عاجل : تعرف على الدول التي أعلنت أول أيام شهر رمضان المبارك.. والدول التي ستصوم يوم الأحد
اليمن يعلن السبت أول أيام شهر رمضان المبارك
للمرة الأولى عالمياً.. دولة خليجيه ترصد هلال رمضان بطائرات درون
المنطقة العسكرية الثانية توجه تحذيرا شديد اللهجة لحلف قبائل حضرموت وتحركاته العسكرية
ماذا تصنع الطائرات الأمريكية المسيرة إم كيو-9 فوق مناطق سيطرة المليشيات الحوثية .. وكيف خضعت الصواريخ الروسية للجيش اليمني السابق للتطوير على يد إيران ؟
أول تعليق من الحكومة اليمنية على دعوة السعودية لضم اليمن إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي ..
إعدام امرأة خطفت وباعت 17 طفلا
بيان تاريخي وتطور غير مسبوق في تركيا .. أوجلان يدعو من السجن إلى حل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح
الأزهر يُحرّم مشاهدة مسلسل معاوية خلال رمضان ويكشف السبب
8 قادة بارزين في القسام ضمن محرري الدفعة السابعة.. تعرف عليهم
إنّ الشعوب بأعيانِها ، وشيوخها ، وعلمائها ، وكتّابها ، وفنانيها ، من يصنعُ الدكتاتور, من يُهدي إلى الدكتاتور كاريزما الدكتاتور, هم الذين يصُوغون دكتاتورَهم المَحَلِّي, يجمِّلون قبحه ، ويضخِّمون ضآلته, ويتغزلون حتى في قِصر قامته, بمفردات الطولِ والبعد والارتفاعات العصيّة الشاهقة !فلا شيءٍ يشغلهم عن التغنِّي بجرائمه، وقد تسلحوا بلغتهم العربية، التي تقلب السقوطَ المُخزي إلى تحليقٍ عالٍ مُبهِرٍ مُعجِز ؟!
ما أكذبَ لغةَ العرب, وما أكذب موسيقاهم وطبولَهم ! فا التاريخ، لم يعرفْ شيئا شغلَ العرب عن الغناء لجرائم حكامهم، لا العلم ولا المعرفة ولا التنوير، ولا حتى العبادة والاستغفار !
الدكتاتور العربي لا يحكم أبدا, فقط يذكر شعبه بوجوده, يتبادل الصراخ مع الجموع التي لا يدعوها إلا ليصرخَ في وجهها ، ولم تتهيَّأ وتجئْ إلا للصراخ في وجهه, وكأنَّ كلماتِه لم تخلقْ إلا لآذانهم ، وأُذُنَيه لم تخلقا إلا لكلماتهم ! فهما يتبادلان الصراخ كما يتبادل اللاعبان الماهران ضرب الكرة الصفراء, إنها لذة متبادلة في الصراخ والصراخ المضاد ! الجماهير تفسد الحاكم، وهو بدوره يفسد الجماهير, إنهما يتفاعلان ويتحدان كمكونات الزِّرْنِيخ ليصنعا الدكتاتور, ورغم هذا الانسجام والتَّوَحُّد، فإن الدكتاتور العربي لا يحبُّ شعبَه؛ يشتمهم حتى وهو يبتسم إليهم, يدعو لهم بلسانه بينما يتمنى لهم الموتَ, والسقوط بأفكارِه وضميره وأمانيه, إنه يمنحهم الأغلالَ مغنِّياً لها بكلمات الحرية ! يمنحهم الحريةَ لغةً, ويمنحهم الأصفادَ فِعلاً وواقعاً ووجودا, يرى شعبَه ذئابا خائنة, و أطفالُ شعبه مشاريعَ ذئابٍ, لا يجب توفِّرَ الحليب لها, فالشعبُ كلُّهُ مشتبهٌ به!
تعلم كيف يجعل شعبَه تعيسا, يفعل به ما يفعله الذئبُ عندما يقتل الراعي, وينفردُ بأغنامه, غير أن الدكتاتورَ التقِيّ, يسمِّي باسم الله وهو يحشو بندقيته لقتلِ شعبه!
ما أسوأَ الدكتاتورَ العربي, لا يمرّ به يوم بلا ذنب, ولا يشقَى من ذاكرته أبدا, لا يحلم, لا يحاول، ولا ينتصر, يخلق المشاكلَ التي لا يقوَى على حلها ، ويومَ يرحل فإنه يترك بلادَه أصغرَ بكثير مما كانت عليه قبل استيلائه عليها, فهل يمكن أن يوجد من هو أسوأ من الدكتاتور ؟
إنه الشعبُ الذي لا يُفرِّق بين البطل والمهرِّج، ولا بين شانقة وعودِ المشنقة ! الشعب الذي يغني ويرقص لجرائمه وأخطائه, وأزماته وهزائمه، وكلِّ سقطاتِه النفسية والأخلاقية, لكن الوحشَ الذي يُخيفُ ألفَ عبد، لا يخيفُ رجلا مُمتلئاً بالحريّة ! .