قدرها مليار دولار..مصادر إعلامية مُطلّعة تتحدث عن منحة سعودية لليمن سيعلن عنها خلال أيام الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟
قال الراوي انه جاء في الرسالة :"بسم الله الرحمن الرحيم من علي ابن ابي طالب الخليفة الرابع للمسلمين الى معاوية ابن ابي سفيان ابن حرب تحية طيبة وبعد: اشتقت للقائك بعد 1400 سنة هجرية وادعوك الى لقاء حاسم في صعدة "ارض في شمال الشمال اليمني" حيث الرمان والعنب، وهي بأرض لم ندخلها لا انا ولا انت، وليكن لقاؤنا في جامع الهادي وقت صلاة الجمعة ، ولا تنسى ان تحضر معك ملك اليمن ذو الكلاع الحميري الذي قال لك في صفين: " عليك ام تخطيط وعلينا ام فعال" وكذلك "ارطبون العرب" عمرو بن العاص فإنا لمشتاقون لهما والسلام ختام".
وجاء في الجواب على لسان الراوي: "بسم الله الرحمن الر حيم من معاوية ابن ابي سفيان ابن حرب خليفة المسلمين والمؤسس الفعلي للدولة العربية الاسلامية الى علي ابن ابي طالب الخليفة الرابع كرم الله وجهه ، ونحن على اشتياق للقياكم ونزولا عند رغبتكم سنلتقي في صعدة ولولا دعوتك يا ابن العم ما كنت نزلت بارض يلعن فيها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واُلعن فيها ليل نهار، خاصة في الجامع المذكور، واتمنى ان يكون معك ريحانتا رسول الله الحسن والحسين عليهما السلام في هذا اللقاء فقد اشتقت لتقبيل جبهتيهما ،فهما ما بقى لنا من نسل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وليحضر ابي موسى الاشعري رضي الله عنه فقد احببنا رؤيته فهو ممن قال فيهم رسولنا الكريم (أتاكم أهل اليمن هم ارق أفئدة والين قلوباً،الأيمان يمان والحكمة يمانية )، ولي امل اخير ان يكون لقاؤنا سرا عن ام المؤمنيين عائشة رضي الله عنها ، فلن تكون راضية عن اللقاء بأرض تُهين زوج الصادق الامين وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والسلام عليك يا خليفتنا الراشد".
اذا التقى بنو هاشم في صعدة فلن يكون الا الضم والتقبيل والعناق بين ابناء العمومة فهم اصل قريش وليس بينهم الا كتاب الله وسنة رسولة، اما ما يتخيله غلام الحرب الحوثي الصغير عبد الملك، من انه ينصر ال البيت فان البيت العلوي الطاهر منه براءً في الفعل وبراء في النسب الذي لا يتصل بقاتل مأجور يعمل لصالح من يدفع اكثر سواء اكان علي صالح او اية الله خامنئي او حجة الله مقتدى الصدر او ناصر الديكتاتورية والوحشية قاتل السوريين حسن الملقب بنصر الله الظالم بما صنعتة يداه المظلوم زورا وبهتانا وان ادعى المظلومية المزعومة.
الحوثي الداعي الى ولايته ، لانه يرى نفسه احق الناس بها لقربه من النسب النبوي قد نسي وتناسى ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: (من ابطئ به عمله لم يسرع به نسبه) فأي عمل يعمله الان ليس سوى إعمال للقتل في اليمنيين الابرياء من الجوف الى عمران الى حجة والى صعدة وبالتحديد دماج حيث يقطن هناك مخالفيه في المذهب، هذا وان صح نسبه فمن قال له ان ولايته تصح وعلى اي دليل يستند وكل ما سيستند عليه هي مرويات مكذوبة لا تصح ولم ترد ولم يعد للهذيان بها مجال في زمن الحرية والمساواة.. ومن قال له انه وريث الحسنين؟ ومن قال له انه احق بها دون بني هاشم في اليمن؟ لقد كان لوصول من يدعون الاتصال بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرن السادس عشر الميلادي من على ضفاف طبرية- نحن بحاجة ماسة الى معرفة الفرق بين التشيع العلوي والتشيع الطبري- اثرا في ازدياد مدعي النسب النبوي في اليمن مع ان لا اشكالهم ولا سحناتهم تدل على انه عرب اصلا ، فمن الذي يستطيع ان يقول ان للعرب عيونا خضر ووجوها صفر وشعورا شقراء فهذه الصفات لم توجد سوى عند الفرس والترك والرومان وليس لها عند العرب وجود، لكنه القدر وحده من رماهم الى اليمن ارض الانصار فاحتوتهم واوتهم لكنهم ظهروا على حقيقتهم في ازمنة متباعدة وكان لثورة 26 سبتمبر انهاء لحكم البطنين في اليمن واعادة الامور الى اهل سبأ وحمير من سكان اليمن الاصليين من قبل كل الديانات السماوية المعروفة، تلك الثورة ساوت بين الناس مع ان التعصب ظل كامنا تحت الرماد ،ولكنه لن يفلت هذه المرة، فثورة التغيير قائمة على المساواة والمساوة وحدها هي الحل للعقد والتخلف العنصري المقيت.
