شهداء السبعين ودعاة الفتنة
بقلم/ أبو عز الدين الحجري
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 22 مايو 2012 04:51 م

من أين أبدأ فالخطب جلل والفاجعة كبيرة , شباب في عمر الزهور تزهق أرواحهم في أيام فرحتهم , كلما قلنا عسا ها تنجلي قالت الأيام هذا مبتداها .

أيها الأوغاد لقد قتلتم فرحتنا , وزدتم كربتنا , وأبيتم إلا حرماننا من ذكرياتنا الجميلة , ألا لا بارك الله في علمكم إن كنتم تعلمون , ولا في مالكم وشبابكم ولا في جهدكم , جعل الله ما تقومون به هباء وكشف سوءاتكم وأذاقكم المحن , أراحنا الله من شركم , تباً لمن أفتاكم وسحقاً لمن أغراكم وغضب الله على من مولكم وتبناكم , بضاعتكم كاسدة وتجارتكم خاسرة , وعلمكم جهل وجهلكم ضلال , استجبتم لنداء الشيطان وتركتم نداء الرحمن ( من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ) , أيها الأوباش هل تتلمذتم على أيدي قناصة جمعة الكرامة أم دربكم قادة محرقة تعز وما قاموا به من البشاعة , أم ورثتم هذا من معلمين تربوا على البغض والكراهية وأحالوا ديار المسلمين إلى ساحات للحروب وميادين لسفك الدماء, كيف تحتمل قلوبكم كل هذا الحقد الدفين , بل كيف وصلتم إلى هذا الحد من البشاعة والشناعة , وكيف شققتم الصف وفارقتم الجماعة , سلطتم سهامكم على المسلمين وتركتم الكافرين , فهل تراكم تناديتم لتحرير الأقصى في ميدان السبعين , أم لفك حصار درعا في الستين أم لتحرير العراق من بطش الصفويين في أبين, أفٍ لكم ما أجهلكم وما أغباكم , لا دين يسندكم ولا عقل يرشدكم , أعماكم الجهل وقتلكم الغرور فسببتم لأمتنا الشقاء وأحلتم دار الآمنين إلى دمار , فلكم العمى.

أيها العقلاء: لقد نادى علماء الأمة ورواد الفكر في شتى بقاع الأرض بأن مواجهة فكر التطرف لن يجدي بالصاروخ والمدفع وحسب , إن الفكر لا يدحر إلا بفكر.

يا قومنا : خادم الحرمين الشريفين أمهل المغرر بهم زمناً ليراجعوا أنفسهم وكوًن لجاناً للحوار والمناصحة لهم , فرجع الكثير منهم وأعيد تأهيلهم وأصبحوا أناساً أسوياء , فلماذا لا تستفيدوا من التجارب , قال تعالى ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ) هذا مع المشركين فكيف مع أبناء الإسلام المغرر بهم , ( ما لكم كيف تحكمون ) , لقد تحاورتم مع الشرق والغرب والبر والفاجر والظالم والقاتل , وغلبتم الأمن والتسوية على سفك الدماء, فلماذا تستثنون هؤلاء.

إن حشر أصحاب الفكر المعتوه في زاوية ضيقة يقودهم إلى الاستماتة ويزيد من تفاقم الأمر ويدعوهم إلى توسيع دائرة الحرب لتشمل مدناً أخرى ولتستهدف الآمنين في كل مكان, سيما وقد صاحب ذلك تدخل محور الشر في العالم – أمريكا – التي تقدم مصالحها وأمنها واستقرارها على مصالحنا وأمننا واستقرارنا , وإذا استشعروا أنهم في وضع حرج سيتنادون من كل أقطار الأرض كما تنادوا قبل ذلك في كثير من الدول وحينها سوف تتحول اليمن بأسرها إلى ساحة معركة لتصفية الحسابات.

