المحافظون الجدد.. من أمريكا إلى اليمن!!
بقلم/ صحفي/عبدالله السالمي
نشر منذ: 16 سنة و أسبوعين
الأربعاء 29 أكتوبر-تشرين الأول 2008 09:12 م

انتخابات مايو الماضي من هذا العام، لأمين العاصمة ومحافظي المحافظات، أسفرت عن عدد من المحافظين الجدد الذين يمكن التفكه بإطلاق هذا المسمى عليهم، ليس لأن ثمة أوجه شبه بينهم وبين المحافظين الجدد في بيت أميركا الأبيض، وإنما لأن البعض منهم لم يكن جديدا على هذا المنص ب فحسب، وإنما على ما سواه من مواقع التأهيل والتدريب الأدنى..

أحدهم ما إن دلف مكتب المحافظ، واطمأن انه سيكون من نصيبه لسنوات قادمة حتى أقصى كل وكلائه، واقتصر في تداول شئون المحافظة على سماع رأي أصدقائه والمرافقين.. وآخر نسي في غمرة مناداة الداخلين والخارجين عليه بالـ ( فندم ) انه مدني ولا علاقة له بهذا اللقب من قريب أو بعيد، فهو لم يؤد الخدمة العسكرية التي كانت إلزامية على أقرانه فضلا عن التحاقه بهذه المؤسسة.. أما الثالث فقد بدا من الضعف حدّ تخليه عن كامل المهام لوكلائه وسواهم، مكتفيا بفتح مكتبه للتشريفات، ومد يده للمصافحة وأشياء أخرى يعلمها الله والصفوة..

هكذا بدا البعض من المحافظين الجدد!! ومع أن الجدة والحداثة معنيان جميلان يحملان الكثير من دلالات التقدم والنمو، إلا أنهما ليسا دائما كذلك.. فليس كل جديد بالضرورة صافيا ومفيدا، إذ من بين ما هو جديد ما يكون فارغا أو صفحة بيضاء بتعبير ألطف.. والمشكلة ليست هنا وإنما في الطريقة التي يملأ بها هذا الفراغ ونوعية المحتوى.. فبأي مداد يملا المحافظون الجدد بياض صفحاتهم؟!

أن يكون احدهم جديدا على موقع قيادي كمنصب محافظ محافظة فمن الطبيعي أن تطال تعاطيه في شؤونها المختلفة أوجه القصور وضعف الأداء، باعتبار افتقاره العملي لخبرات وتجارب من هذا النوع.. غير أن إمعان بعض هؤلاء في الانكفاء على أنفسهم، وحصر التشاور في دوائر ضيقة، وتجاهل تجارب ذوي الخبرة والكفاءة وأسبقية العمل وعدم الإفادة منهم لهو المستنكر وغير الطبيعي..

ولأن هذا ما كشفت عنه تجربة شهور فإن أصدق ما يمكن قوله في حق بعض المحافظين الجدد هو تشبيههم بشخصيات من ورق، تلطخها بقع المداد من كل لون، وفيها تتداخل الخطوط المتقاطعة والمتعرجة التي تبدو معها كل واحدة على انفراد كما لو كانت لوحة تشكيلية غير واضحة المعالم!!