جذور الأزمات الثلاث في اليمن..كيف بدأت والى اين انتهت
بقلم/ أمجد خشافة
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و يوم واحد
الأربعاء 17 مارس - آذار 2010 04:28 م

مع وجود الاحتقانات السياسية على مستوى الصعيد العام في اليمن تجلت منعطفات خطيرة تتجسد في صور من النزاعات المحلية ، تتهادى في معترك أحقية إثبات الوجود لشخصية أطراف النزاع ، حول محاور وأسس هي التي تشكل الفيصل الأساسي لا ارتهان الدولة وبقائها كدولة ضمن الإطار العام لأهم الدول التي تتصدر المرتبة السادسة ضمن الدول المهددة أمنيا في العالم المكونة من خمسة عشر دولة،

وهو الأمر الذي دعى إلى لفت النضار الإعلام العالمي و الحكومات الدولية لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد كان أهم تلك المحاور محاولة تفجير الطائرة الأمريكية ( في دتيروت) فحين كان المعترك على المستوى المحلي الذي يلبي سياسة أمركا لم يثير حفيظتهم إلى إذا تعدى مصالحها فا لحرب في الشمال الذي أطلقته الدولة في حينها على عناصر الحوثيون بالإرهابيين والقيام في الحرب السادسة على الفصل العسكري مع الحوثيين أثارت السفارة البريطانية تدخل متوقع عسكريا في هذه القضية ، حتى على مستوى استنكارهم لوصم المتمردين بالإرهاب ، هنا تلتقي مصالح خارجية لتحقيق مصطلح تفتيت العدو في عقر داره ولو على حساب عامة المجتمع ،

وفي هذا السياق تجلت في الساحة اليمنية أزمات متباينة كما عدها خبراء سياسيون دوليا ومحليا من اخطر الأزمات التي يمر بها اليمن حاليا وهي تقف على خمس محاور نكتفي بثلاث :

أولا: أزمة الحرب في صعدة

إن الارتهان إلى خيارات إطلاق العنان للجيش في الوقت الحرج في إدارة الأزمات حاليا هي الطريقة الأسهل في التصعيد المستمر للأزمات الذي ينذر بتصاعد موجات العنف و العنف المضاد ،

حرب صعدة والتي تمثل المحور الأساسي التي تتصدر القائمة الأولى كإحدى كبريات أزمة اليمن منذ اندلاع الحرب عام 2004 عبر حروبها الست لتشكل الاهتمام الأكبر محليا وإقليميا كون الخطر قد جس الدول المجاورة ولسعتهم الحرب المبتدئة ، الأمر الذي أدى إلى عقد المؤتمرات في لندن والرياض ، وحسب ما ذكره الدكتور (فار س السقاف )في لقاء مع صحيفة ( الناس ) العدد487 فإن مؤتمرات الرياض كان تتمة لمؤ تمر لندن وهو تتمه لمؤتمر ألمانيا وكل هذه المؤتمرات آخر فرصة لليمن والسعودية للخروج من الأزمة.

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها شرعت الهدنة بين طرفي النزاع الحكومة و الحوثيون على نقاط ، بداء الحوثيون في تسليمها فالبند الأول تم في وقف إطلاق النار وبدأت عملية نزع الألغام ، وعلى غرار ما يلهج بة الحوثيون حتى ألان بأ نهم لا يمانعون من وجود السلطة المحلية وأن تباشر كامل عملها بل ويطالبون بسرعة وصولها فإ نها كما ذكرت ( رويترز) عن محللين دوليين إن هدنة لوقف الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيون انجرت إليها السعودية لن توفر سوى راحة مؤقتة لأن المشاكل المزعجة التي اذكت الصراع ما زلت دون حل ) .

فإن القادم هو الأخطر المحدق لاستنهاض كيان الفتنة دون خيار فا عل يحد من إقاضها مره أخرى لأن وراء الحدود ثمة متربص يرصد كل عثرة لنفاذ مصالح هي لليمن ثمرات مريرة وشراك لن يكون المخرج إلى بدرع من العقلاء للصد عن النبال التي تأتي من الخارج بصورة فتح ملفات الشمال و الجنوب الذي يمثل ألازمة الثانية في اليمن .

ثانيا : أزمة الجنوب

لقد تشكلت الأزمة التي تتصدر القائمة الثانية من أبرز الأزمات في اليمن عبر منعطفات متباينة بعد قيام الوحدة عام 1990 ، جاءت لتجسد الفساد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي إنتها في بروز عدة مظاهر من السخط في الوسط الجنوبي خاصتها،وتشكل المنضمات والخلايا الصارخة في وجه حكومة صنعاء والداعية للإ انفصال العلني ،ومن هنا تتجذر مظاهر الأزمة الجنوبية التي برزة على المستوى الصعيد السياسي والاجتماعي و العسكري للحراك الجنوبي كان أهمها:

1-عودة الحديث والمطالبة بالعودة إلى الانفصال أو إصلاح مسار الوحدة على أساس وثيقة ( العهد و الاتفاق) الموقعة بين شركاء الوحدة في (الأردن ) عام 1993 وقد أصبح الحديث يدار في عدة أطر، إطار الحزب الاشتراكي، إطار الحراك الجماهيري في الجنوب، إطار المعارضة في الخارج ،

2- السعي لإنشاء قناة فضائية لتشكل الحلقة المركزية في المعارضة فقد وصف (عبد الله احمد) رئيس ( التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج) بأن قناة جنوبية تعطي وطنا جنوبيا.

3- وآخر مظاهر هذه الأزمة بروز حركات تسلح عمدة على إشهار السلاح في وجه الدولة لتفضي إلى حراك دموي تظهر تبعاته يوما لآخر .

