هل ستنجح الطرق السلمية في انتزاع الحقوق
بقلم/ كاتب/محمد ميقان
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر
الجمعة 01 فبراير-شباط 2008 04:11 م

مأرب برس - خاص

مع بداية الألفية الثالثة وبعد أكثر من عقدٍ على إعادة الوحدة اليمنية المباركة ،شهدت الساحة اليمنية حراكاً سياسياً غير مسبوق لاسيما في المحافظات الأكثر فقراً ،فمنذ اندلاع الحرب الحوثية الأولى والحكومة لا يهدأ لها بال فلا يكاد يلتئم جرحٍ إلا و نزف آخر.ومع غياب الحوار وإنفراد السلطة بالقرار بعيداً عن رغبات الشعب الذي ضاق ذرعاً بوعودٍ وبرامج لا تعدوا عن كونها حبراً على ورق ،فلا تحقق السلطة خدمة او تفتعل مشكلة إلا وهي تطبيقاً .

لبرنامج الاخ الرئيس الذي شمل كل صغيرةٍ وكبيرة ،مع أن هذا البرنامج الشامل لم نقرأ منه سوى أسطر أعيد نشرها في سبتمبر من عام 2006قبيل الانتخابات الرئاسية .

ولكن وفي ظل حكومة درجت على الفساد وتزييف الحقائق اتخذت من الوحدة اليمنية المباركة ذريعةً وغطاء للفساد ونهب الممتلكات ،لا نستغرب أن يستغل برنامج الاخ الرئيس في غير موقعه الصحيح ،حيث أصبح برنامج الاخ الرئيس بالنسبة للشعب اليمني كالفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة والذي تعاقب الولايات المتحدة شعوب العالم وتحاصرها وتقتلها تحت غطاء لا هذا الباب .

واليوم وبعد مرور اكثر من عام على دخول اليمن يمن اخر جديد ومستقبل أفضل لم نراه ولكن سمعناه كغيرنا في وسائل الاعلام خصوصاً الإعلام الرسمي ،يكاد البلد يتقطع أشلاءً بسبب الممارسات الخاطئة والتمييز الحزبي في الحقوق والواجبات بين ابناء البلد الواحد .

ومع أن الحزب الحاكم استطاع ان يستأثر بالسلطة دون غيره ،فيجب أن لا يشاركه أحد حتى عامل "البوفيه"يجب أن يكون حاصلاً على عضوية الحزب الحاكم لكي يتمكن من ممارسة عمله بحريه ، وعلى الحاكم أن يتحمل النتيجة لوحدة وأن لا يلقي باللوم على أحد لانه هو من أختار العمل الاحادي الجانب ،فما نسمعه اليوم في المحافظات الجنوبية ليس قضية أبناء الجنوب لوحدهم ،وإنما قضية شعبٌ برمته يجب الانتصار لها ،حيث لم تعد المعركة السلمية في المحافظات .

الجنوبية لوحدها ،وإنما تعممت التجربه على الكثير من المحافظات الاخرى وأصبحت المظاهرات المنددة بالفساد والتجمعات الشعبية والأحلاف القبلية التي تشكلت في معظم محافظات الجمهورية تهز مضاجع الحزب الحاكم ، وتفقده الشرعية أمام الرأي العام داخل الوطن وخارجه.

ومع أن محافظة مأرب المنكوبة كانت أخر المحافظات خروجاً على المفسدين إلا انها استطاعت أن تكون جسراً من أبنائها للدفاع عنها واستعادة حقوقها المسلوبة من قبل عصابة الثروة التي عاثت في البلاد فساداً ونهبت ثرواتها واستحلت حرمتها دون أن تعطي الحقوق لأهلها..فا الإضافة إلى حرمان المحافظة من عوائد ثروتها التي خصصتها شركة هنت الأمريكية سابقاً وصادقت عليها الحكومة اليمنية من أجل حماية البيئة ،تذهب العمالة لمحفظات أخرى ليست أكثر كفاءة من أبناء المحافظة .

أما خدمات البنية التحتية من طرقات وماء وكهرباء فهي شبه معدومة وما يتوفر منها لا يليق بمحافظة نفطية وعاصمة تاريخية ،وبالنسبة للبنى الفوقية من تعليم وصحة فليست المحافظة أوفر حظاً من اخواتها في الجمهورية اليمنية ،ولكن بداء ابناء المحافظة كغيرهم يدركون حجم المأساة التي تعيشها المحافظة ،ولله الحمد والمنة تم تشكيل أكبر قاعدة شعبية في المحافظة للمطالبة بحقوقها العشرة كمرحلة أولى ،واليوم يقف أكبر تجمع من أبناء قبيلة عبيدة في وجه الشركات العاملة بالقطاع النفطي بمنطقة صافر للمطالبة بالحقوق المشروعة وبالوسائل السلمية ،وندعوا كافة ابناء المحافظة للوقوف إلى جانب إخوانهم من عبيدة ،حيث وان الضرر لم يعد مقتصراً على احد دون غيره في المحافظة،وإنما الجميع يعاني من التلوث والأوبئة التي جلبتها هذه الشركات التي لا تلتزم بالمواثيق الدولية لسلامة البيئة ونظافتها.

m_megan2006@yahoo.com