آخر الاخبار

إسرائيل تكشف عن 13 قياديا حوثيا وتنشر صورهم ضمن بنك أهدافها.. والمختبئون في الجبال من مقربي عبدالملك الحوثي تحت المراقبة دبلوماسية أمريكية تتحدث عن عملية اغتيالات لقيادات جماعة الحوثي وتكشف عن نقطة ضعف إسرائيل تجاه حوثة اليمن رئيس الأركان يدشن المرحلة النهائية من اختبارات القبول للدفعة 35 بكلية الطيران والدفاع الجوي هكذا تم إحياء الذكرى السنوية ال 17 لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالعاصمة صنعاء مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم

عن الفضائح والشذوذ ودور فضائيتة
بقلم/ نبيل ابو جعفر
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 26 يوماً
السبت 03 مارس - آذار 2007 08:58 م

مأرب برس - نبيل ابو جعفر

والله لو عُلّقت المشانق لمعظم أولياء الأمر في بلادنا عقاباً على فسادهم وإفسادهم، لما كان ذلك كافياً لإصلاح أوضاعنا، بعد أن نخر سوس الموبقات شعوبنا حتى النخاع. وإلاّ فكيف يمكننا أن نُفسّر – على سبيل المثال – اهتمام وسائل إعلامنا بتلك الضجّة المثارة منذ حوالي الشهر بين الداعين إلى مساءلة مذيعة تلفزيون تعمل في مؤسسات أحد "طوال العمر" على تصرّف مريب يمسّ شرف البعض، والمدافعين عنها من "طوال العمر" وموظفيهم وعبيدهم؟ وكيف نفسّر انتشار هذا الحدث كالنار في هشيم الفضائيات والصحف الخضراء والصفراء وأخذه حيزّاً أكبر بكثير من تسليط الضوء على جريمة اغتصاب المناضلة العراقية صابرين الجنابي على أيدي جنودٍ من الإنكشاريين العاملين تحت أحذية الصفويين الجدد في عراق الأميركان، ثم اغتصاب سيدة أخرى في الخمين من عمرها وهي أم لخمسة أولاد؟!

قضية المذيعة المصرية هاله سرحان التي تعمل مع شركات وفضائيات تابعة للأمير السعودي الليبرالي الوليد بن طلال ما زالت حديث الناس، و"صالونات" السيدات الباحثات عن لذّة النميمة والسّعي وراء كل ممنوع مرغوب!

ومع ذلك، ليس هذا هو الجانب الأهم الذي استوقفنا في هذه القضية، بقدر ما استوقفتنا خلفياتها والعصابات التي تقف وراءها، والتي تتلخص باستدراج البرنامج الذي تقدّمه سرحان عدداً من الفتيات المصريات كي يقمن بدور عاهرات الليل في تحقيق تلفزيوني لقاء مبلغ من المال، مع أنهن لسن كذلك- بطبيعة الحال- على أن يقوم التلفزيون بالتعتيم على وجوههن أثناء عرض التحقيق، ولكنه لم يفعل ذلك وقام بعرضه كاملاً كما صُوّر، فكانت الفضيحة على مرأى ومسمع ملايين المشاهدين!

لقد كان من الطبيعي ان تقوم الفتيات بعد ذلك بالدفاع عن أنفسهن – ولو بسلاح الكلام – فأعلنّ انهن لسن من بنات الهوى، وانه قد تمّ التغرير بهنّ لتمثيل هذا الدور في سياق برنامج يطرح مشكلة اجتماعية خطيرة، شريطة أن لا تظهر وجوههن واضحة على الشاشة، إلا أن التلفزيون قام بخداعهن، فأساء لسمعة كل منهن وشرفها.

في المقابل، كان من المتوقع أن يحاول تلفزيون "طويل العمر" الدفاع عن نفسه، حتى لا يبدو أنه يفبرك الوقائع ويمارس التضليل على المشاهدين ويخدع المحصّنات، وهذا ما فعله بناء على "توجيهات" الأمير، وما زال يواصل المحاولة رغم انه لم يُقنع أحداً من الناس خارج إطار المنتمين لحزب الريال!

