رئيس الحكومة يعلن من عدن اطلاق عملية اصلاح شاملة تتضمن 5 محاور.. تفاصيل الكشف عن كهوف سرية للحوثيين طالها قصف الطيران الأميركي في محافظة عمران انفجاران بالقرب من سفن تجارية قبالة سواحل اليمن محكمة في عدن تستدعي وزير موالي للإنتقالي استخدم نفوذه ومنصبه في ظلم مواطن العليمي يضع الإمارات أمام ما تعانيه اليمن من أزمة اقتصادية موجة برد قاسية متوقع أن تستمر في 8 محافظات البحرية البريطانية: تلقينا تقريرا عن حادث بحري على بعد 25 ميلا غرب المخا حكم قضائي يعمّق الخلاف بين الرئاسي والنواب شرطة تعز تعتقل قاتل أربعة من أفراد أسرته في صنعاء اشتعال حرب التكنولوجيا ..الصين تسبق الولايات المتحدة في التاكسي الطائر ذاتي القيادة
يعتبر النقد البناء والنقد الذاتي هما أساس لتقويم أي خطوة سياسية أو بناء سياسي يأمل مكوناته بكتابة النجاح في توراة سجله النضالي والتاريخي .
وعندما يكون الحديث عن مرحلة فاصلة في تاريخ الأمم والشعوب ؛ فإننا بحاجة إلى النقد البناء في أي خطوة تتخذ في مسار الثورة انطلاقا من الحرص على نجاحها وعدم تشويه ولادتها الطبيعية التي استمدت مخاضاتها من رحم معاناة الجميع،والحديث أو الاستفسار ووضع النقاط المعينة في أي خطوة ليس من قبيل بيع الماء في حيي السقائيين كما يتصور البعض لكنه من قبيل الحرص على نجاح هذه الخطوة الهامة.
فكانت ولادة المجلس الوطني ضرورة لنقل الحالة الثورية إلى خطوة متقدمة فانتظرنا تشكيلة المجلس الوطني بفارغ الصبر فهو أول امتحان لمكونات الثورة يمكن من خلاله أن تبرز هوية المرحلة القادمة من منظور الشراكة الوطنية التي غيبها النظام ردحا من الزمن ،ومع إعلانه والتحفظات التي صدرت والانسحابات وما رافق ذلك من شد وجذب في الساحة الإعلامية والاستفسارات المرافقة عن معيار التشكيل فان قيادة المجلس الوطني إلى اليوم لم يتجرأ احد إلى الخروج من صمته للحديث لمكونات الثورة عن الكثير من الاستفسارات التي طرحت هنا أو هناك ،صحيح أن البعض نوه إلى عدم إعطاء الطرف الأخر مادة يتغنى بها في أبواقه ولكنني اعتقد أن النقد والشفافية في الطرح ليس بحاجة إلى هذا الصمت كله خصوصا انه بالنظر إلى قائمة المجلس واللغط السياسي حولها يبرز حالة من إعادة ترتيب لتوليفة سياسية معينة تعيد ترتيب الوجوه القديمة في النظام بصورة واضحة للعيان فالمجلس لم يراعي أي شراكة وطنية لأطياف المجتمع ولم يرعي أي بينة اجتماعية او أيدلوجية ولا حتى جغرافيا بل تجاهل بشكل كامل الحالة الثورية التي يمر بها الوطن ، فلو أعدنا النظرة في القائمة لوجدنا انعدام أي معيار اعتمد عليه المجلس في تشكيلته مما يعزز نظرية الضغط والضغط الخارجي التي توحي بحدوث ضغوط داخلية من بعض الشخصيات النافذة فضلا عن الضغط الخارجي والوصاية الاجنبية المتمثلة بالأيدي السعودية والقطرية الواضحة العيان ولن نقول الأمريكية .
فالسعودية من مصلحتها أن يغلب على المجلس الطابع القبلي والوهابي فعملت على تعزيزه بقوة في ظل تخوف سعودي بدء ظاهرا على تشكيلة المجلس الخالية من الحوثيين ،وفي حين قطر لا تمانع أن يكون طابع المجلس يغلب عليه تيار الإخوان المسلمين بدء الضغط القطري واضحا من خلال الحد من ممثلي المحافظات الجنوبية التي لم تتعدى نسبة تمثيلها 20% وهي نسبة غير عادلة وقد يستدعي هنا الطرح عن سر تخوف القطريين من الإخوة الجنوبيين فان ذلك يتمثل ( بروح الانتماء الوطني لأبناء المحافظات الجنوبية الذين لا يؤمنون بأي أيدلوجية من شانها أن تأثر سلبا على الوطن فالوطن هو الأيدلوجية المشتركة لديهم التي يتماها أمامها أي أيدلوجية أخرى ) مما يشكل خطرا على تلك الأطراف الطامعة بتشكيل أيدي لها في اليمن وهو الأمر الذي يمكن الحصول عليه من أي مكون أخر بسهولة ؛ أما بالنسبة للأمريكان فان الفيتو السعودي هو الكفيل بموافقتهم في أي تسوية او حلول للازمة اليمنية .
وبنظرة سريعة على الأيام التي أعقبت تشكيل المجلس الوطني فان إعادة النظر في مكوناته تستدعي حركة تصحيحية من اجل نجاح الثورة على أن ترعى في هذه الحركة أو التسوية أو التعديل العديد من المكونات والخصائص السكانية والاجتماعية والمنظومة السياسية للأطياف السياسية والشراكة الوطنية فضلا عن تمثيل واضح للشباب بنسبة على الأقل يشعر من خلالها المواطن اليمني بوجود دماء جديدة أفرزتها الثورة لا أن يتم ترتيب أبجدي بطريقة كوميدية ومسرحية يبدو على ظاهرها بعض الشبة لتلك المسرحيات التي ألفها الشعب اليمني ل33 عاما.