وفي هذا التصعيد المتراكم للأزمة ظهرت خطوات في بادئ الأمر من قبل أجهزة الدولة تحركات إستراتيجية سطحية وغير مؤسسية لقاعدة الحل المختلفة ،وعدم الاهتمام بشأن القاعدة العريضة من منسوبي الجيش الذين أحيلوا إلى التقاعد .

- من وراء الاحتقانات في الجنوب -

إن ابرر التشرذم الذي تصل إلية دولة ما تبدءا في أزمات داخلية ما تلبث حتى تتبنى قوى خارجية لتأجيج الصراع وإشعال فتيل الفتنة فحين بدأت الأزمة في( دارفور) بين قبيلتين حتى تعدت إلى صراع مرير بسبب التدخل الخارجي في شؤون الدولة فكذالك اليمن فإن المرتقب عن كثب للأزمة في الجنوب كانت وما زالت بعض الدول تقف وراء غلي اليمن في موقد الإحداث وعمدة على فتح الملف الوحدة اليمنية الذي يأتي على خلفية تحركات نشطة لجهات إيرانية، يهدف حسب ما نشرته صحيفة الشموع في 21-4-2007 توافق عمل استخباراتي وبتنسيق عالي المستوى بين الاستخبارات (البريطانية والإيرانية) من جهة و الصهيو أمريكية من جهة أخرى، وكذالك فتح بريطانيا المجال على مصراعيه في لندن التي تعقد فيها المؤتمرات التي تمثل ما يسمى –التجمع الديمقراطي الجنوبي- تاج ، وحسب ما ذكر في كتاب (أزمة الجنوب ) الصادر عن مركز الجزيرة العربية للدراسات و البحوث ، إذا صحت هذه الإخبار فإن إيران تهدف إلى التخفيف من وطأت الحرب على الضروس على الحوثيون ولفت النضار إلى الملف الجنوبي كما تهدف إلى معا قبة نضام صنعاء ردا على الوقفة التاريخية مع العراق ضد إيران ، وأخيرا والاهم م ذلك إضعاف القوى السنية في المنطقة من خلال غياب الاستقرار عن منا طقهم الأمنية و إشغالهم بالصراعات البينية وكذلك حسب ما ذكر في الكتاب إن هذا التشرذم الذي وصلة إلية اليمن كان للأحزاب السياسية جزءا من الأزمات السياسية التي اتجهت إلى المكايدات المتبادلة بينها وبين الحكومة فشكلت فسادا وعائقا في عملية التطور على شتى الأصعدة وإنهاك الطاقة التي استنفذت في محاور جعلت اليمن تغرق في وحل الاقتتالات على بحر م الدماء.

ثالثا: أزمة القاعدة

مر تنظيم القاعدة بشكله العام عبر ثلاث مراحل منذ قيام الحرب الأفغانية ضد الإتحاد السوفيتي التي اجتمعت حشود المجاهدين العرب سنه 1979م فقد كانت مرحلة أولية في سيرها الجهادي فأنشأت المعسكرات التدريبية لاستقبال الوافدين كان أبرزها مكتب الخدمات التدريبية الذي أسسه الشيخ الدكتور (عبدا لله عزام ) وموله حتى عام 1986م الشيخ (أسامة بن لادن ) بعدها تفرغ لمعسكر ( مأسدة الأنصار ) ليمثل (قاعدة بيانات المجاهدين )وحلقة وصل بينهم وبين أسرهم ومن هن جاءت تسمية القاعدة .

المرحلة الثانية – هي الانتقال إلى جبهات أخرى وتشييد المعسكرات حتى المرحلة الثالثة التي توجت بإعلان الجبهة العالمية لمقاتلة اليهود و الصليبيين في فبراير (1989) .

ويحتل جنوب اليمن في مراحل القاعدة الثلاث منزلة متقدمة منذ بداية التأسيس حتى اليوم فلقد بدأت بواكير النشاط الميداني الجهادي لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن الذي كان يستهدف ضرب الحزب الاشتراكي الأمر الذي أتى على غرار قول الشيخ بن لادن في ثمانينات القرن الماضي ((لانجوت إن نجا الحزب الاشتراكي في جنوب اليمن )) وكان أ برز من اعتمد عليهم هو (أبو مهدي يسلم بارسين) الذراع اليمني الأول في جنوب اليمن .

حتى بعد حرب 1994م ازداد نشاط القاعدة وظهرت جما عات مسلحة أدى أدى إلى إرسال رسالة شخصية من ابن لادن إلى الرئيس صالح ((بأن المعركة ليست مع اليمن وأن بإمكان أن تكون كذلك )) وفي عام 1997 تم تشكيل أول جماعة تحت مسمى(جيش عدن أبين ) تم تأسيسه من قبل ( أبو الحسن المحضار ) الذي تم إعدامه نهاية 1999م فشكل الفيصل لبداية النزاع العلني بين القاعدة و حكومة صالح ، فتأتي ضرب المدمرة (كول) ردا على الحكومة لكي تفضحها با لعمالة لأمريكا حسب تصريحات بن لادن هذة الصورة من حالة النزاع والمعترك كان من ابرز محور الصراع الذي تم تضييق الخناق على القاعدة في اليمن ضرب قادة التنظيم علة رأسهم ( أبو علي ألحارثي ) و المداهمات المستمرة في اعتقالات متفاوتة الأمر الذي ظهر مؤخرا ليفاجئ العالم مطلع 2009 م بتشكيل ((تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية ))ليخبر العالم بأنة تنظيم ليقف عند نوع الجنس ،ولايحدة حدود،ولايوقفة تراب،ولايفرقة إقليم ،ولكنة تنظيم سقفه الإسلام وسعيه الجهاد وبغيته الأقصى .

Amged77@htmail.com