أكبر من صالح وسلطته.. صاروخ النهدين يحكم اليمن
بقلم/ الحسن الجلال
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 9 أيام
الخميس 09 يونيو-حزيران 2011 11:31 ص

ان انشغال الشارع اليمني والعربي بالاثار التي نتجت عن محاولة اغتيال الرئيس صالح ومغادرته اليمن للعلاج وما اثاره الاعلام العربي والعالمي من امكانية عودته من عدمها وتحول ذلك الى شغل شاغل لم يكن سوى محاولة (ناجحة) حتى الان لصرف الانظار عن ماهو اشد (خطورة) واهمية في الموضوع برمته...الا وهو محاولة الاغتيال ذاتها...

*فما كاد يتفق عليه الجميع الان هو ان العملية تمت باطلاق صاروخ او صاروخين على جامع النهدين داخل اسوار رئاسة الجمهورية وان احد الصاروخين اخترق محراب الجامع من الخارج الى الداخل ليسقط في المربع الذي يجلس فيه الرئيس تماماً...

*الرئيس اتهم في كلمته بعد الحادث لاولاد الاحمر ثم وبعد اقل من يومين رجحت صحيفة الثورة الصحيفة الرسمية في افتتاحيتها تورط القاعدة في عملية الاغتيال...لتصبح بعد ذلك الجهة المسؤولة عن تنفيذ العملية غير معروفة بشكل قطعي على ارض الواقع...

*ومع ان التسليم ان العملية نفذت بالطريقة التي تم ذكرها نجد انقسام امام وقائع شديدة التعقيد والخطورة فأطلاق صاروخ موجه ليصيب جامع النهرين داخل (رئاسة الجمهورية) ويسقط متفجراً في المكان المحدد امر لا يمكن تقبله ببساطة والمرور عليه كأنه حادث سير...

*فالمكان الذي استهدف هو المكان الاكثر امناً وحماية في اليمن كلها وفي الايام العادية ايضاً فما بالكم والمعارك دائرة في بعض احياء العاصمة؟!

كيف استطاع صاروخ الانطلاق من (خارج اسوار الرئاسة)تجاوز الدفاعات

الجوية الموجودة داخل الرئاسة ومضادات الصواريخ التي يفترض أنها تعمل بشكل تلقائي في حالة رصدها لصاروخ موجه الى الرئاسة..؟!

*ثم هل بالامكان لاي شخص توجيه صاروخ بهذه الدقة الى المكان الذي انفجر فيه؟!

ثم كيف عرفت الجهة المطلقة للصاروخ ان الرئيس بات في الجامع فعلاً وأنه مستقر في المكان المطلوب؟!

*هذه التعقيدات تكشف مدى خطورة العملية فالجهة المنفذة استطاعت التغلب على كل الاحتياطيات الامنية والدفاعية التي تمثل احتياجات امنية ودفاعية للدولة ككل وليس لرئاسة الجمهورية فقط...استطاعت ان تصل للرئيس بكل (سهولة) وفي وضح النهار وفي عقر داره كما يقولون...

*لا اريد التصديق ان اولاد الاحمر او القاعدة أياً منهما هو المنفذ لهذه العملية...لان ذلك يعني ان اولاد الاحمر أو القاعدة هما من يحكم اليمن فعلاً...فالجهة المنفذة لعملية محاولة الاغتيال قدمت دليلاً فعلياً على انها قادرة على الوصول (لاي شخص) في اي مكان في اليمن والتخلص منه وهي قدرة تجعل من السهل عليها تسيير البلاد على هواها وحسب مصالحها بكل يسر وسهولة ...

*لذى أصبح من الضرورة معرفة هذه الجهة معرفة يقينية والتصدي لها هو من الاهمية بل يجعل تأجيل معرفة هذه الجهة غير قابل للتعاطي وخيانة للوطن وليس للنظام او السلطة الحالية...لان الامر يتجاوزهما معاًُ...لينصب على حاضر الوطن ومستقبله ..ولاعلاقة لقتل صالح او نجاته وعودته او عدم عودته ...

*بل لايجب ان تكون هذه الجزئية هي الطاغية على حقيقة الاختراق الفاضح والعجز المخجل اللذين كشفتهما محاولة الاغتيال...مالم يكن الخيانة من الداخل وهي على الاقل حتى الان ليست كذلك...وحتى لانكون جميعاً شعباً ووطناً لعبة في ايدي جهة تحركنا كيفما تشاء لتحقيق مصالحها...

*لقد كانت عملية محاولة الاغتيال هي الظهور الاول لهذه الجهة وقد لاتكون الاخيرة ..هنا يجب علينا كشفها والتصدي لها حتى لاتسلبنا حاضرنا ومستقبلنا ..حينها لن ينفعنا البكاء على اللبن المسكوب...