اننا اليوم في خضم ثورة التغيير نسمع هنات وملاسنات باسم البطنيين يطلقها الحوثي واتباعه متناسيين ان اليمن لليمنيين وحدهم لا سواهم ،ومن اراد ان يكون يمنيا فليعلق نسبه على اقرب زريبة بعيدا عن اليمن، فاليمن ليست ميراثا لفاطمة بنت رسول الله رضى الله عنها وصلى الله وسلم على ابيها الذي امن به اهل اليمن وبايعوه على شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وعلى الصلاة والصوم والزكاة والحج ، ولم يكن من ضمن الشروط للدخلو في الاسلام ان يكون لاحد حق الوصاية عليهم او ان يولوا احد احفاده او من يدعون ذلك.
لا غرابة ان يكون هذا الفكر المازوم قد قام طيلة سنوات بنبش الرماد على وجوه اصحابه فاعماهم ،فحاربوا الجيش اليمني لنصرة فصيل على فصيل وضحوا بابناء الناس – 90 من الحاربين ليسوا من الطبريين ولا الهاشميين وانما ابناء قبائل فقراء قادهم الفقر والحاجة والجهل الى مراتع الدجل والتشيع المجافي لال البيت الاطهار- وبيوتهم وممتكلاتهم بل ضحوا بصعدة باكلمها ، لكي يحصلوا على وعود صالح في حكم جزء من اليمن والانتشار في مناطق جديدة وصناعة نفوذ مزعوم لم يكن ولن يكون. والعودة الى هذا الفكر هو نقض لثورة سبتمبر التي يدعي صالح كذبا انه من ثوارها، لكنه ظل وفيا لسيده الذي خدم في قصره لسنوات قبل الثورة وبعدها الى ان التحق بفرق الغزاة الممولة من كل ممالك الدنيا فيما سمي بحرب الملكيين والجمهوريين ، وفي نهاية المطاف وصوله للحكم تسللا على التاريخ.. فاراد ان يقدم لسادته خدمة العمر ، لكنها اتت متاخرة وغير مرغوب فيها من كل ابناء اليمن الذين يريدون السيادة على وطنهم الغالي والذي لن يهبوه لادعياء النسب، ولا لصالح الذي انكسرت ارادته بثورة التغيير والخروج صاغرا بمبادرة تحفظ له حياته بعد الشوي الذي تعرض له على ايدي حرسة الخاص.
اليمن اليوم ليست بحاجة الى اوصياء ولا الى ادعياء ،ويكفيها ان يكون الحاكم من "البطنيين ادم وحواء" لاسواهما ،فلا قبول لاولاد ابي لهب ولا لعيال ام جميل في الحكم الالهي المزعوم ،فالله ليس له ظلا في الارض ،فهو سبحانه موجود في كل مكان ولا يحتاج لحراس ولا لخدم ولا يرضى سبحانه ان يقسم الناس الى سادة وعبيد لانه رب الحرية المحددة في منهجه الشامل وقرانه الكامل وهدي نبيه الوافي.
في صعدة اخرج الحاوي ورقته الاخيرة وهي الطائفية التي رباها هناك في دماج علي يد رجل شيعي الاصل سلفي الهوى والعقيدة وهو مقبل بن هادي الوادعي، ومنحهم صالح فرصة لتقويض السلم الاجتماعي من خلال نشر افكار تتناقض مع بنية المجتمع اليمني الحضارية، والتي لا تقبل بالاخر فاتوا وصنفوا عقائد الناس وادخلوا في مصطلحهم "اهل السنة والجماعة" من ارادوا ممن ينتمي اليهم، فاخرجوا الصوفية والمعتزلة والزيدية والشافعية والاخوان والاحزاب برمتها من هذا المصطلح وصنفوا الجميع "مسلمين فيهم نظر" مستعملين علم الجرح والتعديل في تعديل الناس بصفاتهم وعقائدهم وحتى انهم استعملوه في الملابس والملاعق والكلام والانتماء، متناسين انه علم استخدمه العلماء لمراجعة الكم الهائل من احاديث رسول الله وتنقيتها من الشوائب.
وفي المقابل ايقظ صالح الشباب المؤمن بهوى النفس والطامح لمحاسبة خلق الله من سيدنا جبيريل عليه السلام الى حسن الكشري قدس الله سره ، وشعروا بالغبن من وجود الوهابية في قلب عاصمة الهادي الذي طور مذهب الامام زيد بن علي بحسب فقهه، وتميزت قلوبهم غيضا من وجود منافس حقيقي لهم في صعدة التي دخلها المذهب بادئ ذي بدء برجاله عنوة وسبى النساء وقتل الاهالي وغير مذهبها بالقوة والسلاح مستخدما اسم رسول الله في المعركة الخطأ ،و دفعت بعض اجزاء اليمن الشمالية ضريبتها لمئات السنين وتحملت صراعات البطنين والفخذين والرجلين ، وكل "الضحايا من اهل اليمن".
