فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي الكشف عن بنود مسودة اتفاق بين اسرائيل وحزب الله بمقصية رائعة.. رونالدو يقود البرتغال الى ربع نهائي الأمم الأوروبية
لا مفاجئة في خطاب الرئيس ، لكن الفاجعة الحقيقة عندي أن الرئيس لم يستشعر بعد هول الأخطار المحدقة بالوحدة والوطن والشعب..
أعلن الرئيس عفوه عن المعتقلين من حرب صعدة والمحتجزين على ذمة الفعاليات السلمية في الجنوب، و الصحافيين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية ومثلهم من لديهم قضايا منظورة أمام المحاكم.
كان على الرئيس أن يطلب العفو من شعبه الصابر على كل هذه النكبات التي صنعتها سياساته فيه.. ليطلب العفو من أسر الضحايا ومن هدمت منازلهم وقراهم وسحقت مزارعهم في صعدة جراء الحروب الستة العبثية التي دارت رحاها على رؤوسهم.. كان عليه أن يطلب العفو من مئات العائلات في كل المحافظات الجنوبية ممن فقدت أفرادها وجرح البعض الآخر منهم نتيجة القمع الذي طال المتظاهرين العزل في فعاليات الحراك السلمية.. كان عليه أن يلتمس العذر من أكثر من أربعين صحافيا جرجرهم إلى النيابات ومحكمة الصحافة - وكاتب هذه السطور واحد منهم- ويوجه بتعويضهم وسداد الديون التي عليهم أثناء تنقلهم بين محافظاتهم وعاصمة الوحدة ليحاكموا على تغطية أحداث حصلت في اليمن وليس في المريخ.
كان على الرئيس أن يتوجه إلى ملايين المواطنين ممن يكتوون بالفقر والمعاناة جراء سياسات حكومته التي جعلت غالبية هذا الشعب في حافة الفقر والجوع.
أي مهزلة في هذا البلد الذي تداس فيه القيم والأخلاق ..تداس فيه الحياة.. تمتهن في الكرامة،هل سمعتم عن عصابة رسمية تختطف مواطنا وصحافيا وسياسيا مثل محمد المقالح من وسط شارع العاصمة صنعاء وتنكل به وتخفيه شهورا،ثم يقدم إلى المحاكمة بتهم سياسية كيدية ، وإتماما للمهزلة يظهر علينا رئيس الجمهورية بعد كل هذا التوحش ليسقط جميع الأحكام على الضحية المقالح فيما تتجاهل هذه المكرمة الرئاسية كل وقائع الخطف والإخفاء والتعذيب وفاعليها.
عفو الرئيس هو بحد ذاته إهانة للوحدة اليمنية في يوم ذكراها ،وصكوك الغفران التي راح يوزعها تكشف الحرية المقيدة في سجون الحاكم المملوءة بأصحاب الرأي من السياسيين والصحافيين وأفراد الشعب، ذلك أن الوحدة اليمنية ما جاءت إلا لتمنحهم هذه الحرية بينما الحاكم كبلهم بالأغلال وكبهم في السجون والزنازين فكان كمن خان الوحدة وقيمها وأهدافها ومضامينها.
صنعاء عاصمة الوحدة التي فتحت ذراعيها للوحدويين الحقيقيين القادمين من الجنوب عام90م هي اليوم تخفي في سجونها المظلمة فؤاد راشد وصلاح السقلدي وبامعلم وعسكر وفادي باعوم وقبلهم حسن باعوم ويحيى غالب والداعري والسعدي وحقيص وبن فريد والعقلة ومنصر والقائمة طويلة ويحاكم فيها العشرات من الصحفيين من الضالع ولحج وعدن وحضرموت وشبوه.
عدن وكل مدن الجنوب التي تنازلت عن كل شيء ورحل كوادرها عنها إلى عاصمة الوحدة لا يحملون إلا الحب والحلم آنذاك ،هاهي هذه المدن اليوم ساحة حرب مفتوحة لجحافل الحاكم القادمة من كل الشمال.
هكذا يبدو لي المشهد اليوم .. جنوبيون مقيدون في صنعاء، وشماليون مدججون بترسانة عسكرية في عدن ومدن الجنوب الأخرى، والحاكم الفرد يقف في مهرجان الوحدة بتعز وحيدا دون شركائه الذين صنعوا الوحدة ، فهم بين قيادات في الشتات وموظفون أحالهم إلى التقاعد القسري ورفض شراكتهم حتى في الوظائف، ومدن جنوبية تحت الحصار العسكري كما هو حال مديريات لحج والضالع وأبين وشبوة وإلى جانب كل ذلك سياسات اقتصادية صنعها الحاكم نشرت الفقر والجوع في كل مدينة وقرية من ربوع الوطن.
كان على الرئيس وهو في حضرة وجلال يوم الوحدة الأغر أن يساءل نفسه : لما كل هذا الخراب والدمار في وطن الثاني والعشرين من مايو؟ لماذا صارت الوحدة اليوم في أسوأ حالاتها حتى من عام 94م التي اندلعت فيه الحرب؟ لماذا جيل الوحدة في كل الجنوب أكثر تطرفا ضدها؟ لماذا لا تزال البندقية وقوة الجيش والأمن مشرعة تحمي الوحدة ولم تهدئ حتى بعد 20 عاما من تحقيقها؟ لماذا عاد البيض والعطاس من جديد وبعد خمسة عشر عاما ليكونا الفاعلين المؤثرين في ملايين الجنوبيين وليس خيرات ومنجزات الوحدة؟.
أسئلة مرة ، لكن الأمر منها أننا كل يوم نتأكد أن يمسكون دفة القيادة في هذا البلد ما عادوا يقدرون المخاطر التي تحيط بوطننا وشعبنا من كل اتجاه،تعطلت قرون الاستشعار لديهم ،وأصابهم الصمم وعمى البصر والبصيرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.