عام جديد يحترق
بقلم/ إسماعيل علي القبلاني
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 17 يوماً
السبت 10 مارس - آذار 2012 06:56 م

. عامٌ جديدٌ يحترقْ

والناسُ مثلُ الناسِ لا يتغيرون

هم في الخطى يتناسلون !.

وحبيبتي ماتت هناك بلا شجون

والعشق يغزوا بالثكالى آهةً

وقد تكون ولا تكون !

والصبح غاوٍ في الدجى والليلُ يخْتزلُ الفنون !

تاهت بنا أجسادنا

وتفرقت أحلامنا..

تفرقت أشواقنا..

والعمر ممتدٌ بلا تأريخ في زمنٍ تساقط هارباً

ومن يكون ومن نكون ؟!.

والأفق خارطة المنون

عشنا وتهنا ثم متنا ..

.. والمدى في الأفقِ مشتعلاً بميلادِ الجنون

في التيه مبتهلاً بأعماق العيون

في الدمع مرتحلاً تشيعه الجفون

وتوقفت أقدارنا

.. يا رب ماذا بعد هذا الموت.. ميلادٌ نكون ؟!

.. عامٌ جديدٌ يحترق

والموت جاثٍ في صدور الناسِ

حتى تنطبق !

ماذا هنا غير الفناء ؟

يا لوحة الأقدارِ ضاعت ريشة الحكامِ

في الشره النزق !

هذي الزوايا عتمة الماضي يؤجج نارها وطني الجريح

ونزفه الماضي الزلق !

وطغاتنا ..

عاثت بهم نيرانهم جرحٌ على آهاتِ

من ماتوا على أنات هاتيك الطرقْ

.. عامٌ جديدٌ يحترق

إلاكِ جئتِ لنا

لـــنـا !

فتسرمدت كل الدنا

والمتعبون من الأنا

يا ساحةَ التغييرِ مروا من هنا

ضاعت بهم خطواتُهم وتجعدت في المنحنى

وأنا هناك و زهرتي..

وأرى هنا أرجيلةَ اشتعلت على أنفاسها آمالُنا

اشتعلت على ألوانِها أوقاتُنا

فتأوهت . .. تأوهت

وتناثرت خطواتُنا !

وبلادنا .. صدحت هنا :

لا ضوءَ يا تأريخُ يشرقُ مثلنا

ثرنا إليك.. إلى زمانٍ يصطفي أجيالَنا !

وبلادنا, وبلادنا !.

.. عامٌ جديدٌ يحترقْ

وهنا مدينتنا التي انتفضت من التأريخِ في وجعِ المدى

وأنا هناك أقولها:

(تعزٌ) تقاتل في شمائلها.. الردى !

والكل مرتقبٌ.. على آهاتها وقع الصدى

مترقباً موت الخطى

مترقباً وجعاً لميلادِ السدى

ماذا هنا يترقبون ؟

ماذا هنا غير الفدى؟!

تعز تشيع في ضفائرها العدى..!

تعز هنا صنعت لنا نحو الضياء موعدا ؟!

فتمرغ التأريخ في ميقاته وتجددا

.. عامٌ جديدٌ يحترقْ

لا غاز لا بترول حتى أنهم جاؤوا وقد سرقوا الحطب !

سرقوا الخطب

سرقوا جراح الناس في ميلادها !

أسفي هنا :

يا ليتهم يتألمون

يا ليتهم يتألـــ.. . تبخرت وجراحنا

وجراحُ هذي الأرضِ في ماضٍ هنا لم تنتحب !

... عامٌ جديدٌ يحترقْ

وعلى المدى يا ويلها زأرت بنا..

أنيابُها شجنُ الطغاة !

بل ويلنا قد شيعت..

وبلا حياة !

بل ويلنا عشنا على أنفاسِنا نفسَ الممات.

والناس في أقدارهم مستسلمون

.. وعلى عقولهم طغى زمن السبات

وسفينة الأقصى تغادرهم إلى بحر الجناة !

يا أيها الربانُ قف !!

فتأوه الشجنُ الجريحُ بآهتينِ من المدى ومن الصِلات !

ودعا إمامُ صلاتنا خوفاً على وجعِ الصلاة.

ومآذن الإسلام تصدحُ بالشتات .

... عامٌ جديدٌ يحترقْ

والموتُ ميلادُ العضات .. !

يا ويحها أعمارنا

الموت والميلادُ والإنسان والحزن الذي عشق الحياة

بل ويحهم أذنابنا في الموتِ يرتحلُ الطغاة

بل ويحها أفكارنا

ما الموتُ بالماضي أتى كالموتِ للآتي زكاة !

في الموتِ ميلادُ السنينِ الناعسات تلك التي وضعت على الأيامِ كاهلها لتعبرَ بالذوات !

.. عامٌ جديدٌ يحترقْ

هل أصبح الميلادُ موتاً للجنين ؟

والموتُ ماضٍ في طريقِ الموتِ في رحم السنين !

فتلفض البحرُ المجمدُ بالحنين

وهنا كنوزُ الأرضِ يرفضُها اليقين

هاجت بنا وتقاسمت أمواجُها صخبَ الأنين

وعلى شفاهِ الأرضِ شاطئ حزننا أضحى سجين

يا قومُ من مروا هنا مروا يمين

ماتت قلوبُ العاشقين

.. المتعبين

في غفلةِ النبضِ الحزين

حتى أتوا ما إن..

وأجهض ذلك الحلم المبين .. !

