آخر الاخبار

شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟

سلطان البهرة الخفايا والأسرار
بقلم/ صحفي/محمد الخامري
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 17 يوماً
الثلاثاء 08 مايو 2007 05:45 م


وصل يوم الخميس الماضي إلى العاصمة اليمنية صنعاء سلطان طائفة البهرة التي تسمى في اليمن "المكارمة" الدكتور محمد برهان الدين في زيارة خاصة لليمن تستغرق عدة أيام يشارك خلالها في الاحتفالات السنوية للبهرة في اليمن إلى جانب افتتاحه عددا من المشاريع الخيرية تشمل عدداً من المدارس والمساجد نفذت على نفقته في قرية الحطيب بمديرية حراز التي تبعد 95 كلم غرب صنعاء.

وكانت اليمن وعلى المستوى الرسمي عملت عدداً من الإجراءات التي لاقت استغراباً كبيراً لدى المواطنين اليمنيين عندما طار القنصل العام لليمن في بومباي الهندية السفير نبيل خالد ميسري إلى جمهورية مصر العربية لملاقاة السلطان محمد برهان الدين بعد أن وجّه إليه دعوة للمشاركة في احتفالات عيد ميلاده في اليمن وعقب موافقة وزارة الخارجية على الدعوة .

وقد أبدى العديد من المراقبين السر وراء هذا الاحتفاء الرسمي بطائفة البهرة وعلى مستوى رفيعة في الدولة رغم الملاحظات الخطيرة حول أنشطة هذه الطائفة .

ويعد سلطان البهرة محمد برهان الدين من كبار أثرياء الهند، إذ يقدر دخله في السنة حوالي 220مليون دولار، ويفرض على أفراد طائفته إتاوات ضخمة وسيحتفل سلطان البهرة بعيد ميلاده السادس والتسعين مطلع الأسبوع القادم.

وكان نجل سلطان البهرة الأمير طه مفضل سيف الدين الذب وصل إلى صنعاء في وقت سابق عبّر عن شكره للرئيس على عبد الله لاهتمامه وعنايته بطائفة البهرة وتوجيهاته برعاية احتفالاتهم الدينية السنوية في اليمن.

يشار إلى أن البهرة طائفة دينية شيعية يصل عدد أتباعها في العالم إلى مليون ونصف المليون شخص مركزهم الرئيسي في بومباي ويتواجد غالبيتهم في اليمن والهند ويحرصون على إقامة علاقات جيدة مع الحكام‏ ، ولديهم مفاهيم دينية قد تثير الجدل لكنهم يحرصون علي إظهار بساطتهم واعتدالهم في كل الأحوال.

وفي كل عام يتوافد عشرات الآلاف من أتباع البهرة "المكارمة" إلى منطقة حراز التي تبعد عن صنعاء بحوالي ‏90‏ كم للحج إلي ضريح حاتم الحضرات يحملون سلطانهم الدكتور محمد برهان الدين فوق حمالة خشبية ويرددون أدعية خاصة‏ بهم.

وكان الرئيس علي عبد الله صالح قال في حوار صحافي اجري معه في وقت سابق حينما سُئل عن زيارة السلطان برهان الدين لليمن وطائفة البهرة "إن أبناء هذه الطائفة يأتون إلى اليمن من وقت إلى آخر وهم لا يشكلون أي خطر لا على المجتمع ولا على النظام ولا على الدولة .. وهم يأتون للزيارة والسياحة وزيارة أحد القبور في حراز ، فإذا كنا نستقبل السياح من فرنسا وأميركا واليابان ودول أخرى غير مسلمة ونوفر لهم الرعاية والحماية وهم طائفة مسلمة لا تشكل أي خطر ولن نسمح لأحد بأن يمسهم بأي أذى".

وتتمتع تلك الطائفة - شأنها شأن غيرها من العديد من الطوائف الدينية الموجودة على الساحة اليمنية- بحرية كفلها الدستور، ولهم علاقات طيبة مع الحكومة، وعلى رأسها الرئيس على عبد الله صالح نفسه، الذي منحته الطائفة أصواتها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وساهمت بأموالها في جزء من الحملة الدعائية التي رافقتها.

أصل التسمية والعقيدة

البُهِْرة هي الوسط من كل شيء، أو الوسط من الطريق، وهو في الأصل اسم لقبيلة من اليمن ، والبهرة فرقة باطنية وهم إسماعيلية مستعلية يعترفون بالإمام المستعلي ومن بعده الآمر ثم ابنه الطيب ولذا يسمون بالطيبية وهم إسماعيلية الهند واليمن تركوا السياسة وعملوا بتجارة البهارات ووصلوا إلي الهند وانتشر فكرهم الشيعي فيها وكذلك في بنجلاديش وباكستان واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة ، والبهرة لفظ هندي قديم بمعني التاجر في اللغة الكجراتية الهندية‏. ، ويطلق عليهم رجل الشارع اليمني اسم المكارمة‏..

