حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد
أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب
تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟
شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان
تعرف على مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة
دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر ..
إعادة انتخاب رودريجيز رئيساً لاتحاد الكرة بالبرازيل حتى 2030
كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيجنال بمشاركة صحفي أضيف بالخطا
السعودية.. بيان إدانة عاجل رداً على قرارات جديدة للإحتلال تستهدف الشعب الفلسطيني
ماهي أهداف وخفايا زيارة رئيس الوزراء العراقي الاسبق عادل عبد المهدي اليمن؟
كان لمأرب الدور الأكبر في إبراز هشاشة عصابة الحوثي وتأكيد أنها أوهن من بيت العنكبوت، فقد حولت مأرب انتصارات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من انتصارات تكتيكية إلى انتصارات أكثر استراتيجية، لقد أبانت بأن عصابة الحوثي ماهي إلا مجرد وهم وأن القبائل رقما مهما في معادلة الحرب على هذه العصابة، فحينما تكون القبيلة إلى جانب الجيش تكون الهزيمة المحققة للعصابة العنصرية.
أكدت مأرب بأن ما حققته عصابة الحوثي في بعض المناطق لم يكن نتيجة قوتها بقدر ما كان نتيجة لإفشال الإمارات لأي انتصار على هذه العصابة، وحينما طردت الإمارات من مأرب حققت مأرب نصرها ونصر اليمنيين، وحيثما توجد الإمارات تتمتع عصابة الحوثي بالقوة والاستمرار، الشاهد على ذلك تعز والحديدة، ولا ننسى تقويضها لوجود الشرعية في المناطق الجنوبية.
ألم تكن عصابة الحوثي العنصرية تتفاخر قبل أكثر من أربعة أشهر بأنها ستسيطر على مأرب في غضون أيام، لكن ذلك لم يتحقق، فحاولت أن تحرك جبهة الحديدة لكي يتحرك غريفث لإنقاذها ولفت نظر أتباعها بعيدا عن هزيمتها المذلة في مأرب الحضارة والشموخ والجمهورية.
نحن لا نتهم الإمارات جزافا، بل نتتبع ممارساتها على الأرض، من الواضح للعيان كيف اجتهدت الإمارات في خلق جماعات لقتال الشرعية وليس لقتال الحوثي والاستحواذ على الأراضي المحررة لدى الشرعية وليس الأراضي التي تسيطر عليها عصابة الحوثي العنصرية، وخلق مزيد من الفوضى داخل المناطق المحررة.
ولست بحاجة إلى القول إن مأرب وجهت ضربة قاسية لفكرة أن الجرذ عبد الملك الحوثي يتلقى دعما إلهيا ، وكشفت في الوقت نفسه عن أن غريفث أسوأ مبعوث أممي على مستوى المبعوثين الأمميين في العالم ، وأظهرت تواطؤه مع عصابة الحوثي وصمته أمام الاعتداءات المتكررة عليها ، لتثبت للعالم أنه فاشل بامتياز في إدارة الملف اليمني وانحيازه الواضح لصالح الحوثي .
مأرب أسكتت عصابة الحوثي وشلت حركتها ، مما جعل هذه العصابة تلجأ إلى لفت الأنظار في الحديدة لرفع معنويات مسلحيها المنهارة من جهة وإعطاء فرصة لغريفث لإنقاذها من جهة أخرى ، ولم يتوانى غريفث في الدعوة لوقف إطلاق النار لكي يعطي هذه العصابة بعض الوقت للملمة صفوفها مرة أخرى ، خاصة بعد أن منيت بنكسات كبيرة في التجنيد والتمويل والقدرات الإعلامية ، فالكثير من المجندين في صفوفها يفرون من أرض المعركة بعد أن وجدوا مأرب تلتهمهم كما تلتهم النار الحطب ، إضافة إلى الصعوبات المالية التي تواجهها بسبب توقف دعم إيران التي تعاني من الحصار ولم تعد تكفي استثماراتها المحلية ولا ابتزاز المواطنين اليمنين وما تفرضه من ضرائب واعتقال الأفراد بقصد طلب الفدية المالية .
خلاصة القول إن عصابة الحوثي تستفيد دائما من حالات الفوضى التي تصنعها الإمارات ، مثلما هو حاصل في تعز والحديدة وبقية المناطق الجنوبية ، لكنها انهارت في مأرب التي حافظت على شكل الدولة والتي لم يستطع الاستثمار السياسي الخارجي أن يجد له بيئة مناسبة ، مثلما توفرت له في تعز والحديدة ، وتستفيد كذلك من تواطؤ غريفث الذي يعمل على تظليل المجتمع الدولي والاعتماد على ذاكرته المثقوبة لأنه يدرك بأن المجتمع الدولي لن يسائله عن التنفيذ الزمني لاتفاق ستوكهولم ، فيلجأ في كل مرة للإعلان عن اتفاقات يتضح بعد حين من الزمان أنها وهمية ، وما صمته عن خزان صافر الذي يهدد الحياة إلا دليلا قاطعا على أنه أهدر خلال العامين الماضيين المال والجهد لكي يحمي عصابة الحوثي العنصرية من السقوط ، فليذهب غير مأسوف عليه .