كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام عاجل: غارات جديدة على اليمن المعبقي محافظ البنك المركزي يتحدث عن أهمية الدعم المالي السعودي الأخير للقطاع المصرفي ودفع رواتب الموظفين تعز: مقتل جندي وإصابة آخرين في قصف مدفعي حوثي بجبهة الدفاع الجوي اليمن تبحث عن فوزها الأول في كأس الخليج اليوم أمام البحرين وحكم اماراتي يدير اللقاء
خيب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح آمال أنصاره في وقف الكارثة التي تعيشها البلاد، بعدما خضع لمنطق التهديد الذي لوح به زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، عبر الخطاب الذي ألقاه، قبل أيام من الفعالية الحاشدة التي احتضنها ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، أمس، التي راهن عليها كثيرون لتكون بوابة انعطاف نحو إنهاء معاناة الشعب المكتوي بالأزمات منذ سبع سنوات.
كثيرون اعتقدوا أن صالح بدأ يستشعر خطورة انزلاق اليمن إلى كارثة أكبر من الأوضاع التي يعيشها، لكنهم نسوا أن الرجل له حساباته الخاصة، واليمن المعافى في ذيل اهتمامه، وكل ما يرغب فيه يكمن في البقاء في المشهد حاضراً بالإعلام، فهو كثير الكلام، ولكن عندما حان الوقت الحقيقي لاختبار جديته في الاصطفاف إلى جانب المسحوقين من أبناء شعبه، ألقى أقصر خطاب في تاريخه، عندما خطب في المحتشدين أمامه في الميدان لمدة لا تزيد على خمس دقائق خصص 90% منها لشكر المحتشدين فرداً فرداً، والموقف الوحيد الذي أعلنه استعداده لرفد جبهات القتال بالمزيد من الأبرياء، مخاطباً الحوثيين بالقول: «عليّ الرجال وعليكم الرواتب».
كأن اليمن لا تستحق من صالح نوعاً من التضحية، فطوال ولايته رئيساً للبلاد لمدة 33 عاماً من على المنصة، وخمسة أخرى من ورائها، لم يكن اليمن يحتاج إليه مثل هذه اللحظة، فالجمهورية التي حكمها، ويتفاخر بأنه أحد صناعها بدأت تتآكل، والتآكل لم يكن وليد الثورة التي قامت ضده عام 2011، بل نتاج حكم غير رشيد، فقد ساهم حكمه، خاصة منذ ما بعد حرب عام 1994، التي استهدفت الجنوب، بشراً وجغرافيا، في تمزيق النسيج الاجتماعي لليمنيين وأعادهم قروناً إلى الوراء.
ولم تكن الحرب الحالية التي يتجرعها الشعب اليمني، إلا فصلاً من فصول المأساة التي كانت من صنيعة صالح، والتحالفات التي أقامها خلال فترة حكمه، بدءاً بجماعة الإخوان المسلمين قبل الوحدة عام 1990، مروراً بالحزب الاشتراكي اليمني بعدها، ومع «الإخوان» من جديد، وأخيراً مع جماعة الحوثي عام 2014، وفي كل مرحلة من مراحل التحالفات لم يكن صالح يهمه منها سوى البقاء في صدارة المشهد.
على الرغم من أن التحالفات القديمة لم تضر صالح، بل أكسبته مزيداً من القوة، لأنها لم تمس جوهر مكسب اليمنيين، المتمثل بالجمهورية والوحدة، إلا أن التحالف القائم مع جماعة الحوثي نسف كل إنجازاته، وانتظر الناس ليكفر في فعالية، الأمس، عن أخطائه التي ارتكبها بالتخلي عن حلم بقاء الجمهورية، إلا أنه خيب آمالهم، حيث عاد مئات الآلاف الذين زحفوا من مختلف مناطق البلاد إلى ميدان السبعين يجرون الحسرة، بعد أن كانوا على مرمى حجر من كتابة عهد جديد لليمن، بتبني مشروع يعيد لليمن وحدته، وألقه.
لم يكن صالح في حاجة إلى إعلان حرب ضد الحوثيين، بل إلى تبني مسار يعيد اليمنيين إلى مسار آخر غير الذي تسير فيه بلادهم، مسار يفتح أفقاً للحل عوضاً عن الحرب الذي ستجد فيه الشرعية نفسها مجبرة على خوضها حتى استعادة الدولة المختطفة، لكنه اختار الطريق الذي يريده، لا الذي يريده شعبه