أيها الناس: نادوا علماء اليمن بضرورة الحوار مع هؤلاء وفتح الفرصة أمام من يريد العودة إلى الجادة , ومعذرةً إلى الله لمن بقي على غلوه وعتوه وضلاله , بحيث يكون آخر الدواء الكي, فأبيتم وغلبتم المصلحة الأمريكية على رأي علماء الأمة , واتهمتموهم بالرضا بما يفعل القوم , ثم اليوم وبعد ما حصل في السبعين تتهمونهم بالسكوت وعدم البيان , ما لكم كيف تحكمون.

يا فخامة الرئيس : إن دعاة الفتنة ليسوا أقل خطراً من القاعدة والحوثيين , فإذا أردت النجاح في لملمة الجهود وتقوية الصف الداخلي لدى أبناء اليمن , فعليك أولاً بتكميم أفواه الفتنة ودعاتها , وعلى رأسهم - البركاني – هذا الرجل الخرف الذي يعمل ليل نهار لتأجيج الفتنة وتعزيز الانقسام لدى أبناء الشعب وصب الزيت على النار, وعليك بإيقاف مهزلة مواقع المؤتمر ومنابره الإعلامية التي تأصل للفرقة وتدعوا إلى الشتات , غير مراعية لمصالح اليمن العليا , ومستمرة في هوس الدعاية الانتخابية في غير وقتها حتى في التعاطي مع مثل هذه الأحداث الجسام.

يا فخامة الرئيس : هؤلاء أعداء الوئام وصناع الأزمات.

يا عقلاء المؤتمر : أحكموا سفهائكم إنا نخاف عليكم من غضب الشعب.

خذوا على أيديهم فأنتم الضحية أولاً وأخيراً , أما هم فدورهم في الخارج جاهزة , إذا انفجر الوضع فسوف يفرون ويتركوكم تواجهون مصيركم المشئوم وحدكم.

أزيلوا من مواقعكم وقنواتكم الإعلامية سفاهتهم وترهاتهم وتطاولاتهم على علماء الأمة ورجالاتها.

يا دكاترة الجامعات: أوقفوا الأقلام المأجورة المنتسبة إليكم وقولوا لهم , لا يليق أن تنحدروا إلى هذا المستوى الهابط في الطرح والتعامل مع الحدث , من كيل للتهم بجهل ومن سبٍ وشتم وتطاول على هامات الأمة ورجالها وإلصاق التهم بهم بدون روية ولا أدلة مرضية , وأنتم من يعلم الجيل مناهج البحث واحترام القانون وحقوق الإنسان, وإياكم أن تعرضوا كلماتكم في سوق المرابحة والمتاجرة على حساب قادة الأمة وعلمائها فلن تفلحوا في الدنيا ولا في الآخرة قال صلى الله عليه وسلم (مَنْ أَكَلَ بِأَخِيهِ أَكْلَةً ، أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِثْلَهَا مِنَ النَّارِ ، وَمَنِ اكْتَسَى بِأَخِيهِ قَمِيصًا ، كَسَاهُ اللَّهُ مِثْلَهُ مِنَ النَّارِ ، وَمَنْ أَقَامَ أَخَاهُ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ ، أَقَامَهُ اللَّهُ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ) .

وأخيراً : إلى كل من سخروا أنفسهم لله , وبذلوا كل طاقتهم لنشر الوئام , والدعوة إلى التلاحم والتعاون لبناء اليمن الجديد , منتهجين للسلمية طريقاً ومسلكاً في التغيير,من علماء الأمة وقادة الدولة - مدنيين وعسكريين - ورجال الأحزاب والمفكرين وشباب الثورة , إليكم جميعاً ( لا تخضعوا للابتزاز , ولا تلتفتوا للشائعات ولا يغركم نهيق المرجفين وإياكم أن تضعفوا أمام الواقع المرير والأحداث الجسيمة , توكلوا على الله , واستعينوا بالله وكفى ,استعينوا بالله وكفى , استعينوا بالله وكفى , قال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )..........