رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح
ليس الكبير ذلك الذي يكبر على حساب الوطن، ويقتات من قوته، ولكن الكبير هو من يكبر الوطن داخله، ولا يزال يكبر حتى يكون حجمه بحجم وطنه الذي داخله. فالعملاق من الناس من يحمل وطنا عملاقا بداخله، والأقزام هم من قزموا الوطن بداخلهم.
لا حدود لترابك يا وطني! فأنت فوق حدود المكان، ولا حدود لزمانك! فأنت فوق حدود الزمان، لا تحدك أعياد، ولا مناسبات، ولا احتفاليات، كما لا تحدك بحار أو سهول أو مرتفعات. ذرات ترابك..تضاريسك.. جبالك.. وديانك.. هواؤك.. شعبك.. كلها تسكن في قلبي، فلو كشفت عن قلبي لرأيت تضاريس الوطن ووديانه هي شرايينه وأوردته وعروقه ـ وقلبي لا حدود له، أينما سرت فأنا في وطني أعيش له، وأحيا به.
الوطن ليس بناقة ولا حصان نركب على ظهره لنصل إلى مآربنا، ونحقق مصالحنا. الوطن روح نحملها في داخلنا، فتتوسع حتى تملأ ذواتنا بحبها، وحينئذ ننطلق على هذا التراب المقدس – تراب الوطن بروح الوطن، وليس بأرواحنا، فنخلق منه وطنا عامرا بالخيرات، وشعبا ناعما في الرخاء والأمن والاستقرار.
لقد أصبحنا نغتال الوطن بأفعالنا وسلوكياتنا صباح مساء، ثم نعلن هذا الاغتيال جهارا نهارا في ما نسميه بالمناسبات الوطنية، وفي الحقيقة أنها جنائز وطنية، نجهز فيها على وطننا بخناجر مسمومة. الوطن يا سادتي ليس كلمة نغنيها في المناسبات، ولا شعارا نردده ثم نصفق لسماعه، ونهتف لترداده، ونقف عند ذكره كما يقف الناس عند مرور الجنازة بهم!! الوطن عمل وليس قولا، موقف وليس كلمة.
لك الله يا وطني، يزرعك العمالقة ويحصدك السَّوَارقَة!! [سوارقة: جمع جديد لـ(سارقة)]تبا لها من وجوه!! قسماتها لا تشبه قسمات وطني، ومعالمها تختلف عن معالم وطني، وتضاريسها تتبرأ منها تضاريس وطني ـ كلما أراها أبحث في الخريطة؛ لعلي أجد وطنا يشبهها وتشبهه، فأعود بخفي خائب. لا أدري لعل تلك الوجوه بقايا من وطن غابر لم يسويها سيل العرم.
الوجوه الوطنية هي تلك الوجوه التي حفر الوطن على جبينها اسمه، وطبع رسمه، ترى الوطن ينبض في محياها، ويتكلم بألسنتها، ويتدفق في عروقها، ويجري في دمائها، دون حاجة إلى ضجيج النياشين والمراسيم.
حتى متى نمزق وطننا بهذه الشظايا الطائفية والحزبية والمذهبية؟ شظايا تتحول إلى سهام بيد الحاقدين على الوطن في الداخل والخارج، لتوجه إلينا مرة أخرى، فتنحرنا كما ينحر الجزار البعير، وعلينا أن نشهد هذا المنحر، ونهلل للجزار الذي تتلطخ ثيابه بدمنا المقدس.
أرجوكم، الوطن قيمة أكبر منا جميعا، أكبر من أحزابنا وطوائفنا، قيمة لا توزن بذهب ولا ببترول، قيمة مقدسة لا تطولها يد، ولا يسفكها فم. فهل ستكون كذلك أم أننا نساوم بها في السوق السوداء، ونبيعها بثمن بخسٍ مصالحَ حقيرةً؟!
يا صديقي، إنه الوطن، لا يقاس بعملة ولا طن.
*كاتب وشاعر
abdmajidyemen@hotmail.com