قميص ميسي قبل انضمامه لبرشلونة يطرح بمزاد مقابل مبلغ خرافي فساد بالمليارات .. ترامب يؤكد ثقته في الكشف عن احتيال البنتاغون. الريال اليمني يسجل انهيارًا غير مسبوق بتجاوزه 2300 مقابل الدولار انضمام تركيا وقطر للجنة الشراكة الصناعية التكاملية لأول مرة طوفان سعودي غير مسبوق ضد نتنياهو وترامب ترامب من جديد يعلن شراء غزة.. ويكشف عن دولة ثرية في الشرق الأوسط ستقوم بإعادة بنائها لندن- عربي21 معهد أميركي يكشف أسباب الحذر السعودي من الملف اليمني وكيف جعل التصنيف الأمريكي للحوثيين يتخبطون الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وقوات الدعم السريع توسع عمليات الهروب من الخرطوم قرار قضائي يثير غضب إيلون ماسك.. عصابة أثيوبية تختطف اكثر من أربعين شخصا من جنوب اليمن وأجهزة الأمن تتدخل
كَاْنَ فِيْهِ رَوْعَةُ الْيَمَنِ، وَبَسَاْطَةُ الْيَمَنِيِّ، وَمَسَحَاْتٌ جَمِيْلَةٌ وَ رَقِيْقَةٌ مِنْ كِبْريَآءِ الرَّجْلِ الْيَمَاْنِيْ الرَّقِيْقِ. وَمِنْ قَاْمَتِهِ يَخْطَفُ بَصَرَكَ ـ بِيُسْرٍ وَبِغَيْرِ مُعَاْنَاةٍ ـ سُمُوُّ أَخْلَاْقِ الْقَبَيِلِيْ الْحَقَّةِ فِيْهِ، وَمَيَاْسِمُ أَنْمَاْطِ الشِّيْخِ الْمَهِيْبِ وَالْجَلِيْلِ بِنَبْلٍ مَكْسُوْبٍ عَلَيْهِ مِنْ عَبَقِ آبَائِهِ نُبْلَاً عَرَبِيَّاً يَمَاْنِيَّاً أَصِيْلَاً، وَمَسْكُوْبٍ فِيْهِ كُؤُوْسٌ مِنْ أَلَقِ الشُّمُوْسِ.
كَاْنَ وَدِيْعَاً و لَكِنْ بِذَكَآءٍ وَقَّاْدٍ نَاْفِذٍ، يَتَظَنَّنُ الْأَشَيَآءَ فَلَاْ يُخْطِئُ غَاْلَبَاً . وَلَطَاْلَمَاْ كَاْنَ الرَّجُلُ يَمْنَحَ النَّاْسَ مَجَاْلِسَهُمْ، وَالْحَيَاْةَ حَقَّهَاْ، وَالدَّيْنَ اعْتِدَاْلَهُ. وَكَاْنَ يَزِنُ الْأُمُوْرَ بِمِيْزَاْنِ السِّيَاْسِي الْحَاْذِقِ، ورَوِّيَةِ الْفَقِيْهِ الْكَيِّسِ، وَبَصِيْرَةِ الْقَاْضِيْ الْفَطِنِ، وَخِبْرَةِ الشِّيْخِ صَاْحِبِ الْقَلْبِ الذَّكِيِّ الْمَخْبَرِ، الْجَمِيْلِ الْمَظْهَرِ، وَ الصَّاْدِقِ النِّيَّةِ ، وَالْيَدِ الْمُغْدِقَةِ بِحَيَآءٍ كَبِيْرٍ لِعَثَرَاْتِ الْكِرَاْمِ مِنَ النَّاْسِ، مُغِضِّ الطَّرْفِ عَنِ هَفْوَاْتِ وَ زَلَّاْتِ الْخَلْقِ، مَا اسْتَطَاْعَ !
كَاْنَ يَعْرِفُ قَدْرَ نَفْسِهِ، وَ مَقَاْدِيْر النَّاْسِ.
ذَاْكَ هُوَ عِمَاْمَةُ مَشَاْئِخِ قَبَاْئِلِ الْيَمْنِ ـ وَ هَوَ رَاْيٌ لِيْ وَأَعْتَّزُ بِهِ كَثِيْرَاً ـ وَرَأْسُهِاْ، وَ قَلْبُ الْيَمَنِ كُلِّهَاْ.
ذَاْكَ هُوَ الشَّيْخُ عَبْدُالله ابن حُسَيْن الْأَحْمَر رَحِمَهُمُ اللهُ.
الرَّجُلُ
وَالْأَمِيْرُ
والْإنْسَاْنُ !