يقول الأمير الدكتور يوسف نجم الدين: "أمير الجامعة السيفية" الدعاة الفاطميون حين نزلوا على الساحل الغربي للهند "ساحل بحر العرب" سألهم أهل الهند: من أنتم؟ قالوا: جئنا للتجارة والتجار في اللغة الهندية المحلية كانوا يُسمَّون "وهرة" وبلغة الهند الواو والباء مترادفتان سموا "البهرة" فاسمهم مشتق من اللغة الكجراتية "الجو جاراتيه" السائدة في غربي الهند.

والبهرة أصلهم فاطمي ، خرجوا من مصر والدولة الفاطمية قائمة، وعند زوالها من مصر واغتيال الخليفة العشرين "العامر بالله" سنة 1130م ادعى قبل موته التنبؤ ببداية مرحلة من الفوضى، وأن استمرار دعوته لابد أن يكون في الستر والخفاء، وقد وَرِث عنه ابنه الأوسط "الطيِّب" الإمامة وهاجر مع أتباعه إلى اليمن، وقد تَسلسل الدعاة في اليمن أربعة تقريبًا ، ثم نَقلُوا مركز الدعوة إلى الهند.

ويُحاول البهرة أن يكون طراز حياتهم فاطميًّا، فقد كانوا أولاً في المدينة إلى أيام جعفر الصادق ثم انتقلوا إلى عدة مراكز في "سلمية" بسوريا، وأرادوا أن يقيموا دولة، فأقاموها أولاً في "أبكجان" بالجزائر، ثم بَنَوا عاصمتهم "المهدية" في تونس، واختاروا "المنصورية" عاصمة لهم، ثم القاهرة، وقد تم ذلك في عهد أربعة أئمة: المهدي بالله ، القائم بأمر الله، المنصور بالله، ثم المعز لدين الله الذي نقل العاصمة إلى القاهرة ، وبعده جاء العزيز بالله، والحاكم، والظاهر، والمستنصر، والمستعلي، والآمر بأحكام الله، والأخير هو الإمام العشرون في عداد الأئمة الفاطميين بعد علي بن أبي طالب، وابنه "الطيِّب" هو الحادي والعشرون، والإمام الآمر هو الذي أمر بحمل ابنه الإمام وإبعاده عن القاهرة إلى بقعة أَخفَوها عن الناس، ثم أقاموا لهم في اليمن نائبًا، فالفاطميون يعتقدون أن الأئمة من نسل الإمام الطيِّب، وأن النواب والدعاة تسلسلوا من نسله إلى وقتنا هذا، فوجود الداعي يدل على وجود الإمام. وسوف يأتي يوم يَظهَر فيه الإمام. يقول الأمير الدكتور يوسف نجم الدين: نحن نختلف مع الاثني عشرية، فالذي اختفى عندهم هو الإمام الثاني عشر والذي سيظهر بشخصه يومًا ما، أما نحن فنقول: إن الذي اختفى هو "الطيب" وحين انتهى عمره الطبيعي خلفه ابنه إمامًا، وهكذا فنحن لا نعتقد أن الإمام يعيش فوق عمره الطبيعي.

وسلاطين البهرة هم النواب ورتبهم الدينية هي رتبة الداعي المطلق، واشتُهروا بالسلاطين في اليمن والهند، وهم دون الأئمة رتبة ، والعصمة للإمام ومن ينوب عنه من الدعاة حتى لا يخرج عن المذهب.

وقد نَشِطت الدعوة في اليمن منذ أواخر القرن الحادي عشر حيث كانت مقرًّا لداعيهم وانتشرت عن طريق التجارة في شرقي أفريقيا وغربي الهند وهم مشهورون بمزاولة التجارة والثراء العظيم ولابد أن يدفع كل بالغ مبلغًا من المال للجماعتين على دفعتين في العام يتناسب مع ثروته وأهمية المناسبة وغالبًا ما يكون من 5 ـ 1 شلنًا يذهب جزء من المبالغ إلى خزينة السلطان ويحتفظ مندوبوه المعروفون بالعمّال في الأقاليم بالباقي ويَحصل كل منهم على مرتب ثابت ومقر لإقامته بالمجان فضلاً عن مكافأة من خزينة المجلس للطائفة، ولهذا يَطمع الكثيرون في هذه المناصب.

مخالفاتهم العقائدية

لا يقيمون الصلاة في مساجد عامة المسلمين ولهم مساجدهم الخاصة بهم.

ظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة أما باطنهم فشئ آخر فهم يصلون ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب بن الآمر.

يذهبون إلى مكة للحج لكنهم يقولون أن الكعبة هي رمز على الأمام.

يقول الأمام الغزالي عنهم ( المنقول عنهم الإباحية المطلقة ورفع الحجاب واستباحة المحظورات واستحلالها وإنكار الشرائع ، إلا أنهم بأجمعهم ينكرون ذلك إذا نسب ليهم).

يعتقدون بان الله لم يخلق العالم خلقا مباشرا بل كان ذلك عن طريق العقل الكلي الذي هو محل لجميع الصفات الإلهية ويسمونه الحجاب، وقد حل العقل الكلي في إنسان هو النبي وفي الأئمة المستورين الذين يخلفونه فمحمد هو الناطق وعلي هو الأساس الذي يفسر.

