هروب قادة الدعم السريع من الخرطوم والجيش السوداني يضيق الخناق عليهم في كل الجبهات
تحركات دبلوماسية مصرية لمنع استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة
العميد طارق صالح يتفقد مسرح العمليات العسكرية في محور الحديدة
تحضيرات مبكرة لموسم الحج ووكيل قطاع الحج والعمرة يتفقد مخيمات الحجاج ويبحث جهود التنسيق مع ضيوف البيت
شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمارب تحتفل بتخرج دفعة الشهيد شعلان
عيدروس الزبيدي يجدد تمسكه بخيارات الانفصال ويدعو القوات المسلحة الجنوبية الى رفع الجاهزية
رئيس مجلس الوزراء يناقش معالجة التقلبات السعرية للريال اليمني
إفتتاح مشروع مجمع الأناضول السكني لذوي الاحتياجات الخاص بمحافظة مأرب وبتمويل تركي
إشهار رابطة صُنّاع الرأي – أول كيان إعلامي يجمع الإعلاميين والناشطين بمحافظة مأرب
نصائح لتجنب الصداع و الإعياء في الأيام الأولى في شهر رمضان
وقوف اللجنة العامة للحزب الحاكم في إجتماعها برئاسة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح مساء الجمعة الماضية أمام الحوار الوطني مع أحزاب اللقاء المشترك هو بارقة الأمل والضوء في نفق الأزمة المتصاعدة في البلاد بين السلطة والمعارضة وهي وقفة مسئولة دعت الى مواصلة الحوار في إطار لجنة الأربعة وإيقاف الحملات الإعلامية والتوقف عن المظاهرات والمسيرات التي تؤجج الشارع من كافة الأطراف لتجنب الانزلاق نحو أتون الفتنة والصراع بإستغلالها استغلالها من قبل عناصر مدسوسة أو متطرفة للانحراف بها نحو ما يضر بالوطن وأمنه واستقراره ويمزق الوحدة الوطنية ويؤدي الى مواجهات بين الناس في الشارع
هذه الدعوة الجديدة للحوار والتهدئة من أعلى تكوين قيادي في الحزب الحاكم فتحت باب الأمل وكان حرياً بالمعارضة ان تتجاوب معها وكل شيء قابل للحوار وبالحوار الجاد والموضوعي يمكن تجاوز عقبات الإختلاف والوصول الى حلول ترضي الجميع بدلاً من التمترس وراء المواقف المتصلبة وإدعاء كل طرف بإمتلاكه الحقيقة وصوابية طرحه وإجراءاته، ولكن جاء بيان المعارضة تصعيديا ولم يتطرق لدعوة الحوار.. كأنها لم تكن .
أن التاريخ وأحداثه التي تمتلئ بها الملفات تقول لنا ان اليمن لا تحكم إلا بالتوافق ومن قبل الأطراف المعنية الفاعلة كلها وفي بعض المراحل التي تم فيها محاولة الإنفراد أو تهميش بعض الأطراف المعنية في البلاد سادت الفوضى والحروب والقلاقل وتشكلت الجبهات المعارضة "اسلامية ويسارية" وأستخدم اليمنيون السلاح ضد بعضهم بعضا وتعطلت التنمية وحفرت في جسد الوطن الأخاديد الدامية التي تم مداواتها بالحوار الجاد الذي شهد له الجميع, ومن لا يتذكر حروب اليمنيين ما بعد قيام الثورة وحروب بداية السبعينيات ونهايتها وقد تم تجاوز أثارها بالحوار فكان حوار نهاية الستينيات وبداية السبعينيات كفيلا بإنهاء أثارها ، وحوار بداية الثمانينيات ومنتصفها وأواخرها وراء إنهاء الصراعات الدامية والمواجهات وأفضى الحوار الى تحقيق حلم اليمنيين بإعادة تحقيق وحدتهم في زمن كان العالم يتشظى فيه وينقسم.