... عامٌ جديدٌ يحترقْ

هل يا ترى من بحةٍ ؟

وعلى المدى جاءت تشيعُ أمةً

عربيةً.. عبريةً.. غربيةً.. شرقيةً

كانت هنا في الجمرِ ميلادُ الرماد

.. يا بحةَ النزقِ الأخيرِ تقاسمت أحزانَنا هذي البلاد

وتقاسمت أبنائَها أوزارُ أبناءِ الفساد

وتقسمت شرفاتُها بالمثلِ تسعى للحياد

وأعلنت طرقاتُها

آهاتُها

بالشعبِ للشعبِ الجهاد !!.

... عامٌ جديدٌ يحترقْ

هل يا ترى من ثورةٍ ؟!

وعلى الخطى جاءت تجمعُ آهةَ الأحرارِ في دربِ النضال

جاءت تفردسُ شحةَ الصحراءِ في شفةِ الرمال !

جاءت توحد فرقةَ الأوطانِ من جوفِ المحال .

ثارت هنا أوجاعُنا

أقدارُنا

وبلادُنا.. وبلا جدال

وهنا الجنوبُ هنا الشمال

والشعب أقوى وحدةٍ..

.. يا أيها الصمتُ المشيعُ بالزوال

وهذه الأرضُ التي تعبت بها

أرجاؤها, أسماؤها, أقدارُها..

نقشت بها أسماؤنا..

بشموخِها, بصمودِها في الأفقِ يجمعُنا المآل.

ثرنا من التأريخِ شدينا الرحال

ثارت وثرنا يا شموسَ الشعبِ في وجع الظلال

... عامٌ جديدٌ يحترقْ

ماذا جرى ؟

وتجعد الميلادُ في أقدارِنا يبكي عسى يحيي الضريح !

ونزفُ ثورتِنا.. دواؤك أيها الوطن الجريح

وهناك غابت شعلةُ الميلادِ والأمجادِ في نصفٍ قبيح

أحزابنا سلكت بنا رملاً وريح !

أحزابنا سلكت بنا رملاً وريح !.

وماتتِ الأفعى على ألمِ الفحيح

والكلُ يسعى غافلاً في نزوةِ الدربِ الصحيح

والشعبُ أصبح تائهاً :

هل ها هنا القولُ الصريح ؟!

... عامٌ جديدٌ يحترقْ

وربيعُ أمتِنا أتى وأتت بنا أقدارُنا

.. تسعى وساستُنا الخريف

باعوا دمانا سيسوا وطناً بلا مدنٍ وريف

البعضُ ينهشُ معصماً

.. والبعضُ يلهثُ تاركاً جوعاً إلى ظلٍ حفيف!

والموتُ يسعى نحوَنا

والقبرُ يسأل لحدَنا :

- وهل المخيفُ بلا مخيف ؟!.

والروحُ أذكى عاشقٍ في رحلةِ الموتِ الظريف !

يا ويلَها..

والأرضُ أزكى برزخٍ في غفلةِ الموتِ المخيف !

 

... عامٌ جديدٌ يحترقْ

يا ليتَها كسرت بنا مرساتُنا.. و البحرُ أمواجٌ تباع !

يا موطني

..في الأمسِ غابت شمسنا والنورُ شيعهُ الشعاع!

ماتت شجونُ العالمين وفيكَ أذكت صبوةَ الوجعِ التياع

يا بحُر قد غرقت بنا آلامنا..

في الريح آلامٌ على وجع الشراع !

وعلى المدى أممٌ على نفس الصراع !

وإلى المدى تهنا هناك بلا ذراع..

.. كيما نمكنَ حلمَنا

ونخلصَ الشعبَ الجريحَ من الضياع !

والأرضُ ترفضُ قتلَنا, والبحرُ يختزلُ النزاع !

 

.. عامٌ جديدٌ يحترقْ

مات الجميعُ بلا وَجَل

ومسيرةٌ مرت هنا نحوَ الحياةِ هي الأجل

وبها هنا ثوارُنا

بالعزمِ, والإصرارِ, والإقدامِ, والتأريخِ

قد مروا على أقدامهم نعلٌ

من الحكامِ, والأزلامِ, والأذنابِ, والسُرَّاقِ, والأغرابِ, والأعرابِ, والأحزابِ, وأل...

في الصبحِ لا ..

في الليلِ هل ..؟

يا موطني أصداءُ نعلٍ آخرٍ

.. في غفلةِ الرمقِ الأخيرِ من المقل.

وجواربُ الأوجاعِ, والأحزانِ, والإنسانِ

أذكت رحلةَ العمرِ المضمدِ بالمللْ.

وتفطرت أقدامُهم في قابِ قوسيها دنت أمجادُ أمتِنا تسيرُ على عجل !.

وتكلمَ التأريخُ في خطواتِهم..

وتجعدَ الصبحُ الضريرُ من الخجل !

يا صبحُ ما تعبت بهم خطواتُهم مرحى وما تعبوا أمل !

إلّا كما تعبَ الغروبُ من الأزل ؟!..

جاؤوا على أعناقِهم إيمانُهم بالفجرِ

بالصبحِ الشريدِ على الظلل

رفضوا اللذين تبايعوا بدمِ الشهيدِ

وقسموا من أجلنا فجراً أفل !؟.

الصادقون المتعبون من الهشيمِ .. من الجدل

جاؤوا هنا وكأنهم عبروا الجحيم

عبروا الجحيم مع الحنينِ إلى الطَفَل

فأشرقت فيهم هنا

.. وتطهرت شمسُ الكفاحِ من الشلل..!

يا موطني

وأنا هناك وزهرتي..

عامٌ جديدٌ يحترق..!