وَكَاْنَ يُعْجِبُنِيْ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَيْهِ مُصَاْفَحَةٍ وَ احْتِضَاْنَاً.. وَكَاْنَ دَاْئِمَاْ أَنِيْقَاً مُرَتَّبَاً وَ مُصْطَفَ الْأَسْمَاْلِ أَلِيْقهُ، وَمُرْتَّفَ ( الدِّسْمَاْلِ ) بَرِيْقهُ، عَطِرَاً كَأَنَّهُ الْعُوْد، وعَبْقَاً كَالزَّنْبَقِ وَدُهْنِ الْيَاْسَمِيْن وَمَآءِ الْوَرْدِ.
وَ مِيْزَاْنُ الرَّجُلِ لَيْسَ بِيَدِيْهِ، بَلْ بِيَدِ غَيْرِهِ مِنَ الخَلْقِ لِيَزِنَهُ الْخَلْقُ بِهِ.
وَ لَقَدْ خَبَرْتُ الرَّجُلَ فِيْ خَمْسِ أَوْ سَبْعٍ مِنَ الْمُنَاْسَبَاْتِ، حِيْنَ كُنْتُ أَصْطَحِبُ الشِّيْخَ عَبْدالرَّحْمَن أَحْمَد مَحَمَّد نُعْمَاْن، رَحِمَهُ اللهُ ـ الَّذِيْ كَاْنَ حِيْنَهَاْ أَمِيْنَاً عَاْمَّاً لِحِزْبِ الْأَحْرَاْرِ الدُّسْتُوْرِيْ وَ كَاْنَ يُسَمِّيْنِيْ الْأَمِيْنَ الْعَاْمِّ الْمُسَاْعد. كَاْنَ الشِّيْخ عَبْدالرَّحْمَن نُعْمَاْن لِلشِّيْخِ عَبْدالله، صَدِيْقَاً مُشَاْغِبَاً وَإِبْنَاً مُشَاْكِسَاً لَهُ، وَأَخَاً ( مُدَاْجِفَاً ) لَهُ وَعَلَيْهِ !
وَ مَتَىْ يَسْتَقْبِل الْإِنْسَاْنُ الْأَحْدَاْثَ الْمُرْجِفَةَ بِلَأْوَآءِ الْفِتَنِ الْجِسَاْمِ، وَتَأْتِيْ الْأَيَاْمُ بِأُمُوْرٍ كَالْمَئِآلِي.. فَإِنَّهُ يَسْتَحْضِرُ سِيَّرَ الْكَبَاْرِ، وَيَسْتَدْرِسُ مَرَاْكِبَ الرَّجَاْلِ.
وَلِذَاْ أَسْتَذْكِرُ الشِّيْخَ وَالْأَمِيْرَ وَ الْإِنْسَاْنَ جُمْلَةً !
وَ فِيْ يَوْمٍ مَاْ.. رُتِّبَ أَمْرٌ بِلَيْلٍ.
أُخْبِرْتُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَىْ مَنْزِلِ شَيْخِنَاْ الْأحْمَر عَبْدالله وَ لَاْ أَقُوْل غَيْرَ بِضْعَةِ كَلَمَاْتٍ لِحَرَسِهِ ( بَلِّغُواْ الشِّيْخَ أَنَّ كَرِيْمَاً النُّعْمَاْن يُرِيْدُ مٌقَاْبَلَتَكْ ) لَيْسَ إِلَّاْ.
دَخَلْتُ.
فَقَاْلَ لِيْ:\" أَيْن سَيَّاْرَتك؟ \".
قُلْتُ لَهُ:\" فِيْ خَاْرِجِ الْحَوْشِ \".
وَسَمَحَ لِيْ أَنْ أُدْخِلَ السَّيَاْرَةَ إِلَىْ نِصْفِ الْمَدْخَلِ فَقَطْ. فَجَلَسَ بِجَاْنِبِيْ وَ ذَهَبْتُ بِسَيَّاْرتِيْ يَمِيْنَاً وَمَوْكِبهُ يَسَاْرَاً !
وَدَاْرَ حَدِيْثٌ مُعْتَاْدٌ ، وَأَسْئِلَةً مَعْرُوْفَةٍ فِيْ مقَاْمٍ كَهَذَاْ. وَكَاْنَتْ آخِرُ لِقَاْءَآتِيْ وَمَعْرِفَتِيْ بِالشِّيْخِ.
وَصَلْنَاْ إِلَىْ مَكَاْنِنَاْ الْمُحَدَدِ الذِّهَاْب إِلَيْهِ. وَكَاْنَ هُنَاْكَ الشِّيْخ عَبْدالرَّحْمَن نُعْمَاْن لَاْ غَيْر.