اليمن اليوم في ظل ظروف بالغة الحساسية تعم المنطقة بأسرها لا نريد لها ان تتجه الى الفوضى، فقد ثبت أن تثوير الشارع في أكثر من بلد ليس هو الحل وإنما هو بداية الإنزلاق نحو الفوضى لان الشارع إذا كان لا تقوده معارضة مؤطرة ببرامج واضحة ومطالب محددة يكون خروجه مبعثراً وعشوائياً وإن كانت مطالبة واضحة ، لكن بعض ضعفاء النفوس يستغلون خروج الشارع فيمارسون الفوضى والتدمير والسلب والنهب كما لاحظنا في تونس ومصر.
صحيح ان للشارع مطالبه المشروعة وهناك حالة إحتقان في الشارع العربي والشارع اليمني جزء منه بالطبع ولكن ما المانع بأن لا نصل الى ما وصل إليه غيرنا في تونس ومصر، فاليمن لن تحتمل ما يحدث في تونس ومصر فالأوضاع محتقنة والنار تحت الرماد ولتجنب الإنفجار لابد من العودة الى طاولة الحوار من حيث توقف ومناقشة كل الأمور بشفافية وإطلاع الشعب على كل المناقشات والبدء بالإتفاقات المفضية الى إصلاحات جادة وحقيقية وإن كانت مؤلمة للبعض لكنها ستخدم مصالح السواد الأعظم من الناس وخاصة فيما يتعلق بالبطالة والإصلاحات السياسية والإقتصادية وضبط إنفلات الخدمات التي تقدم للناس من قبل عدد من المرافق العامة والخاصة وضرب الفساد الذي لا ينكره احد بقوة وفرض النظام والقانون بحزم والإستماع لأنين الغلابة والشباب منهم على وجه التحديد بأذان صاغية وقلوب رحيمة وعقول منفتحة ودراسة ومعالجة أسباب الإختلالات التي تؤدي الى تصاعد ذلك الأنين سيجنب اليمن بكل تأكيد الكثير من المخاطر
يبقى الحوار الجاد والشفاف بعيداً عند التمترس والتصلب والبدء بإصلاحات مؤلمة يتفق بشأنها طرفا الصراع "السلطة والمعارضة" والبدء فوراً بتهدئة الشارع من قبل الجميع هو المخرج العملي لتجاوز الأزمة السياسية ،فلا تعتقد السلطة بكل ما تملكه من شرعية وقوة أنها قادرة على إسكات الشارع إذا أنفلت ولنا في تونس ومصر عبرة، ولا تعتقد المعارضة أنها بتثوير الشارع قادرة على الوصول الى التغيير ولنا في تونس ومصر عبرة أيضاً، فعندما تخرج الأمور عن السيطرة لن ينقاد الشارع المنفلت والغاضب للمعارضة ولا للسلطة وسوف تسود الفوضى حتماً، وقد يستغل ذلك لا سمح الله من قبل طرف ثالث للزج باليمن وشعبه في أتون فتنة لن يستطيع الخروج منها، وما يحصل من نهب وسلب وأحراق للممتلكات العامة والخاصة في تونس ومصر درس علينا الإستفادة منه.
نوجه ندائنا الى عقلاء السلطة والمعارضة بممارسة الضغوط القوية على من يدفعون البلاد والعباد نحو الهاوية سواء كانوا في المعارضة أو السلطة وإجبارهم على العودة الى طاولة الحوار وأن لا يسعى طرف الى حشر الأخر في زاوية حرجة اعتقاداً منه أنه قادر على إلغائه، فلا السلطة قادرة على إلغاء المعارضة ولا المعارضة قادرة على تغيير السلطة، وهذا لا يعني أن التغيير صعب وغير محبب ابداً فهو مطلب الشارع العربي اليوم بما فيه اليمني ولكن يتطلب هذا التغيير آليات ديمقراطية من خلال صناديق الانتخابات.. وما المطلوب من السلطة والمعارضة إلا تسوية الملعب السياسي ليشارك الجميع في صنع التغيير المنشود بهدوء بعيداً عن الحسابات الضيقة فتوافق السلطة والمعارضة بدون مس للتجربة او اخلال بها مطلوب لليمن وحتى تكون الديمقراطية حقيقية لا بد من تعايش السلطة والمعارضة لانه "لا ديمقراطية بدون تعايش جميع مكونات العمل السياسي وأطيافه"