الحرب الطائفية.... من المستحيلات في اليمن
بقلم/ محمد عبدالفتاح السامعي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 26 يوماً
الثلاثاء 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:41 م

لا شك ان التحركات والتوسعات الميدانية التي يقوم بها انصار الحوثي في المناطق القريبة من صعدة تثير القلق والشك اضافة الى ذلك حصاره للطلاب الدارسين في دماج ممن يطلقون على انفسهم سلفيين وكذلك الحرب الاعلامية بين بعض الافراد المحسوبين على الاصلاح في المواقع الالكترونية وبين اتباع الحوثي الا ان هذا كله لا يجعلنا نعتقد ان البلد سيتجه الى الحرب الطائفية ابدا وذلك لعدة اسباب نورد البعض منها هنا:

حزب الاصلاح والذي يعتبر الاكبر تنظيميا وشعبيا في اليمن والافضل سياسيا على مستوى المنطقة ليست من ادبياته ولا من اهدافه ان يقضي على الاخر او ان يهتم بالطائفية فمنذ تأسيسه وهو يسعى بكل امكانياته الى بناء الوطن وتنميته الدليل على ذلك انه لم يميل الى بناء قاعدته واعضاءه عسكريا ولا طائفيا _ فهناك الكثير من اعضاءه وقياداته تنتمي الى الاسر الهاشمية او المحسوبين على المذهب الزيدي _انما هدف الى بناء الوطن فكريا وثقافيا ولن اكون مبالغا اذا قلت ان الجزء الاكبر من ابناء اليمن المبدعين هم من المنتمين لهذا الحزب فأغلب الشعراء والادباء والمنشدين والخطباء والمحامين والصحفيين هم ممن يميلون الى هذا الحزب سياسا اضافة الى جزء كبير من الاطباء والمهندسين والكادر التربوي والتعليمي ينتمون اليه ولمن يريد التأكد من ذلك فليرجع الى النقابات والاتحادات العامة ناهيك عن المخزون الاستراتيجي الذي يمتلكه هذا الحزب من خلال افراده الموزعين على بقاع دول العالم الدارسين فيها والذين يشكلون نسبة غير قليلة اكادميين وخبراء ! من خلال هذه المعطيات التي اوردناها سابقا يستحيل على هذه العقول المفكرة والنيرة والتي همها الاول هو بناء الوطن وتنميته ان تنقاد بأي استفزاز او طريقة الى الانصدام مع الحوثي او غيره من الاطياف السياسية او المذهبية, فحزب الاصلاح اليوم امام مسؤولية تاريخية ووطنية ودينية للحفاظ على النسيج الوطني الواحد والعمل على تنميته وبناء دولة النظام والقانون بالمشاركة مع كل الاطياف السياسية الاخرى !

وفي الجهة الاخرى فالحوثي ليس بذلك الغبي الذي يجعله يقحم نفسه ويتورط في حرب هو يعرف تماما انه الخاسر الاكبر فيها , وهو يعلم ان الشعب كله سيقف ضده اذا استمال الى هذا الخيار, سيهتم الحوثي مستقبلا بترتيب اوضاعه وربما هو بصدد السعي لتشكيل ائتلاف سياسي مع احزاب كانت موجودة في اللقاء المشترك مثل حزب الحق والقوى الشعبية , ومن المعلوم ان الحوثي لا يحمل اي برامج حقيقية يمكن ان يقدمها للشعب حتى الان , سيتخلى الحوثي عن السلاح والفكر الاقصائي ليس بارادته انما باجبار الواقع له فالشباب الذين خرجوا ليسقطوا الطاغية الذي كان يتستر بستار الديمقراطية مستحيل ان يقبلوا بعودة عهد الاستعباد والامامة او الحكم بقوة السلاح والعمامة !

نأتي الى السلفيين العدو اللدود للحوثيين فهم قلة ولا يشكلون اي ثقل سياسي او حتى مجتمعي بالاضافة الى فقدهم التأييد القليل الذي كانوا يحضوا به من قبل وذلك بسبب موقفهم المخزي والسيء من ثورة الشعب ووقوفهم مع من يسموه ولي الامر ومشاركتهم باصدار فتاوي تبيح دم الشباب الحر وايضا قذفهم لبعض ناشطات الثورة !

ما اريد قوله هو كما قال الدكتور الرائع مروان الغفوري في جوابه على تساؤل الثائر الرائع هشام المسوري عن موقفه من تحركات الحوثي وعن خطر الحوثي بعد الثورة قال الدكتور \"\" لا خوف من الحوثي وغيره ,,ما دام ان الشعب اليمني موجود وتعز موجودة \"

كم كانت اجابة الدكتور باعثة للاطمئنان في قلبي وقلوب الكثيرين من شباب الثورة في واديه المثمر \"وادي مروان الغفوري \" في الفيس بوك !!

نلقاكم في يمن ما بعد الثورة.. يمن صراع البرامج وليس الأيدولوجيات !

اسأل الله ان ينصر الثورة ويرحم شهدائها