رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح
بتكثيف وتبسيط -بعيدا جدا عن الإخلال-يفصل المفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي بين ثلاثة مركبات تؤلف عالم الفرد والمجتمع ويفرزها كـ:\"أشياء\" و \"أشخاص\" و\"أفكار\".وينظر إلى أن الفرد يمر في مراحل نموه المبكرة بهذه المراحل الثلاث المتلاحقة متعرفاً فيها أولاً على \"الأشياء\" ثم يتعرف بعدها على \"الأشخاص\" ثم يتعرف أخيراً على \"الأفكار\"، وبنفس التعاقب تمر المجتمعات في تطوراتها الحضارية بهذه المراحل.وحين يهرم الفرد يمر بحالة نكوص عقلي وتقهقر فكري فيتراجع وعيه عائداً بتعاقب معكوس ليمر في نفس الطريق الذي سلكه ابتداءً, وكذلك تفعل الحضارات حين تجتازها الأيام وتشيخ.
والمتمعن في الحالة العضال للاستعصائية التي تضرب بأطناب دول المنطقة والمشكل الكياني الشامل الذي يمسك بتلابيب الأمة والمستهدف لوجودها , يصل إلى قناعة أكيدة وراسخة آن مجتمعاتنا تمر بمرحلة رجراجة ومتقلقلة مابين مرحلتي الأشياء والأشخاص في حالة نكوص وتراجع من نقطة لم تصل إلى مرحلة الأفكار مطلقاً.
وهذا الإشكال التاريخي ساهم في تشكيل وعي جمعي مأزوم بعقلية ملتبسة أدت إلى الافتقار إلى القدرة على التفريق ما بين المبادئ التي يضعها المجتمع كمثل عليا وما بين الأشخاص أو الرموز الإنسانية التي تجسدها-اوعلى الاصح العناوين التي تدعي تمثيلها- ,وعلى هذا الالتباس الأخطر تم تخليق تقسيم المجتمع الى طبقة من الكهنوت السياسي المحتكر للشعارات التي تؤطر علاقة الأمة بمنتهيات قيمها ومطامحها العليا..وجموع اقرب الى القطيع تدور في حلقات دوامية تهتف للزعيم الاوحد..
وهذا التصنيم شكل تاريخنا كتاريخ أفراد بالمطلق وليس تاريخ شعوب ومجتمعات, وربط كل فصوله وتحولاته بأسماء عضال لخلفاء وحكام ولافتتان الشعوب بزعماء نجحوا في تسويق أمجاد وهمية وانتصارات كلامية سبيلاً وأسلوباً للحكم,وإعاشة الناس في حمى تفاؤلات زائفة عن الزعيم الملهم الخارق لقوانين الطبيعة والقادر على صنع الأمجاد واجتراح المعجزات من اللاشئ والذي سيؤم إخوانه الزعماء العرب وجموع المؤمنين في الصلاة بالمسجد الأقصى بعد ان يفرغ من رمي الاعداء في البحر , ولكن الكيف والمتى تعتبر هنا من التساؤلات المبنية على سوء ظن وطوية لا تمر بخاطر إلا كل من هو مشكوك في انتماءاته أو ولائه للثوابت العربية العظمى .
ولقد أدى هذا الإحلال إلى إلحاق أضرار كبيرة بالأفكار والمثل العليا للمجتمع عندما تصدى لتبنيها أشخاص لم يكونوا أهلاً لحملها. والاكثر سوءاً من خلال إلحاق القيمة أو المثال الأعلى للمجتمع بحكام وزعماء انتحلوا خطاب سياسي وإعلامي متماهي مع هذه القيمة أو تلك الفكرة بغض النظر عن السلوكيات والمواقف التي اتخذتها تلك الأنظمة وكان لها وقع تدميري ومأساوي على الأفكار المتبناة ذاتها.
ان كل هذا التأليه والزعيق والاختزال المنظم للوطن في النظام السياسي الحاكم ومن ثم اختزال هذا النظام السياسي في شخص الحاكم الفرد لم تؤدي الا الى سلسلة من الصدمات التي عانت منها الشعوب العربية والى مراكمة للنتائج السلبية التي أحدثتها حالات التجييش العاطفي الممنهج والتي تسببت في هزائم وآلام ونكسات وتراجعات واستلابات للعقل واحتجاز الشعوب في حالات وجد وهمية عبر الترويج لأوهام التقدم والأماني والأحلام وكل التخيلات التي أدت إلى جعل الأمة تبدو اقرب إلى قارب في عاصفة ويعاني من وطأة بوصلة فاقدة للسداد وتشير باستمرار إلى الحاكم كوجهة أحادية ومنفردة للخلاص.
إن طريق الخلاص يبدأ من فصل الأفكار والقيم عن الأشخاص وعدم تحويل ميراثهم وممارساتهم واجتهاداتهم إلى عقيدة سياسية ونموذج لابد أن نحتذيه حذو النعل للنعل ونسير عليه\" خطوة بخطوة أو شبرا بشبر وذراعا بذراع \"وخصوصا أن الشعوب ما زالت والى اليوم تدفع ثمنا باهظا لامتناع هذه الرموز والزعماء-بالذات- عن إفساح المجال أمام التداول الديمقراطي والسلمي للسلطة والافراط في سياسة قمع جميع أشكال المعارضة بانتظام واغراق وملئ السجون بسجناء الضمير والفكر الآخر ومصادرة الحريات وتقويض حقوق المواطنة .
أن تأليه الحاكم لم يكن بالتأكيد اختراعاً عربياً.ويجب ان نقر بأنه ليس مقتصراً على شعوب المنطقة..ولكن الاستمرارية الشديدة والمتقادمة والمقاومة لأي محاولة للفطام من هذه الزندقة السياسية المؤسطرة للحاكم في الثقافة العربية , حولت هذه الشخصانية المفرطة الى اشتراط حتمي لمستلزمات الحكم في النظام العربي وتكريسها كأسلوب عبادة مستمرة ودائمة لزعيم خالد عصي على التغيير..