنية الليبية لمكافحة المخدرات.
أولاد القذافي
للعقيد القذافي ثمانية من الأبناء، أكبرهم "محمد" وهو من زوجته الأولى المطلقة "فتحية خالد" حسب مصادر المعارضة الليبية.
أما باقي أولاده فهم من الممرضة السابقة "صفية فركاش" وهم :
ــ "سيف الإسلام"
ــ و"الساعدي" متخرج برتبة رائد من كلية الهندسة العسكرية، وهو لاعب كرة قدم، وبطل فضيحة تعاطي المنشطات الذي يعيش في أوروبا بشكل شبه دائم.
ــ و"المعتصم" وهو عسكري يسلمه أبوه الشئون العسكرية. وكان قد أثار مشكلة في فرنسا عندما قاد سيارتة البورش بسرعة 140 كيلومترا في شارع الشانزيليزيه وأوقفته الشرطة بينما تدخل حرسه الخاص واعتدوا علي الشرطة الفرنسية، إلا أن السفارة الليبية في باريس سعت سريعا إلى احتواء الأزمة من خلال الاتصالات خاصة وأنه يحمل جواز سفر دبلوماسي.
ولم تمر مدة طويلة حتى ارتكب المعتصم حادثة أخري، حيث اعتدي بالضرب علي صديقته اللبنانية عارضة الأزياء وقام بإشهار المسدس داخل احدي الفنادق الفخمة، وكالعادة تمت تهدئة الموضوع من خلال السفارة التي سفرت المعتصم إلي الدنمرك ليدرس إدارة الأعمال هناك وليبتعد عن أي ملاحقة قانونية محتملة في فرنسا
وفي الدنمرك قام المعتصم وحرسه بخطف طالب ليبي، يدرس هناك، وقاموا بتعذيبه وذلك لأنه كما قال المعتصم "كلب ضال" وهي كلمة تعني معارض حسب القاموس القذافي. وأثارت الحادثة جدلا واسعا في الدنمرك خاصة وان الشرطة الدنمركية كانت قد كلفت مجموعة من عناصرها بحراسة ابن القذافي، وهذا الجدل أدي إلي طرد المعتصم نهائيا من الدنمرك.
ــ أما ابنه "هانيبال" فلا يعرف له وظيفة على التحديد، غير أنه معروف بسياراته الفاخرة التي باتت تذكر الليبيين بعدي صدام حسين وطريقة حياته.
ــ و"سيف العرب" وهو تلميذ بسلاح البحرية حيث يبدو أن الرئيس اليبي يجهزه لاستلام القوات البحرية في ليبيا .
ــ كما للقذافي ابنة بالتبني اسمها "هناء" وهي تدرس الطب، وكان العقيد ادعى أنها قتلت ليلة الغارة الأمريكية، إلا أن مصادر صحفية وفي المعارضة تقول أنها حية ترزق.
ــ وابنته "عائشة" التي تحمل رتبة فريق في الجيش الليبي، وهي التي عبر القذافي عن إعجابه بها في أكثر من مناسبة، حتى رآها تصلح لحكم ليبيا بعده، وكثيرا ما تظهر على الفضائيات، وكانت قد طارت إلى بغداد لمقابلة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، قبل الغزو.
وكانت عائشة مصرة على المرافعة مع جملة من المحامين العرب عن الرئيس العراقي، الذي دائماً ما تناديه بـ"العم" صدام، قائلة "أنها تدافع عن صدام.. لأنه مثل والدي، حيث يواجه ظروفا قانونية صعبة". وفي تصريحات للصحافة قالت ابنة حاكم ليبيا: إن وجودها ضمن فريق المحامين الليبيين الذين كلفتهم جمعية "واعتصموا" التي ترأسها .."يأتي بحكم اختصاصها المهني كمحامية".
يشار إلى أن علاقة عائشة القذافي مع الرئيس العراقي المخلوع بدأت منذ عام 2000 حين ترأست الوفد الليبي في أول رحلة جوية إلى بغداد، في تحد واضح لكسر الحظر الجوي المفروض على العراق منذ 1990 بواسطة الأمم المتحدة. وعندها قالت "قمنا بهذه الرحلة دون أن نأخذ إذن من أحد لأن زيارتنا هذه تمثل الانتقال من غرفة إلى أخرى داخل منزل واحد فلا داعي لأخذ أي إذن بذلك". وأضافت عائشة "هذه الزيارة تعكس الأخوة والتآزر مع أهل العراق".
تناقلت الصحف الأجنبية والعربية قصصاً مثيرة لعائشة القذافي تعكس طريقة تفكير "ابنة الرئيس المشاكس". وكان مما تناقلته الصحف الغربية قصتها مع ركن الخطباء " Speaker's Corner " في حديقة الهايد بارك، إذ ذكرت صحيفة "الصنداي تايمز" أن عائشة زارت ركن الخطباء وألقت خطابا مثل أبيها تؤيد فيه الجيش الجمهوري الايرلندي.
وأضافت الصحيفة أن الخطاب الذي ألقي في ركن الخطباء بلندن خلال عطلة نهاية الأسبوع قد شكل انتهاكا للبروتوكول الدبلوماسي، وأدى إلى حالة من الاستنفار الأمني. ولذلك ــ وبحسب الصحيفة ــ شعرت الجهات الأمنية البريطانية "بالغضب" إزاء زيارات سرية يقوم بها أفراد من أسرة معمر القذافي إلى لندن.
وبما أن ليس لعائشة أي منصب سياسي يبرر "تدخلاتها" وخطاباتها السياسية فقد أنشأت جمعية أسمتها "جمعية عائشة الخيرية" والتي غيرت مسماها فيما بعد إلى "جمعية واعتصموا الخيرية". ليكون بحسب بعض النقاد منبراً لها للمشاركة والمناضلة في الأمور السياسة التي تحبذ أن تتدخل فيها.
وكانت قد ارتدت نصف حجاب لفترة زمنية، ثم أخذت في الظهور بحجاب شبه كامل.
وذكرت عدة مصادر أن النشاطات المكثفة التي ظهرت بها عائشة القذافي (كلوديا شيفر ليبيا كما يحلو لليبيين تسميتها)، بدأت إثر أزمة نفسية حادة بسبب مسألة زواجها. ويقال إن عائشة اختلفت مع والدها ووالدتها في مسألة الزواج مما أثر على نفسيتها وجعلها تتوقف عن مواصلة دراستها في باريس بعد أن أقامت فيها لفترة زمنية من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، ويقال انه تم فصلها من الدراسة من قبل الجامعة لأنها لم تحقق أي تقدم أثناء دراستها هناك.
وبعد انقطاعها عن الدراسة وعودتها إلى طرابلس تم منحها دكتوراه فخرية في القانون الدولي من جامعة ليبية، ترضية لها ولطموحها. وأقيم حفلا كبيرا بهذه المناسبة في جامعة طرابلس حضره المسئولون في الدولة وأساتذة الجامعات وأعضاء السلك الدبلوماسي.