الحوثيين ابناء رسول الله " امنيةً " يصح عليهم ما على السلفيين "مجازاً " من بدعية اللقب ولا شرعية النسب، طرف يسب الصحابة وام المؤمنيين ويحرض غلمانه وعبيده على ذلك ، فما تركوا لرسول الله ولا لاهله ولا لاصحابه من حرمة، متناسين ان من سب ام المؤمنيين واصحابه فهو يجرح ويطعن في رسول الله ونبؤته بطريق غير مباشر، فمن كان اصحابه وزوجته مثلما يصفون فلا يصح ان يكون رسولا على الاطلاق . وطرف يسب العلماء والصالحين فلم يستثن الشيخ مقبل حتى ابا حنيفة النعمان امام الائمة صاحب اكبر مذهب في تاريخ الاسلام من الجرح، وجرح معظم علماء المسلمين الاحياء والاموات وجرح قلوبنا وادماها وتابعه في ذلك الحجوري الذي يفاخر انه بين مغرب وعشاء جرح اكثر من 150 عالما من علماء الاسلام، وهو الذي اعلن الجهاد تحت راية علي صالح ضد الحوثيين وكانه لا يعرف ان صالحا اليوم غير صالح حتى لرعاية نفسه الامارة بالسوء.
كلا الطرفين يمثلان التخلف ويكرسانه بين اتباعهم المعصوبي الاعين، الذاهبين بلا عودة الى تأزيم الاوضاع بين الناس وجر مخلفات التاريخ الموهوم الى اليمن والتي توصف اليوم بالبلد المتخلف، ونحن كشعب متخلف اليوم قمنا من مرقدنا ونريد ان نزيل التخلف فصنعنا ثورة مازالت في بدايتها ، ونحتاج الى اعوام واعوام حتى نخرج من تحت عباءة التخلف، والحرب الدينية القائمة في صعدة هي تخلف محض واعادة انتاج مشاكل قديمة تحويها كتب التاريخ المغلوطة اكثر مما حوتها الوقائع - فكل طرف الف لنفسه تاريخا بما يريد وبما يخدم اهدافه – وهذا ما نسمية باعادة انتاج التخلف.
لسنا ايها المتحاربون في سبيل الله ناقصين تخلف اريحونا اراحكم الله ، ولستم مسئولين لا عن الاسلام ولا عن الله ورسوله ولا عن الصحابة قفوا مع انفسكم وانظروا اين انتم.. انتم في الحضيض فلماذا تقتلون انفسكم؟ لاجل ماذا لاجل العقيدة ؟ارحلوا بعقائدكم فلسنا بحاجة اليها ، فهل تتقاتلون لاجل التاريخ ؟ اذا كان ذلك فدونكم يثرب وام القرى وفدك، فهذه ارض سبأ وحمير، ان اردتم العيش مع اهلها اهلا وسهلا بكم على شرط عدم التباهي بانساب ومذاهب وعقائد فمهما كنتم في ذلك ومهما كان لكم من النسب فاليمنين انسب منكم، ومهما كان لكم من دين فاليمنيين لهم من الدين ما يفوقكم مجتمعين فاريحوا انفسكم واحفظوا دمائكم، واريحوا البلد من عفنكم الذي دنس ارض اليمن الطاهرة.
لا نريد لجنة وساطة تذهب الى صعدة وتعود بتقرير مدفوع الاجر من قبل الطرف الاقوى هناك ، نريد لجنة مثل تلك التي ذهبت الى عبس وذبيان بعد داحس والغبراء والمكونة من هرم بن سنان وقس بن بقوله :
فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ
يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ
تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ
من منا اليوم لا يخشى من فتنة لن تصيب فريقين من الحمقى وانما ستصيبنا جميعا، انها الورقة الرابحة التي لعب بها الشيطان في اليمن في اسلوبه "عليا وعلى اعدائي" ، اذا لم يتدارك السيدان " سنان وقس" ما يجري هناك فان الكارثة ستكون اكبر، ونوصيهما بنزع سلاح الحوثيين فلا تحتمل البلد حزب الله متهور ،فيكفينا ما ذقنا من حروب ونزفنا من دم، وعلى الحوثيين ان يسهموا في بناء البلد عن طريق تكوين حزب يمثلهم او الانضمام لاتحاد القوى الشعبية او حزب الحق او اي منظمة جماهيرية واضحة الاهداف والرؤى وترك السلاح والمضي قدما في التمدن. وعلى السلفيين ان ينضموا لاحدى الجمعيات السلفية التي باتت جزء من منظمات المجتمع المدني، ولتكن جمعية الاحسان او جمعية الحكمة ملاذهما الامن بعيدا عن التحجر والتعصب الاهوج الذي سيقودهم الى جحيم الجرح والتعديل والتضليل والاضلال بالفتاوى التي قدموها لسنوات لأمير المؤمنين صالح.
وليس لدى القوم اليوم وفي مقدمتهم "علي ومعاوية" سوى الرضوخ للمدنية الحديثة والتقدم للانتخابات لحسم امرهما، ومن سنراه نافعا لنا استأجرناه لبعض شئوننا الدنيوية، وبالاجر الذي سيحدده القانون، ومرحبا بالجميع في اليمن وفي دولتنا المدنية.