إلى هنا قد تبدو الأمور طبيعية في ظل هذه الأجواء، خصوصاً وأن السيدة سرحان، مطلّقة الإعلامي المصري الجنسية، السعودي الهوى والثروة- عماد الدين أديب – معروفة بجموحها المبالغ فيه نحو الشهرة، ونحو إثبات المزيد من الوجود والنجاح عبر أي وسيلة "إعلامية"، مدفوعة بغريزة نسائية طبيعية (لدى البعض).

إلا أن غير الطبيعي في هذه القضية التي فتحت القاهرة ملفاتها في وقت صادف وجود المذيعة بدبي، اضطرارها إلى عدم العودة خوفا من العواقب، ومن احتمال انكشاف ما هو أخطر في مسلسل برامجها المتخصصة بالتركيز على ظواهر الإنحلال والشذوذ وما شابه، وتزامُن ذلك مع "هبّة" الملياردير لدعم سرحان إلى آخر الخطّ، انسجاماً مع نهج مؤسساته التلفزيونية والفنيّة المتخصصة بمثل هذا النوع من الإنتاج "الراقي"، ولا سيما "الفيديو كليب"، وحرصاً على صورته التي حاول ترويجها قبل عدة أشهر في تحقيق دعائي بإحدى القنوات الفرنسية ظهر فيه وهو يوزّع رزم الريالات في الأحياء الفقيرة ببلده السعودية بطريقه بدائية أثارت سخرية المشاهدين واستهزاءهم.

إذا كان سمّوه، المشهور بكل الصفات "الحميدة" في هذه الدنيا حريصاً على سمعته وسمعة المذيعة التي لا نريد أن نظلمها فنُصدر حكماً لم تُصدره أية جهة فضائية بحقها بعد، لا بدّ ان يسأله أحد منّا: لماذا لا تتحمس السيدة سرحان إلا لطرح قضايا تثير الشبهات، وعن أبناء وبنات بلدها مصر بالتحديد؟ ثم – وهو المهم – هل كان سمّوه يهبّ للدفاع عنها أو عن غيرها اذا كان هذا التحقيق يتناول نفس الظاهرة ولكن في بلده السعودية، أو كان عن حالات الشذوذ التي وصلت لدى بعض المجانين إلى حد ممارسة الجنس مع القطط والكلاب في ربوع الجزيرة النائية، كما وصلت إلى حد ممارسته مع أقرب المحارم، كما كشف عن ذلك بالتفاصيل المذهلة طبيب نفسي خليجي في برنامج "كلام نواعم" الذي بثتّه فضائية MBC الأسبوع الماضي؟

ثم، لماذا لم تقم السيدة سرحان بعمل تحقيق واحد عن متعاطي المخدرات وشمّ "البودرة" في دول الخليج الزاهرة وعلى الأرض الحرام، خصوصاً بين بعض شباب وشابات الجيل الجديد. ولن نتحدث في العمق أكثر من ذلك، كمنظر أرتال الحسناوات المحّجبات وبعضهنّ من أصحاب الألقاب الكبيرة، اللواتي ينتظرن في سياراتهن الفارهة "صَيْداً" من الغرباء على قارعة الطرق في ضواحي مدن المملكة.. وقس على ذلك!

ماذا نقول أكثر.. وماذا يفيد الكلام، طالما ان العالم في واد.. ومعظم أولي أمرنا وفضائياتنا ووسائل إعلامنا وحتى صحافيينا وصحافياتنا في وادٍ آخر..؟

... ولا ننسى طبعا مشايخ عصرنا ورجال ديننا .. وفي مقدّمتهم جميعا / الدكتور / محمد سيد طنطاوي ، الملقب بشيخ الأزهر الشريــــــــف ؟

المصدر الوطن