جَلَسَاْ !
وَدَبَّ هَمْسُ الْحَدِيْثِ الَّذِيْ مَاْ مَيَّزْتُ مِنُهُ شَيْئِاً غَيْرَ هَمْهَمَاْتٍ يُخَاْلِطُهَاْ نِزْرٌ مِنَ الْبَسمَاْتِ وَجَمُ اقْتِضَاْب حِيْنَهَاْ ضَرَبَ عَصَاْهُ فِيْ أَرْضِ الْمَجْلِسِ فَانْفَجْرَتْ مِنْهُ إثْنَتَاْ عَشْرَةَ كَلِمَةً لَاْ أَسْتَذْكِرُ مِنْهَاْ إِلَّاْ:
\" ...هُوْ الرَّئِيْسْ وَانَاْ شَيْخُهْ \"..
أَنَاْ شَخْصِيَّاً كَاْنَتْ ضِحْكَتِيْ قَدْ عَلَتْ، وَمَاْ اسْتَطْعَتُ لَهَاْ إِخْفَاْتَاً وَقَبْضَاً.
ثُمَّ عُدْتُ بِشَيْخِيْ الْجَلِيْل إِلَىْ مَنْزِلِهِ وَخَلْفَنَاْ وَأَمَاْمَنَاْ مَوْكِبُهُ. وَمَاْ يَعْرِفُ أَحَدٌ مَاْدَاْرَ هُنَاْك غَيْرُهُمَاْ فَقَط !
وَدَّعْتُهُ بِحُضْنٍ كَبِيْرٍ!
وَمَاْ رَأْيْتُ بَعْدَهَا الشِّيْخَ الأَسَدَ فِيْ بَرَاْثِنِهِ.. وَمَاْ رَاَيْتُ بَعْدَهَاْ قَطُّ شَيْخَاً !
وَمَاْ رَأَيْتُ إِلَّاْ خَيْشَاً !
وَإِنِّيْ إِذْ أَسْتَذْكِرُ هَذَاْ، فَإِنِّيْ لَاْ أَصْنَعُ تَاْرِيْخَاً لِلرَّجُلِ؛ فَهُوَ أَحَدُ عَمَاْلِيْقِهِ، وَلَاْ يَعُوْزهُ مِنَ التَّاْرِيْخِ شَيءٌ فَقَدْ كَتَبَ مَاْ شَاءَ وَرَحَلَ. وَلَاْ أَصْنَعُ تَاْرِيْخَاً لِلشِّيْخِ عَبْدِالرَّحْمَن النُّعْمَاْن.. فَهُوَ قَاْمَةٌ لَاْ يَجْهَلُهُ إِلَّاْ جَاْهِل .. وَ قَدْ رَحَلَ الرَّجُلُ ! وَلَاْ أَصْنَعُ تَاْرِيْخَاً لِنَفْسِيْ؛ فَإِنِّيْ أَعْرِفُ قَدْرَهَاْ كَمْاْ عَرَفَهَاْ الشِّيْخُ عَبْدُالله ابْن حُسَيْن الْأَحْمَر..
الرَّجُلُ، وَالْأَمِيْرُ، وَالْمَلِكُ، والْإِنْسَاْنُ!
وَنَسَأَلُ كَثِيْرَاً..
أَمَاْ فَقِهْتُمْ لِمَاْ تَاْهَ النَّاْسُ ؟
وَلِمَاْذَاْ ابْتَلَّتِ الْأَرْضُ بِالدِّمَآءِ ؟
و كَيْفَ سَاْدِتِ الْحَرَبُ وَغَاْبَ الْحُبُّ ؟
وَكَثُرَتِ الْمَئَآلِي فَاشْتَدَّتِ الْلَأْوَآءُ ؟
لِأَنَّ كِبَاْرَنَاْ وَلُّواْ وَلَمْ يَبْقَ سِوى الزُّغُبُ !
ولَوْ كَاْنَتْ الدُّنْيَاْ تَجِيْبْ أَحْسَنْ مَاْ قَاْمَتْ الْقِيَاْمَةْ
وَمَاْبَقِيَ فِيْ الْمَأَةِ نَاْقَة إِلَّاْ رَاْحِلَة..
عَسَاْهَاْ أَنْتَ يَاْ حَمِيْد الْأَحْمَر!...
فَإِنَّكَ لَاْ تَكْذِب..
وَ مَنْ صَدَقَ سَاْدَ يَاْ صَدِيْقِيْ !
وَ السَّلَاْم . .