أما أركان الإسلام عندهم فهي سبعة هي الصلاة، والزكاة، والصيام ، والحج ، والولاية، والطهارة، وتتضمن تحريم الدخان والموسيقى والأفلام، ويقول الأمير الدكتور يوسف نجم الدين، قولنا بالطهارة احتياط، لأننا في وسط بيئة غير مسلمة بالهند وهم في صلواتهم يجمعون بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ولا يصلون الجمعة، بل يصلونها ظهرًا، ويصلون العيد بدون خطبة أربع ركعات، ويقدسون مأساة كربلاء لمدة عشرة أيام، ويحتفلون بيوم "غدير خم" في يوم 18 من ذي الحجة حيث تمت الوصية للإمام علي، يصومون فيه ويُجدِّدون العهد للداعي المطلق في بومباي أو الدعاة المبايعين وهم نوابه في الأقاليم وأتباع الداعي يُطيعونه طاعة عمياء، وهناك عهد قديم بالولاء للإمام الطيب والإمام المنتظر والداعي المطلق عندهم معصوم في كل تصرفاته.

يقول سلمان رشدي مندوب سلطان البهرة في اليمن إنهم لا يسجدون إلا لله ويعتقدون بأن الرسول صلي الله عليه وسلم أقام بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن حينها والإمامة تتوالي من والد إلي ولد من نسله‏.‏

ويؤكد رشدي أن أتباع الطائفة يعرفون أسماء الأئمة حتى الإمام الطيب الحادي والعشرين الذي اختار الستر والمقصود بالستر أنه اختفي لكنه موجود الآن ليس بشخصه فالداعي المطلق السلطان برهان الدين ينوب عنه ويقيم دعوته‏.‏

وتقول المصادر التاريخية إن السيدة أروي بنت أحمد الصليحي زعمت بأنها أخفت الطيب بن الآمر وجعلت نفسها كفيلة ونائبة عنه في تولي شئون الدعوة الإسماعيلية الفاطمية فترة من الزمن إلي أن توفيت ثم تولي بعدها عدة دعاة‏.‏

وتنقسم البهرة إلي فرقتين الأولي البهرة الداوودية نسبة إلي قطب شاه داود وينتشرون في الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجري وداعيتهم يقيم في بومباي‏.‏ والثانية البهرة السليمانية نسبة إلي سليمان بن حسن وهؤلاء مركزهم في اليمن حتى اليوم‏.‏

احتفالات غريبة

وقد عُرف المجتمع اليمني بعضاً من الطقوس الغريبة لتلك الطائفة من خلال شريط فيديو قام أحد المصورين اليمنيين الذي استطاع التسلل إلى احتفالاتهم في منطقة حراز التابعة لمحافظة صنعاء وتصوير مولد "الولي" حاتم الحضرات أحد أشهر المزارات الدينية لهم ، وقد ظهر في الشريط سلطان الطائفة محمد برهان الدين وهو محمول على كرسي له ثمانية مقابض، في إشارة كما يقول الشريط إلى تشبههم بالآية "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"، كذلك يُظهر الشريط سجود أتباع الطائفة أمام أقدام السلطان في أحد الغرف الخاصة، وكذلك سجود السلطان نفسه لقبر حاتم الحضرات، ويضيف الشريط أن تلك الاحتفالات تتم بطريقة مختلطة بين الرجال والنساء دون ضوابط شرعية.

من أين ينفق البهرة على أنشطتهم ؟

اشتهرت البهرة بالتجارة والاستثمار العقاري والصناعي والصرافة، وتعد من أكثر الطوائف الإسماعيلية ثراءً، وتولى الدكتور محمد برهان الدين 92سنة رئاسة الطائفة خلفاً لوالده الدكتور طاهر سيف الدين تـ 1385هـ - 1960م.

ويُعد محمد برهان الدين من كبار أثرياء الهند إذ يُقدر دخله في السنة بنحو 220 مليون دولار ويفرض على أفراد طائفته إتاوات ضخمة "خمس الأموال" من خلالها استطاع شراء وإنشاء أكثر من عشرين مصنعاً كبيراً في الهند وباكستان وغيرهما، وله فنادق ضخمة مثل فندق أمبيسدر أتيل وفندق سند زهاوس، اشترى مشروع المياه الغازية كوكاكولا في بومباي.

يطلق محمد برهان الدين على نفسه اسم السلطان وعلى أبنائه اسم الشاه زاده أي : الأمراء، وعلى بناته الشاه زادي، أي: الأميرات، ويسمى مبعوثه الهندي الذي ينوب عنه في إدارة شؤون أتباعه في الأقطار الأخرى بالأمير.

يؤكد محمد برهان الدين عند زيارته للدول الإسلامية على ضرورة مقابلة رئيس الدولة وكبار الحكومة، وقد كان الاستعمار البريطاني يستقبل والده بواحد وعشرين طلقة مدفع كما يستقبل الملوك والرؤساء، كما يصر الداعي على أن تصحبه المواكب الضخمة وسيارات الرئاسة في البلد المضيف والموسيقى العسكرية التي تعزف بالنشيد البهري الخاص.