عن الناس و استقالة علي الجرادي
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و يوم واحد
الإثنين 04 يونيو-حزيران 2007 09:54 ص

مأرب برس ـ خاص

مات حميد شحرة رحمه الله ولم يكتمل العام إلا وتداعت أحلامه المؤجلة التي كتب عنها ذات مرة..

لم يجف ثرى قبره بعد إلا وطالت يد القاصرين العبث بأحلامه التي أراد لها أن تتحقق..

حميد الذي انتمى إلى كل الناس لم يكن منتميا إلى أسرته فحسب وإشارة إلى هذا الانتماء أصدر صحيفة الناس ليكون ملكا واسعا لايختزل في بيت أو قبيلة لكنه ممتد امتداد وطن ويسكن قلب شعب..

استقالة الرائع على الجرادي من رئاسة تحرير الناس أمرا يعد بداية لتلاشي وخفوت هذا المشروع الذي كان عملاقا بمؤسسه وأصدقائه الذين كانوا رفاق دربه ومسيرته وشادوا معا أسس هذا البناء بمهنية عالية ومسؤولية فذة ..كسروا الطوق واخترقوا المدى الوطني وأسسوا مدرسة صحفية جديدة ما كان لها لتكون ولو بعد عشرات السنيين .

لايدمر مجد العظماء غير ذويهم ..الذين يحاولون استثمار العظمة وتحويلها إلى سلعة تجارية تباع في في الأسواق ..وحين تتقاصر همم هؤلاء عن ما وصل إليه قريبهم تنتابهم الغيرة الملفوفة بالحرص على الحق فيحاولون تدميرها و"من الحرص ما قتل"

الأستاذ علي الجرادي شخصية عملاقة من عمالقة الصحافة اليمنية الذين يجيدون فن العمل الصحفي بمهارة عالية وجدارة فذة والدليل على ذلك انه استطاع إدارة الناس بعد حميد شحره وحافظ على تفردها وتميزها ولملم لها جماهير عريضة رأت في الناس مكمن المعلومة الصحيحة والرسالة المحايدة التي تقدم التحليل والتقرير بمهنية وموضوعية.

ومع أني اختلف مع الأستاذ علي الذي رفض أن ينشر لي كل ما كنت اكتب من مقالات رأي لكن رأيي فيه يجب أن يكون أمينا و بعيدا عن العواطف فهو شخص جدير بالتقدير ويمتاز بالكفاءة العالية ..ولا أتهكن أن صحيفة الناس ستتوقف بل ستستمر ولكنها ربما ستتراجع في الاتجاه والتناول والمضامين التي ستقدمها ولن تستهوي القراء إذا ما أتت إدارة لاتمتلك مواصفات إبداعية كسابقيها حميد شحره وعلي الجرادي فالرجلان كانا إداريين وصحفيين عركتهما الخبرة وأنضجتهما التجربة ..وستفقد "الناس" نكهتها ومذاقها الذي تميزت به طيلة سنوات عدة وربما انسلخت رويدا رويدا عن اسمها.. فكم من مجد بناه عباقرة أضاعه أقرب الناس إليهم