آخر الاخبار

تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية

مذهب النفاق السياسي...قراءة تاريخية
بقلم/ محمد حسن الجلال
نشر منذ: 13 سنة
الجمعة 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:51 م

في الوقت الذي كان ابن خلدون يعد مقدمته الشهيرة، كان صاحبنا المؤرخ والعالم الأديب لسان الدين ابن الخطيب في الطرف الأخر يقدم تبريراً سمجاً لظاهرة خبيثة تعد من أخطاء التاريخ الإسلامي.

إن ابن الخطيب مع جلالة قدره بالأدب والتاريخ ، أراد أن يموت كالأعمى في نفاقه السياسي ، ويخلف لمن بعده منهجا قائما على النفاق والغش في نصيحة الولاة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

لماذا ؟ وكيف ؟

ابن خلدون وابن الخطيب صاحبا مدرسة واحدة في التاريخ كليهما عاشا في الأندلس وهاجرا إلى المغرب العربي ، إلا أن ابن خلدون استفاد من دروس التاريخ ،الأمر الذي جعله يهرب بعيدا عن ترقيع ثقوب السلاطين وتحسين صورهم القبيحة، فانزوى يؤلف مقدمته الشهيرة ويكابد ضريبة عيشه الحر.

أما مؤرخنا الخطيب مكث يتقلب في ممالك الأندلس بين قوة وقوة ، من وزير إلى حاجب ، يركب موجة التنافس لا يخشى الجري اللاهث وراء المناصب، ولا يعبأ من كبر عمامته الملتفة على رأسه.

الدنيا لا تصفي لأحد.

خرج صاحبنا المؤرخ من غرناطة إثر خلاف مع ملكها إلى الدولة المرينية في الجزائر، فكان من الطبيعي أن يحسن السلطان المريني استقباله ، ورفض كل دعوة دبلوماسية لتسليمه، لحكم العداء القائم حينئذ بين الدولتين ظن ابن الخطيب أن الدنيا قد صفت له ! لكنه سرعان ما تفاجأ بموت أبي فارس رئيس الدولة المرينية، وتولي الحكم من بعده ابنه زياد وهو فتىً صغير لم يبلغ الرابعة عشر من عمره .هنا عاد عالمنا المؤرخ لمنهجه القديم ، لعل سهمه يرتفع في مهجره الجديد مع الأمير الصغير ، ويجد منه ما يملي كأسه من المناصب ، فأراد أن يكسب ود هذا الأمير . فمنهجه القائم على النفاق دفعه لتمجيد حكم هذا الأمير الصغير في كتاب أسماه (أعمال الإعمال فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام) حشد فيه الكثير من النصوص والشواهد الشرعية والنماذج ممن بويع بالإمارة قبل سن الاحتلام ،في تبرير سمج ، وخطأ شرعي جلي، ونفاق عريض.مارس فيه نفاقه العلمي مثل ما مارسه مع الملك الأب من قبل في كتاب (المباخر الطيبة في المفاخر الخطيبية) و(كتاب خلع الرسن في التعريف بأحوال ابن الحسن )....

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن...

التاريخ لا يرحم حتى كاتبيه ،لقد كان حريصا لتعرية صاحبنا المؤرخ الجليل شاء الله أن ينزع ملكه من الأمير الصغير على يد رجل يدعى أبى العباس الذي كان حريصا لإقامة علاقة طيبة مع ملك غرناطة فكان أول ما قام به من أجل إقامة هذه العلاقة أن قدم عالمنا المؤرخ كبش فداء لإقامتها فأمر بالسجن ثم أمر أن يخنق حتى الموت . مات الخطيب مخنوقاً مخلفا ورائه تركة تبرير عثرات السلاطين وترقيع خرق أولادهم

ماضي يتجدد...

مع انطلاقة ثورة الشباب المباركة نرى ونسمع كثير من علماء الزيف يحاولون، وبكل جهد أن يحسنوا الصورة المشوهة لرجل أغرق الشعب في الظلم والتجهيل لثلاثة عقود من الزمن ، ولهم بذلك سلف علمهم كيف تحشد البراهين لكسب شرعية حاكم افتقدها،ولو كانت على حساب الأمة ودماء أبنائها، ليت شعري نقف اليوم على بيان يتلونه تجاه الحقد الأسود الذي يمارس على سكان أبناء تعز والحصبة وأرحب ،هل أصبحنا نقتل باسم الدين؟!!! حاشا أن يكون الدين مظلة لنفاقهم المكشوف.إنما هي سنه إلهية وراء كل حاكم ظالم علماء غششه ، ووراء كل حاكم عادل علماء نصحه.والتاريخ لا يرحم أحد

قال تعالى ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار..)

وفي الحديث( صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس ، وإذا فسدا فسد الناس الأمراء والعلماء ) مسند الأمام أحمد