عاجل مقتل وجرح 25 مسلحا حوثيا في حادث سير غرب اليمن أوكرانيا توجه ضربة قاتلة للاقتصاد الروسي وتمنع تدفق غاز روسيا إلى أوروبا النمسا توجه صفعة للغاز الروسي وأوكرانيا تسقط جيشا من المسيرات الروسية استطلاع عالمي يمنح زعيم عربي لقب الأكثر فساداً لعام 2024 تعديلات على المناهج الدراسية في سوريا لجميع المراحل التعليمية .. تغيير جذري حزب الله» يهدد إسرائيل ونعيم قاسم يبشر بعافية المقاومة عاجل وزارة الداخلية السعودية تعلن إعدام 6 أشخاص يحملون الجنسية الإيرانية الأمم المتحدة تعلن عودة مطار صنعاء الدولي لإستئناف رحلات الإغاثة الجوية تدشن برنامج الحملة الوطنية التعبوية لمنتسبي شرطة محافظة مأرب المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر المواطنين في خمس محافظات يمنية بشكل عاجل
في ذلك الركن جلس مغطياً جسده ببقايا أكوام قش حتى يحمي بدنه من قسوة البرد ووضع أمامه علبته كالمعتادة متأملاً أن يعطف عليه أحد المارة .... فهو لم يتناول طعاماً حتى الآن منذُ البارحة فلم يكن دخل الأمس كثير ولديه عائلة تحتاج إلى من يعيل .
في الماضي لم يكن شريد تائهة بلا هدف بل كان مواطناً محبوباً وشريف ... "عفواً لا يتصف بالشرفاء في زماننا إلا القليل" كان موظفاً صامتاً يقوم بعمله المعتاد ثم يغادر لعائلته البسيطة حيث تترقب قدومه ...... ومرت عليه الأيام وتلتها السنيين على هذا الحال ..........
إلا أن جد ما جد فقد عين مديراً جديد في بلده حيث لا يرتقي فيها إلا كل من كان له صوتاً جميل .. وعلت الأفق غمامة سوداء فللمدير الجديد آراء كالعادة جديدة تبدأ بأبسط الموظفين ....... الكادحين ....... المخلصين ............ الصادقين . فيجب قلع كل من لا يجيد الغناء أو حتى الرقص حول المدراء . وطار صاحبنا مع بعض " الشرفاء " أعتذر نسيت أنه لم يبقى لنا في وطننا العربي إلا قليل من الشرفاء فلم يعد الجميع يتذكر تلك الكلمة ولا مدى وقعها على القلوب ...
ومع أنه كان مواطنٌ عربي في بلده العربي إلا أنه صار غريبٌ فيه وصار الأجنبي فيها عزيز .... ومع أنه حاول كثيراً أن يبدأ من جديد إلا أنه وجد وصمه عار تلاحقه "فهو شريفٌ في زمن لا شرفاء فيه " وصار هو حبيس الجدران لا يدري أيحب هذه البلد أم يقرر أن يرحل ويتركها فلم تجلب له إلا الكثير من الألم .
وبقي يصارع حبه لبلده العربي و اقتناعه أنه لا مكان له فيها فهو من أولئك القلائل الذين تم نفي بعضهم وردم من تبقى منهم ..
فقرر أن يبقى أسير عيناها منفرداً بتلك الزاوية حيث يأتي كل صباح فارداً جريدة وحوله ما تبقى من أكوام قش تدفئه وعلبته أمامه يستجدي يداً أجنبية تمد له بعض مما قد يعيل به أسرته الجميلة ........